عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عُشاق "الكِنانة".. أم عُشاق الخيانة

اختلفت تداعيات إذاعة تسجيلات المكالمات الهاتفية بين من قدموا انفسهم لنا "رموز" لثورة 25 يناير..هناك من يرى ان مكان هذه التسجيلات الطبيعي هو مكتب النائب العام و ليس

شاشات الفضائيات , و أدان رأي ثاني بث هذه التسجيلات مستندا على ذريعة انها إنتهاك لبنود الدستور التي تُحدد حقوق الحرية الشخصية للأفراد.. و انتقدوا أجهزة أمن الدولة –قبل 25 يناير- على قيامها بهذا العمل المُشين.. بينما دعم رأي ثالث  الكشف عن حقيقة وجه النقاء و البراءة الثورية التي صدّعت بها هذه الأسماء رؤوسنا على كل الفضائيات التي احتضنت ليلا نهارا كل من أسموا انفسهم وقود ثورة يناير- بالإضافة الى التركيز الاعلامي على قادة الجماعات الارهابية-  في إلتزام إعلامي دقيق بالمثل الدارج (هبلة و مسكوها طبلة!!!) .
لكن إختلاف الأراء غفل عن عدة تفاصيل تمس البُعد وراء هذه التسجيلات.. حين يتعلق الأمر بمصير وطن, لا يملك الفرد حرية اختيار خدمة "سيدان" .. و هي الحقيقة التي وضعت تاريخيا كل من حاول الاستقواء بقوى خارجية في دائرة الشبهات و الاتهام.. حين قرر الشعب المصري, في لحظة رائعة, الثورة على الترهل و الشيخوخة السياسية التي اصابت مفاصل مصر , و التي أدت الى قيام الثورة.. لم يكن الشعب حينها يخدم سوى سيدأ واحدا..هو وطنه مصر.. بنما كشفت التسجيلات ان أصحاب الأصوات التي وردت بها اختاروا اللعب بين سيدين.. و هو كشف خطير و إثم أخطر , يُدين كل من ارتكبوه بأنهم أفقدوا ثورة يناير أنبل و أطهر مقوماتها , كونها ثورة مصرية خالصة.. هي جريمة تتكسر امامها كل المبررات التي حاولت هذه الأسماء الدفاع بها عن نفسها و هي ترتدي منذ 3 سنين عباءة ما يسمى "نشطاء سياسيين" بعد ظهورهم الى بؤرة الأضواء فجأة من المجهول.. ولو كانت ضمائرهم و عقيدتهم "الوطنية" إطمأنت الى ان الإستعانة المادية و المعنوية بالغرب عمل مشروع في إحداث التغيير السياسي .. اذا لا يوجد مبرر لغضبهم و ثورتهم على كشف اتصالاتهم مع جهات أجنبية.. و لأعتبروا ان كشف التسجيلات هو من مظاهر الشفافية التي طالما تغنى

بها هؤلاء النشطاء .
حجة إنتهاك حق الحرية الشخصية –و هو تعبير واضح و محدد – التي تكفلها بنود الدستور للمواطن, قطعا ليس ضمن معانيها ما ينطبق على الحوار الذي دار بين المتحدثين في هذه التتسجيلات.. لم نسمعهم يتبادلون السؤال عن الصحة!!و لا عبارات الإطمئنان على الأسرة و الأحوال العائلية مثلا!! و  لاحتى تطرقت الى ما يمس الجانب الشخصي لحياة اصحابها و صاحباتها.. لا أدري كيف صورت أحلام العظمة لهؤلاء السُذّج ان التلاعب بقدر مصر هو قضية خاصة تدخل ضمن حرياتهم الشخصية.. و كأننا لسنا بصدد دولة محورية ,ما يحدث فيها لا يؤثر في 90 مليون مصري فقط, انما اكثر من 300 مليون عربي . حالة "الإنتفاخ الإعلامي" صوّرت لهم و لهن ان مصر هي ملكية شخصية خاضعة لأهوائهم "الأناركية" – و لا اقول تنفيذا لتعليمات تلقوها- في جعل هذا الوطن في حالة فوضى و عدم استقرار دائمين .
اخيرا.. اذا كانت الملفات التي سُرِقت اثناء اقتحام مديريات الأمن في لاظوغلي و مدينة نصر , و الخاصة بهؤلاء النشطاء و الناشطات لا تحتوي الاّ على معلومات حول نشاطهم السياسي المعارض- طالما حافظ النشاط على خصوصيته المصرية- و لم تحدد إتجاهاته اتصالات خارجية , فان الكشف عن التفاصيل بديهيا يستدعي من جانبهم ردود أفعال الفخر و التباهي بدلا من الإنكار و موجات الغضب العارم  الصادرة عنهم .