عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دولة حسبة عسكر

رفع ثلاثة من المحامين قضية ضد عادل إمام يتهمونه بثلاث تهم.يقولون: (لو راجعنا أفلامه لرأينا تعرضه الدائم إلي الإسلام، والمسلمين. وإلى حركات الإسلامية، وكما يفسرون الدين علي هواهم. يفسرون هذه الأعمال الفنية علي هواهم. ويفرضون تفسيرهم علي الجميع،

ودليلهم علي ذلك تسعة أعمال منها مسرحية الزعيم الذي ألفها حسب معلوماتهم!! وفيلم (حسن ومرقص طبعاً)!! ودليلهم الوحيد كلمة (طبعا)!.
الحركات الإسلامية كالإخوان والسلفية والصوفية الخ هي كغيرها من الحركات المختلفة في المجتمع,كالاشتراكية والناصرية والليبرالية ( أي الحرية) والعياذ بالله وكلها بالطبع ليست منزهة عن النقد ومن بينها ما يشتط ويصبح إرهابياً وقد وقف المجتمع كله ضده وعلي رأسهم الأزهر ومفتي الجمهورية، لكن دعواهم تقول إن (مسلسل الجماعة يشوه صورة الإخوان المسلمين). فيا للهول.
الأعمال محل الاتهام بعضها عرض من 37 عاما كمسرحية شاهد ما شافش حاجة!. لكنهم يرفعون القضية اليوم بأثر رجعي.وما العجب وبعضهم كفَّر نجيب محفوظ في قبره ؟. الأعمال التسعة المذكورة أجيزت كنصوص ثم كعروض وشاهدها ملايين لا تحصي في العالم الإسلامي.ومازالت تعرض وستعرض غداً. فإذا كان هناك ملام يكون علي الأجهزة الرقابية التي صرحت بها لا الذين قاموا بإبداعها وسلكوا الطرق القانونية، واستقبلت الجماهير المسلمة هذه الأعمال بالإعجاب بدليل إيرادتها وعدد مشاهديها  فيما عدا القلة وهو الأمر العادي، فآراء الجمهور والنقاد تختلف حول كل الأعمال الفنية. لكن عادل إمام نال جائزة التمثيل الأولي عن (الإرهابي) ونال الفيلم جائزة الإنتاج من لجنة مكونة من كبار النقاد، فلماذا لا يتهم أعضاء هذه اللجنة.. بل لماذا لا يتهم الجمهور الذي شاهدها ولم يعترض أحد أو ينتبه لخطورتها إلا الجهابذة؟
اليوم هم يستندون إلي مادة في القانون رقم 98 فقرة (و) تعاقب (كل من استغل الدين في الترويج أو التمييز بالقول أو الكتابة أو أي وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير وازدراء أحد الأديان السماوية) وهو ما ينطبق علي أفكار المحامين المتطرفة، وفيلم الإرهابي مثلا عرض وقت معاناة شعبنا من الإرهاب الذي قتل وروع المصريين باسم الدين مستندا إلي اتهامات مماثلة ولكن القضاء حكم  بالحق علي مرتكبيه.
في جريدة «الأخبار» يوم الاثنين 13 فبراير خبر نصه كالآتي (كشف الشيخ السيد عسكر رئيس اللجنة الدينية عن أن هناك نية لإعادة تفعيل

قانون الحسبة بحيث يحق لأي شخص رفع دعوى حسبة في حالة تضرره من أي عمل فني أو أدبي. وأضاف عسكر  علي هامش اجتماع اللجنة أمس أنه بعد صدور حكم ضد د. نصر الدين أبو زيد، طالب العلمانيون أن يكون رفع قضايا الحسبة في يد النيابة العامة ومنذ ذلك الحين لم ترفع قضية حسبة واحدة)، ها قد عرفنا أن الرئيس المخلوع كان علمانياً!!.
والآن يصحح أصحاب الاتهام الوضع بإعادة تفعيل قانون ينتمي إلي القرون الوسطي ورغم أن بعض الإرهابيين تاب وأعلن تراجعه عن استخدام العنف. أما الإرهاب اليوم فهو من قبل (عسكر) وأمثاله الذي يحاول إرهاب كل المبدعين.
المسلم كغيره من البشر من كل الديانات يصيب ويخطئ فيدخل بعضهم الجنة ويدخل بعضهم النار أو السجن لكن  بحكم (عسكر)!.
هل انتخب الناس (عسكر) ليدافع عن حريتهم ويكفل لهم رغيف العيش وأنبوبة البوتاجاز ويرفع أجورهم ويعطيهم المأوي ويشغل العاطلين منهم ويحسن تعليمهم.. الخ؟ أم ليطهر حياتهم من الإبداع والأدب والفن والفنانين؟.
تخيل أن يكون من حق أي شخص من 85 مليون مصري رفع قضية علي أي عدد يختارهم ولو كانوا بالملايين بتهمة ازدراء الدين!. أو ازدراء بن لادن الإرهابي الذي احتسبه الإخوان والسلفيون شهيداً!.بقي أنت تعلم أنه في نفس ملف قضية عادل إمام خمس قضايا ضد خمسة من الفنانين المسلمين, ثلاثة مخرجين وكاتبان، أحدهما هو شخصي الضعيف.
سؤال للعسكر في بلدي: ما رأيهم في قانون ( عسكر) ؟.وهل ينزلونه في استفتاء آخر قبل وضع الدستور الجديد؟!