عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثورة أم هوجة؟

نحن نقتات علي الكلمات. نفطربها في الصباح,ونتناولها في الغداء, ونتعشي بها في المساء. وهى دواء يحمينا من كل سوء ويشفينا من أى مرض. نبني سدودا من الكلمات ونسكن في بيوت من الكلمات التي لا تتغير..

نفس الشعارات والحكم والأمثال وأبيات الشعر والأغاني الثورية والتي تتغني بانتصاراتنا قبل وبعد الهزائم وبحب الوطن بعد كل فتنة طائفية. ورغم ذلك فنحن نشكو طيلة الوقت. نشكو من المؤامرات الخارجية ضدنا وهو نفس ما كان يقوله النظام السابق ومازلنا نشكو مؤامرات إسرائيل وأمريكا والغرب كله. نشجب وندين ونستنكر ونهتف فيخيل إلينا أن المشكلة قد حلت. والمشكلة ليست في قوتهم بقدر ما هي في ضعفنا. ونشكو من السلطة ومن الوزراء والمديرين في العمل ومن جيراننا وأصحابنا وأطفالنا والبلاد العربية  الشقيقة في وطني حبيبي الوطن الأكبر. هل يعاني شعبنا من الفقر والجهل والمرض وكبت الحريات والتخلف والقمع.. الخ بعد ستة عقود علي ثورة يوليو المجيدة؟. نعم بالتأكيد  وإلا ما كانت ثورة 25 يناير. السؤال الآن.. هل مجرد قيام  المظاهرات التي أسقطت مبارك غيرت حالنا فأصبحنا بين يوم وليلة لا نعاني ما كنا نعانيه؟.
هل أصبحنا نتمتع بالنضج والوعي, بل بالقوة الاقتصادية والعسكرية واستتب الأمن ؟ هل أصبحت علاقتنا ببعضنا البعض أفضل؟ أم زادت حوادث العنف والقسوة؟ هل قل عدد العاطلين عن الأمس أم زادوا؟ لكن هل كان الناس يعملون بالأمس أكثر من 27 دقيقة في اليوم فأصبحوا يعملون اليوم  ولو ساعة أو ساعتين؟أم يعتصمون ويتظاهرون ويضربون عن العمل ويزوغون منه ؟ الموظفون اليوم يعطلون مصالح المواطنين أكثر وخاصة الفقراء الذين هم منهم؟ يطالبون الآن وفورا بزيادة أو مضاعفة مرتباتهم وأجورهم بينما اقتصادنا يتدهور كل طلعة شمس.
ثار الجميع علي مبارك ومن أحاطوا به. الدور الآن علي الجميع كي يثوروا علي أنفسهم أن يتوقفوا عن تعاطي الرشوة أو دفعها أن يتوقفوا عن طلب الواسطة وعن الإهمال في العمل والسرقة والنهب والبلطجة. نكاد ندخل في العام الثاني لثورة 25 يناير فكم من الوقت نحتاجه لنغير أوضاعنا أو لنبدأ طريق التغيير ؟ بل هل بدأت ملامحه؟.
نحن نضحك علي أنفسنا وعلي بعضنا. لأننا لا نثور علي أنفسنا أو نراجعها. كل

يبحث عن طوق نجاة لنفسه وحده. نحن لم نعد نعمل. لا نحب العمل. لا نعرف ضرورة للعمل. نحن نكره  العمل، ولكننا نهتف ونصرخ ونمد أيادينا لنضرب الآخرين أو نقذفهم بالطوب و الحجارة كي نحصل علي ما نريد. نشتبك مع الشرطة ثم نريد منها أن تحقق الأمن، ونشتبك مع القضاة  ونحاصرهم إذا لم تعجبنا أحكامهم ويشتبك القضاة مع المحامين والعكس ويضرب أمناء الشرطة حتى تتحقق مطالبهم ويفعل هذا كل فئات الشعب وهو ما أصبح روتين عملنا اليومي.
وفي نفس الوقت  نهتف (ارفع رأسك أنت مصري). لكن من لا يعمل لا يأكل. وهذا هو القانون الذي يعرفه كل البشر. فهل تتناقض الديمقراطية مع العمل؟ هل للديمقراطية والحرية أي معني بلا عمل بلا إنتاج بلا ابداع بلا تنمية؟ كانت مشكلة شعبنا أن حكامها يأخذون منه دون أن يعطوه شيئا إلا الفتات, فهل ثرنا عليهم لنفعل مثلهم ؟, يريد كل منا أن يأخذ كل شيء لنفسه أو فئته قبل أن يعطي شيئا لمصر؟ الدولة تعني سيادة القانون وبالتالي سيادة النظام وبدون ذلك تسقط الدولة كلها، ويضع كل فرد القانون والنظام الذي يريده ويحقق مصالحه وحده.وهو ما حدث ومازال يحدث منذ بداية الأحداث والذي لم يتوقف حتى الآن ولا نعرف متي يتوقف, وهو ما يسمي بالفوضي أو الهوجة. فهل هي ثورة أم هي هوجة؟. الاختيار لنا ولن يساعدنا أي أحد في الدنيا ما لم نساعد أنفسنا.