عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لمن نكتب؟

منذ عدة سنوات بدأت أسال نفسي لماذا أقبل دعوتي للظهور في التليفزيون لأتحدث في أي موضوع عام أو حتي خاص؟.. ولم أجد سبباً وجيهاً يجعلني استمر في هذا, فلن يخسر المشاهدون شيئاً لو لم أظهر.. فما أكثر الشخصيات التي تظهر في عدد هائل من القنوات تتحدث في الشأن العام وتتحدث عن نفسها.. تهاجم أحياناً وتدافع عن نفسها أحياناً..

بعضها شخصيات بارزة وأصحاب إنجازات في مجالهم وأصحاب مناصب أو فضائح!.. وبعضها لا هو بارز ولا مسئول أو مؤثر في الحياة العامة، ولكنه يريد أن ينتشر ويشتهر ويتوغل عله يصبح بارزاً أو مسئولاً أو مؤثراً.. قلت لنفسي الحكاية مش ناقصاني.. وهكذا امتنعت عن الظهور في التليفزيون منذ خمسة أعوام أو أكثر باستثناء مرتين بسبب خجلي من بعض الأصدقاء الذين  يقدمون البرامج، لكني واصلت الكتابة للصحف التي طلبت مني الكتابة بشكل دوري.وقبل قيام ثورة 25 يناير بفترة تغير سؤالي لنفسي وأصبح لماذا أكتب في الصحف أيضا؟.. وما الفائدة التي تعود علي القراء من هذه الكتابة ؟.غيري قد يكتب أفضل مني لكن هناك أغلبية تكتب بلا أي مبرر خاصة إذا كان يعمل في الصحف القومية.. فقد انتزع الحق في كتابة مقالات الرأي وشتي أنواع الكتابة في شتي المواضيع.
أما اليوم فقد تطور سؤالي لنفسي عندما سألت لماذا نكتب جميعا؟!.البعض يستمتع برؤية أسمائهم وصورهم في الصحف والمجلات ويستمتعون بسب أعدائهم أو منافقة بعض أصحاب السلطة أو الأثرياء الخ وذلك بغض النظر عن إن كان ما يكتبونه يؤثر في القراء أم لا وبغض النظر حتي عن ضمان أن يجدد من يقرأونه!.. فالقراء أنفسهم تحول عدد كبير منهم إلي كتاب علي الفيس بوك وتويتر.. يرون كلماتهم مطبوعة علي شاشة الكمبيوتر فيشعرون بأنهم أصبحوا كتابا!.. والحقيقة أن بعضهم لا يقل مقدرة عن كتاب الصحف ولكنهم هم أيضا أقلية من وجهة نظري.. في هذه المنطقة التي نعيش فيها القول أو الكتابة تساوي الفعل, حتي ولو لم نفعل أي شيء.
وأرجع إلي أي قضية أو مشكلة واجهتنا.. وأقرأ ما كتب عنها منذ ستة عقود وكيف كنا نظن أننا في طريقنا لحل كل مشاكلنا وتحقيق أحلام القومية العربية

والازدهار والحرية والعدالة الاجتماعية والديموقراطية والنصر علي كل الأعداء، اقرأ ما يكتب اليوم ستجد أن أغلبية الكتاب يؤكدون لك بدء تحقيق كل أحلام الماضي.. إما بقيام الوحدة العربية التي لا يغلبها غلاب أو بقيام الخلافة الإسلامية التي ستقذف بنا إلي الجنة «حدف».. فإذا كان عندك أي شك فأنت جاهل أو مذبذب أو تنفذ أجندة أجنبية تشيع الفتن واليأس.. إلخ.
كم عدد الذين يقرأون الصحف؟.. ما نسبتهم إلي الشعب المصري؟.. الأرقام تقول إن عدد الأميين حوالي 40%.. أما عدد الذين يدخلون في زمرة أمية المتعلمين فحدث ولا حرج؟.. عد إلي الصحف من حوالي ما يقرب القرن ستجد أن هناك من يري أن صوت المرأة عورة.
اليوم تنزل المرأة الانتخابات علي قوائم الإخوان والسلفيين، ولكن وجهها الآن هو العورة.. شفت التقدم؟.. يصبح السؤال ما جدوي الكتابة ونحن ندور في دائرة مفرغة؟.. بل يصبح السؤال بدلاً من: لماذا نكتب؟.. إلي: لمن نكتب؟.. هل يكتب الكتاب لبعضهم البعض؟.. وهل يجدون الوقت لقراءة كل هذا الركام من الكلمات؟..بررت الأمر بأنه قد يوجد بعض المتعة في أن يعبر المرء عن رؤيته لما حوله حتي لو كان يكتب لنفسه!.. ولكني أشك في هذا.. ثم إنه لو صح لماذا أنشره علي الناس؟.. حتي ولو قرأه قلة منهم؟.. فكرت في هذا المقال قبل ثورة 25 يناير بشهور وكتبته بالأمس فقط.. ثم صدرت وثيقة الأزهر فقررت تأجيل هذه الفكرة ولو إلي حين!