رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

يا أهل "بريطانيا"..دماغنا وجعنا

صدقت كلمات المبدع بيرم التونسي - مع بعض التحريف- .. ليس المطلوب من الإعلام البريطاني سوى "دقيقة سكوت لله".. و لمصر التي ارتدت بكل التحدي ثوب البهجة وهي تمضي نحو إستكمال بناء مستقبلها السياسي, في ذات الوقت, اختار كتاب و محللي الصُحُف الإنجليزية تحليل احداث مصر من اعلى ابراج التكهنات البالية و التقليدية التي حبسوا أقلامهم داخلها .. افكار تصلح للعرض داخل المتحف الملكي البريطاني, او متحف مدام توسو للشمع.. و ليس عالم المستجدات السياسية التي قلبت موازين قوى و تحالفات و ثوابت عديدة اثناء تغيرها بحكم طبائع المصالح السياسية .

جميع المنظمات الحقوقية التي وفدت الى مصر لمراقبة الإستفتاء على الدستور        - حوالي 1500 مراقب- قدمت تقاريرها المحايدة .. اللقطات الحية – و ليس السيف كما جاء في قصيدة أبو تمام - كانت (أصدق انباء من الكُتُب) .. رغم هذه الدلائل , يتباكى محللي صحف انجلترا على حال الشعب المصري الذي اثبت انه شعب "نمرود" لا تطمر فيه الديمقراطية!! حين خرج ليختار الدكتاتورية التي يفرضها عليه جيشه!!!.. بينما يعجز الباحث بين مواقع تصفح الانترنت في العثور على مقال واحد لكاتب انجليزي ينتقد التعامل "الديمقراطي" للأجهزة الأمنية بعد تفجيرات لندن الإرهابية عام 2005 او يراجع التصريح الشهير لرئيس الوزراء دافيد كاميرون (لتذهب حقوق الانسان الى الجحيم..و لتعيش بريطانيا) .. كم المزايدات المقززة التي تمارسها الصحافة البريطانية  تستدعي من متاحف التاريخ ممارسات عصور الاستعمار..و مصر حاليا لا تملك الوقت لزيارة المتاحف .
لا بد من الاعتراف ان معظم هذه الصُحُف تخضع لأهواء و ميول أكبر مُلاك الأسهم بها.. لكن ان يصل الأمر بمراسلي هذه الصُحُف – لو كانوا فعلا يمارسون عملهم كمراسلين محترفين- الى تغيير لون الصورة من الأبيض الى الأسود, تحت ذريعة انهم ينقلون الحدث وفقا لمعتقدات و قناعات من موروث البيئة السياسية لبلادهم, بدلا من الفهم الواقعي للمناخ و الحقائق السياسية الخاصة بمنطقة تواجدهم .. عندها حتما ستهتز كل مقومات الحياد و حرية التعبير في وسائل اعلام الدول التي تصف نفسها بالمتقدمة .. خصوصا ان

مهنة المراسل لم تعد تملك, وسط تسابق وكالات الأنباء المحموم, اي اختيار بديل عن التواجد الفعلي لنقل صورة حيادية عن الحدث , او فلتحجز مكانها في أدنى مراتب المهنية الإعلامية.. ايضا من المنطقي ان ينال الإعلام البريطاني النصيب الأكبر من الدهشة الممزوجة بالغضب نتيجة الموروث السياسي و الثقافي و الإعلامي اللذي يميز تاريخ هذه المملكة .
أخيرا.. إذا كانت "سبوبة" الإعلام البريطاني و الغربي لا يُشبعها الاّ نهش جسد مصر و شعبها .. او "إحتضان" تنظيم دولي أرسخ قواعده في مكان آمن مثل إنجلترا , وفقا لوصف أحد قادة هذا التنظيم , على الإعلام البريطاني مراجعة نفسه سياسيا بعد خروج الإخوان من اللعبة السياسية و عودتهم الى لعبة الإرهاب التي طالما مارسوها عبر تاريخهم , خصوصا و ان انجلترا اكتوت بجحيم الارهاب منذ 8 سنوات . و كما بدأت قوى مثل امريكا في تغليب لغة المصالح المشتركة  و التفاعل مع الإرادة المصرية كأمر واقع لا بد من القبول به و التعامل معه , و الإشارات الواردة من واشنطن بدأت مع قرب إقرار الكونجرس مشروع يسمح لإدارة اوباما باعادة إستئناف المساعدات الأمريكية الى مصر, فان منطق التحولات السياسية سيفرض لغة جديدة في الاعلام البريطاني عند مخاطبة الحدث المصري حتى لو كان ذلك على حساب "هوى" تاريخي ربط بين بريطانيا و جماعة الإخوان منذ تكوينها عام 1928.