رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جنسية مصر

الدستور الجديد الذي نعده يشترط أن يكون رئيس جمهورية مصر العربية، مواطنا مصري الجنسية ومن والدين مصريين.
هل  تلاحظ التناقض في الجملة السابقة؟.أظن أن نسبة كبيرة من الناس لا تلاحظ.

رغم أن التناقض واضح في اشتراط الجنسية (المصرية) لدولة اسمها يحمل صفة (العربية). فإذا أردنا أن يستقيم المعني لابد أن يشترط في رئيس جمهوريتنا أن يكون مصرياً أو عربياً. يعني مثلا سعودياً أو جزائرياً.. سورياً أو قطرياً أو موريتانياً!. فمن التناقض أن نكون عربا ونقصر اختيار رئيسنا في مصر علي المصريين فقط. فهذه  شعوبية بغيضة تميز المصريين عن العرب الذين نحن جزء منهم وليس هم جزءا منا!. أدام الله علينا قوميتنا العربية في (وطني حبيبي الوطن الأكبر يوم ورا يوم  أمجاده بتكتر وانتصاراته مالية حياته ...) وأكمل باقي النشيد ثم اكتب فيما لا يقل عن خمسة عشر سطرا حول هذا الموضوع. وهو موضوع التعبير الذي يأتي في كل امتحان وينجح فيه كل المصريين وكذلك بقية الأقطار العربية فيما عدا استثناءات قليلة منها اندونيسيا ودولة الأندلس التي تمر بفترة انتقالية.
كنا قد خرجنا من الظلمات إلي النور وتحررنا من دستور عام 1923الذي كان يسمينا (مملكة مصر والسودان) فقط. وبذلك فصلنا عن بقية وطني حبيبي في الدول العربية ( بما فيها البلاد التي لم تكن قد ظهرت للوجود كدول) ثم أصبحنا جمهورية مصر فقط عندما اختار السودان العربي الانفصال عنا .ثم أصبحنا الجمهورية العربية المتحدة التي ضمتنا مع سوريا قلب العروبة النابض واليمن السعيد وظلت بنفس الاسم حتى بعد أن وقع انفصال سوريا واليمن عنا بفضل مؤامرات الاستعمار طبعا. وظل الاسم كذلك بعد احتلال إسرائيل لنا ولسوريا والأردن بجانب فلسطين. واستمرت بنفس الاسم حتى وفاة رئيس العرب المغفور له عبد الناصر وعكس ذلك  استمرار شعبنا في النضال للاحتفاظ بدولة الوحدة المأمولة رغم عدم وجودها!. فنحن يجمع بيننا الدين والجغرافيا والتاريخ واللغة والتخلف والاحتلال!. وبعد معركة أكتوبر أصبحنا جمهورية مصر العربية في انتظار انضمامنا لبقية العرب. فرغم كل الخلافات والمؤامرات والحروب المتبادلة بيننا نحن العرب، لكن الربيع العربي يبشرنا بمستقبل جديد. فلماذا لا نراجع كلمة (العربية ) في اسمنا ونصححها لنصبح جمهورية مصر ( الإسلامية) باعتبار أن التيارات الدينية السياسية العلمية ( فكل قوادها من العلماء ) لها الغلبة الآن؟.وقد صرح المرشد العام السابق للإخوان منذ فترة وجيزة فقال ( طظ في مصر

المهم أن يحكمنا إسلامي ولو من ماليزيا ) أو ربما تنزانيا .لست أذكر بالتحديد ولا يهم ذلك حتى لا اتهم بالشعوبية.
وقد اختارت بعض هذه التيارات علم السعودية الذي رفعته مرات في ثورة 25 يناير المصرية وعليه رسم السيفين كرمز يؤكد دخولنا الدولة الحديثة، التي تحارب بسيف الدين وبسيف العروبة معا. وبقي أن نصل مع بلاد الأمة العربية إلي دستور توافقي فنعتمد الجمهورية الإسلامية أو الملكية الإسلامية في استفتاء نزيه تشرف عليه القوى الدولية ضمانا للنزاهة وبشرط أن تكون الدولة أو المملكة تحت القيادة الروحية الموحدة للمرشد العام سواء المصري كأيمن الظواهري الذي خلف الإمام الشهيد بن لادن زعيم تنظيم القاعدة أو زعيم طالبان أفغانستان.
عن نفسي عشت عمري في ظل مصر والسودان ومصر فقط  والجمهورية العربية المتحدة ومصر العربية وفي انتظار أن أعيش ولو ليوم واحد في جمهورية أو ملكية مصر الإسلامية. أو حتى في الولاية المصرية في دولة الخلافة الإسلامية. وحتى لو رأسها شخص من أم تحمل الجنسية الأمريكية.فلست أشك لحظة أنها فعلت هذا لتهدي أمريكا إلي الإسلام وربما العروبة كما يفعل ابنها البار الذي يدعو المصريين إلي الإسلام الصحيح بعد ألف سنة من تشويه الدين علي يد الأزهر الشريف. بعد سبعة آلاف سنة من حضارة المصريين التي ألهمت العالم ولا تزال، فإن بعض المصريين يتخبطون وهم يبحثون لمصر عن هوية وجنسية. وهؤلاء في النار .نار الآخرة أو نار الدنيا. لكن ما غاب عنا هو تحديد التاريخ الذي حصلت فيه مصر علي الجنسية العربية لنجعل منه عيدا نحتفل به إلي أبد الآبدين.