عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أهو نجرب!

فى إحدى مسرحياتى وهى (بالعربى الفصيح) كانت مجموعة من الطلبة العرب الذين يدرسون فى لندن ويعيشون معاً فى فندق واحد، قد اجتمعوا لبحث لغز اختفاء زميلهم الفلسطينى فجأة. كانت الشرطة الإنجليزية قد حققت فى الأمر واشتبهت أنه اختفى لأنه كان وراء حادث حرق مكتبة تبيع كتبا تهاجم العرب. أما الطلبة من زملائه فقد فسروا غيابه على العكس، فقالوا إنه لابد أن جماعة اختطفته لكونه عربياً. لم يكن هناك أى دليل يثبت تفسير الشرطة أو تفسيرهم. لكن الشبان العرب أكدوا لبعضهم أنهم حتماً من أعداء العرب والعروبة. أى الأجانب الذين يعيشون هم فى بلادهم لتلقى العلم. وراحوا يتشاورون فى التعامل مع مشكلة زميلهم. وبعد تفكير عميق صرخ أحدهم بصيحة أرشميدس عندما اكتشف قانون الطفو فقال (وجدتها.. وجدتها). نظروا إليه فقال: إن الحل أن يذهبوا فورا ويفكوا أسره بالقوة.

ورغم أنهم لا يعرفون المكان الذى حبس فيه شقيقهم المختطف، فقد أيد الجميع الاقتراح الفذ. وقرروا أن يعملوا يداً واحدة لتحقيق هذا الهدف. وشعروا بارتياح عظيم وراحوا يحددون موعد تحركهم لتنفيذ هذه العملية. لكن أحدهم سأل أحدهم صاحب الاقتراح قائلاً: لكن افرض أن الذين اختطفوه شعروا بنا فقاموا بقتله قبل أن نحرره؟. ساد الصمت لحظة ثم هرش الأول رأسه وقال بعصبية (أهو نجرب)!
وهنا كانت صالة المسرح فى كل ليلة تضج بالضحك والتصفيق.
ما أشبه هذه الصورة الخيالية مما حدث ويحدث عندنا فعلا. فعندما حذر البعض من التصويت لصالح الإخوان وحزب السلفيين لانتخابات مجلس الشعب خشية أن يختطفوا المجتمع ويحبسوه فى مكان آمن ينتمى للقرون الوسطى ويعودوا بنا إلى الوراء كما تدل شعاراتهم وتصريحاتهم، وأيضا الخوف من تنظيماتهم السرية المسلحة التى سبق واستخدموها لاغتيال خصومهم السياسيين، كان رد الكثير من عامة الناس وكذلك من المتعلمين بل وبعض المحسوبين على المثقفين ثم الشباب الذين قاموا بالثورة أو الانتفاضة؟، وكلهم ليسوا من الإخوان أو السلفيين، كان ردهم بنفس الإجابة (أهو نجرب)!
لم ينتبهوا أنها نكتة تبعث على الضحك ولكنه ضحك كالبكاء على رأى المتنبى.
أما العقلاء الذين حذروا من خطر هذه التيارات فلم يضحكوا بل لطموا الخدود.
رحب شباب الثورة أن يلحق بهم ويجاورهم فى ميدان التحرير الإخوان والسلفيون وباقى التيارات التى تدعى التدين. وعندما بدأ الشبان يرفعون هتاف (يسقط.. يسقط حكم العسكر)، جرت التيارات الدينية بعيدا عنهم لتملأ مقاعد مجلسى الشعب والشورى. وأفتى بعض المحللين السياسيين

بأنه لا عيب فى هذا لأنه حقهم وأهو نجرب. أو فليجربهم الشعب فيدعمهم أو يتعلم الدرس بأن يمتنع عن تأييدهم فى السنوات المقبلة.
فهل جربنا انقلابا عسكريا فى المنطقة التى نعيش فيها تخلى عن الحكم طواعية؟
هل جربنا حزبا دينيا فى منطقتنا تخلى عن الحكم عن طريق الديموقراطية؟
الجزائر مثلا؟ السودان مثلا؟ حكم طالبان أفغانستان مثلا؟ إيران مثلا؟
هل كل من اختلف مع عصر مبارك هو ثائر بالضرورة وديموقراطى ولا يتبع تنظيما عالميا؟ أو لا يتلق تمويلا من الخارج؟. أو لا يتمتع بتنظيم مسلح؟ ولا يرهب الناس ويرى نفسه هو الدين ورجاله هم الخلفاء الراشدين وكل من ليس منهم كافر؟
هل الديموقراطية تبيح قيام أحزاب دينية؟ سنية فقط أم شيعية وبهائية وصوفية الخ؟ هل الديموقراطية تعنى أن يكون للقاعدة حزب عندنا؟ ولماذا لا يرجع أيمن الظواهرى خليفة بن لادن ليقود الأمة الإسلامية من مصر؟ ألم يحتسب الإخوان سلفه شهيداً؟
هل الديموقراطية تعنى استثناء جماعة الأخوان من الحصول على ترخيص (وهى التى حلت فى الخمسينيات)؟ هل عدم البحث عن مصادر تمويلها أسوة بالجمعيات الأهلية من الديموقراطية؟. هل من الديموقراطية تهديد مرشحهم بالرئاسة بالكفاح المسلح من الديموقراطية؟
أهو نجرب!. لكن ألم يجرب الشباب والليبراليون انسحاب هذه التيارات من الميدان، ثم عودتهم عندما تصادمت مصالحهم مع العسكر؟ ألم يجربهم شباب السبعينيات عندما كان زملاؤهم الإخوان يضربونهم فى الجامعة بالسلاح الأبيض والجنازير فلا تتدخل شرطة السادات لأنها مع الديموقراطية؟! أى مدة تكفى لنجرب هذه التيارات؟. حتى تخرب مالطة؟ السؤال لشباب الثورة. وحتى الآن إجابتهم هم والذين يتلونون مع كل عصر(أهو نجرب).
مبارك شعب مصر.