رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رقصة المصالحة مع مين يا " بوب "؟

السؤال موجه الى فريق عازفي لحن "المصالحة" بقيادة د.محمد البرادعي..الذي أخطأنا في طرق بابه كسياسي محَنّك قضى عمره بين داخل دهاليز السياسية التي غالبا ما تفرض على من يريد خوض غمارها اختيارات احيانا إما ملتوية او  شديدة القسوة.. اختيارات لا تتفق مع عالم الاحلام المثالية و لا تسخدم لغة "التبشير" التي حاول د. البرادعي بهما ممارسة دوره

السياسي .. منذ 30 يونيو و نحن نسمع عن فضائل المصالحة..لكن مع من ؟؟ التسجيلات المصورة تُثبت ان  الدعوة وردت اولا يوم 3 يوليو  الى جميع الفصائل- كي لانسى و تكون آفة حارتنا النسيان على رأي الكبير نجيب محفوظ في رواية (اولاد حارتنا)- في بيان خارطة المستقبل ,ثم تكررت كثيرا.. و بعد كل مرة يأتي رد الاخوان سريعا و قاتلا..  يزداد اصرارهم على عودة شخص فاشل من عشيرتهم وضعته الظروف السيئة داخل القصر الرئاسي.. و يزداد عطشهم الى اراقة المزيد من الدماء المصرية التي اقسمت الجماعة ان لا ترتوي منها  حتى تعود "للتكويش" على مصر !! .. ستة أشهر و الكل ينتظر بادرة او دلالة موّثقة تؤكد جدية الإخوان في التفاوض و المصالحة و المشاركة في العملية السياسية على أساس احترام الإرادة الشعبية , دون اعلان شئ جاد يتجاوز نطاق الأقاويل و التكهنات التي لا ترقى حتى الى وجود نوايا او رغبة.
رغم عدم حماسي للإتهامات القاسية التي اُطلِقَت على البرادعي و مؤيديه إثر استقالته و سفره , الاّ ان الأخطاء الظاهر ة للرجل هي إصراره على ادخال السياسة الى عالم "اليوتوبيا" .. إذ كما نستعيد صدق و دقة مقولة الشيخ طنطاوى جوهرى لحسن البنا ( السياسة تُفسِد الدين..و الدين يُفسِد السياسة) عندما لمس اصرار الاخير على إقحام الجماعة في السياسة, غاب عن البرادعي و مؤيديه ان السياسة – خصوصا عند مواجهة ازمات خطيرة- لا تُمارس بقواعد المدينة الفاضلة , ايضا مغادرته مصر و هي تعبر اخطر أزمة تمر بها في تاريخها المعاصر , و هو

ما لا يليق بشخصية في مكانة د.البرادعي .
هناك مثل اجنبي معروف عن وجوب وجود شخصين لأداء رقصة "التانجو".. بينما واقع الأمر ان الإرادة الشعبية لم تجد ضمن قتلة الاخوان من يشاركها الرقصة .. رغم ذلك دعاة المصالحة لا يكفون عن دعوتها للرقص!!! و كان الأجدى بهم ان يتوجهوا بدعواتهم منذ ستة أشهر الى الطرف الرافض,  الذي قابل نداءاتهم بالقتل , و ليس للشعب الذي ملأ شوارع مصر تأييدا لخارطة المستقبل.
ممارسات الجماعة الغبية –و آخرها للأسف حادثة تفجير مبنى الأمن في الدقهلية- دفعتها الى تبني -بوضوح و علانية- منهج (إما الحكم او الدم للركب) .. و هو ما زاد إلتفاف الشارع حول قادة و رموز الجيش .  اليقين الشعبي العام ان الجيش هو القوة الوحيدة الضامنة لعدم  عودة عصابة الجماعة الى إنتهاك مصر.. كما  سيؤدي اختيار الجماعة لسلاح إراقة الدماء الى خروجها من ساحة العمل السياسي في مصر لعشرات السنين .
تنتهي أيام 2013.. و قد قطع الشارع آخر الخيوط  مع دعاة "الطبطبة" مع بلطجية الاخوان و "حرائرهن" بعدما ارتفعت المطالب الشعبية الى ضرورة تشكيل حكومة حرب قادرة على التصدي لتنظيم قرر اراقة المزيد من الدماء المصرية كل يوم.. و هو الوضع الطبيعي حين يُقرر جنون الارهاب الدخول في حرب ضد شعب و دولته و جيشه .