تسقط السياسة وتحيا الثورة
كل إنسان هو حيوان سياسي. شاء أم أبي, سواء كان مجرما أو زعيما.أميا أو مثقفا. غبيا أو ذكيا, فالسياسة تقوم علي النفعية. كيف تنفع نفسك لتصبح أقوي وأغني وأشهر أو أن تنقذ نفسك من الهوان والجوع والتهميش.
وفي أية انتخابات, كل مرشح لمجلس محلي أو مجلس شعب أو للرئاسة يعلن أنه رشح نفسه لمصلحة الشعب.لكن أغلبهم يكذب, فقد أخترع الإنسان اللغة ليتفاهم مع غيره, لكنه في نفس الوقت استغلها كي يخدع غيره من الطيبين والجهلاء والأغبياء والسذج لصالح نفسه وربما قلة من حزبه وأنصاره. والسياسة من فعل يسوس كالراعي الذي يسوس الغنم ويقودهم إلي حيث الماء والكلأ كي يتغذى هو علي لبنهم ثم يذبحهم ويشوي لحمهم في النهاية.
العاطل يفتح لك باب سيارتك المتواضعة والتي لم تسدد أقساطها بعد ويؤدي لك تحية أشبه بالتحية العسكرية صائحا ليسمع كل المارة (أتفضل يا باشا) فتنفخ أوداجك وتنفحه جنيها أو اثنين حتى ولو كنت تدرك أنه ينافقك. والسياسي يغازل قومه فيخاطبهم بكل مفردات قاموس النفاق ويتظاهر بأنه هو الذي يتبعهم ويغني لهم ( الشعب يريد وأنا معه).
لكن بعض الحيوانات والحشرات كالنمل مثلا يتعاون مع بعضه لتحقيق المصلحة للجميع. ومثلهم بعض السياسيين من البشر تكون عنده أهداف أبعد من ذاته وحده, فيفكر أو يعمل كي يحقق مصالحه ومصالح غيره معا لكنه أيضا قد يضطر أحيانا أن يجاري من ينافسونه فيكذب ولو قليلا ويقبل بالحلول الوسط (وهو أمر مشروع) والتنازل عن بعض مبادئه للوصول- ولو بعد فترة- إلي أهدافه النبيلة.
وهناك بعض الثائرين لا يقبلون بأي تنازل أو بالحلول الوسط مهما كانت النتيجة وهم الذين يحدثون التغيير بالفعل.
وعندما وقعت ثورة 25 يناير كتبت في بدايتها (أن الثورات تحتاج للحماس والشجاعة والهتاف وبعض التضحيات. وهي أمور تحتاج إلي الشباب قبل غيرهم. وقد أجمع الكل بما فيهم بعض المسئولين علي أنهم شباب طاهر وبرىء. لكن هل البراءة من شروط الثورة؟! كنت أظن أنه الوعي!. وهو ما يفرق الثورة عن مجرد الهياج ).وأعترف الآن أن هؤلاء الشباب يتسلحون بوعي كامل بما يجري ووعي كامل بما يريدونه لمصر المستقبل. وأنهم يغامرون بحياتهم من أجل ذلك بدون أن يطلبوا أي مكافأة لأنفسهم.
ففي مساء اليوم الثاني للانتخابات شاهدت في قناة الحرة الأمريكية جدلا بين عدة شخصيات, منها
فلتسقط السياسة ولتحيا الثورة.