رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تلك هى المشكلة

يدعو بعض الحكماء منا بأن نتفاءل. فما نعيشه الآن هو ولادة عصر جديد. والخلافات الموجودة بيننا الآن دليل صحة وعافية فقد تنسمنا هواء الحرية من جديد. والشعب من الآن سيقرر مصيره. ولن تقف فى وجهه أى قوة أو تعيده إلى الماضى البغيض.

بالأمس سمعت الراديو يذيع أغنية تؤكد أننا عائدون إلى القدس.بالطبع أنا أصدق هذا ولا يخالجنى أى شك. لم لا؟ هذا جائز جداً ولا يضيرنا أن نحرر القدس قبل أن نحرر سيناء من تجارة السلاح والمخدرات ومجموعات القاعدة.ومجموعات حماس. وقد اقتربنا من تحرير القدس وتحرير سيناء عندما أصبح لدينا الأمل فى تحرير وزارة الدفاع من المجلس العسكرى. ولا خوف على جيشنا فعندنا فصائل مسلحة من الإخوان والسلفيين بقيادة خيرت بن الشاطر أو حازم بن الأمريكية.
عندنا قضاء، وعندنا ديموقراطية ومجلس شعب ومجلس شورى وانتخابات رئاسية ودستور جديد وإعلام حر، وجمعيات أهلية وجمعيات لحقوق الإنسان وحقوق الطفل والبيئة وحتى المرأة.. تصوروا؟ لا شىء ينقصنا إذن. إنس رغيف الخبز وأسطوانات الغاز، وصحة الناس وفقرهم وقذارة شوارعنا وقطع الطرق والحرائق وغياب الأمن والعشوائية.. إلخ. فهذه سفاسف وموجودة فى بلاد كثيرة حولنا وستحل كلها بمجرد وصول الرئيس القادم، بس قول إن شاء الله. الحكماء عندنا متفائلون لمستقبلنا لأننا نجحنا فى اختراع الشورى التى أخذها الغرب عنا وأعطوها اسماً أعجمياً هو الديمقراطية لجهلهم باللغة العربية.وسنعمل على تصديرها لباقى العالم شرقاً وغرباً وعليها هدية مجانية هى ديننا لعلهم يهتدون.
لماذا نصدق أنفسنا؟؟ لأنه لا يوجد أى فرق بيننا وبين العالم المتقدم. هم مثلنا يستخدمون الحاسب الآلى و الشبكة العنكبوتية ومواقع الاتصال الاجتماعى و قريباً سنجد تسمية عربية لما يسمى تويتر. ويركبون مثلنا أحدث السيارات بدليل سيارة «الكتاتنى» ويركبون الطائرات والبواخر والعبارات ومثلنا يستخدمون الصواريخ التى نطلقها فى كل الاحتفالات. ولأننا لا نهمل تراثنا التليد، نستخدم الجمال فى بعض المواقع والسيوف أيضاً التى نرسمها فى أعلامنا السوداء. وتقدمنا أكثر مرهون بأن نلغى تدريس اللغة الإنجليزية فى مدارسنا وجامعاتنا. وأمريكا مضطرة أن تعطينا السلاح الذى سنحارب به إسرائيل ونحرر القدس. وحريتنا أوسع من بقية الدول فنحن نستطيع أن نتخطى إشارة المرور الحمراء قبل وبعد الثورة. سواء ثورة 52 أو ثورة التصحيح أو ثورة 25 يناير.حقاً كان لهذه الثورة الأخيرة شهداء لكنهم أقل كثيراً جداً عن شهداء حرب 56 فى سيناء وبورسعيد وشهداء حرب اليمن وحروبنا فى

أفريقيا وفى معركة الاستنزاف ثم أكتوبر. وهو ما يعنى أننا تقدمنا كثيرا.ونحن على أعتاب مرحلة فاصلة وجديدة تماما بدأها أحد المرشحين للرئاسة وسط جماعته أمام مسجد سيدنا عمرو بن العاص معلنا تجديد الفتح الإسلامى الثانى لمصر. مستخدما هذه المرة مكبرات الصوت والتلفاز الذى صور الموقعة والصحف التى دونتها ونشرتها على المواقع الإليكترونية. وكانت مناسبة الاحتفال أيضا عيد العمال. والمعروف أن سيدنا عمرو بن العاص هو أول من عين عاملاً على ولاية مصر. والذى أمر ببناء الجامع وعمل نهضة معمارية فى جميع أنحاء البلاد بواسطة مئات المهندسين الذين جاءوا معه مع باقى خبراء الزراعة والرى والفلك والطب والكيمياء. واليوم نحن من أكثر الشعوب التى تستخدم اختراعنا الذى تفشى فى العالم وهو المحمول الذى لا يوجد غنى أو فقير عندنا لا يستخدمه.
فلماذا لا نصدق أنفسنا ونبخس حقنا وقدرتنا كمسلمين عرب أولا وأخيراً؟
بالفعل صدقنا أنفسنا.و لكن هذه هى مشكلتنا!. سواء كنا إخوانا أو سلفيين أو ناصريين أو يساريين أو ليبراليين. صدقنا أننا نعيش فى العصر الحديث. بينما مشكلتنا الأساسية أننا لا نشعر أننا والمنطقة من حولنا نعيش القرون الوسطى. نحيا عالة على غيرنا. نستورد منهم كل شىء من اللبان إلى الصواريخ ،إلا الأسباب التى صنعت تقدمهم علينا. فإذا تظاهرنا بأخذها أعطيناها أسماء جديدة كى ندعى أننا أصحابها ولنفرغها من محتواها. ونحن لا نخاف الدول المتقدمة لسبب بسيط أنهم يحتاجون إلى تصدير مخترعاتهم لنا ليحصلوا على أموالنا. خاصة السلاح.
لنقتل به بعضنا بعضا.المتخلفون هم الذين يتحدثون لأنفسهم فقط فيصدقون أنفسهم. بينما يأخذهم المتقدمون على قدر عقولهم.