رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من أنتم.."لا مؤاخذة" !!

اعلم مسبقا ان البعض ممن لا يحتمل السكن على أرض كوكب الواقع سيسارع الى اطلاق الاتهامات الرنانة  على كلماتي دون عناء البحث عن معناها الحقيقي و الدقيق .. اعترف ان سؤال العنوان رغم صيغة التهكم لا يحمل سخرية من تيار او فكر سياسي.. لكنها مجرد تساؤلات في محاولة لفهم عقول ترفض التعلم من اخطاء كارثية هددت مصر على مدى 3 اعوام .
منذ 25 يناير 2011 دخلت تيارات شبابية الى الممارسة السياسية من اوسع ابوابها –رغم مشاركة بعض منها قبل ذلك في المعارضة- منها 6 ابريل, كفاية, الحزب الشعبي

الديمقراطي, الاشتراكيون الثوريون, وغيرها.. التقت بعد الثورة – بهدف الاستفادة - مع اسماء لها خبرتها التاريخية العريقة في دهاليز السياسة .. مؤتمرات, اجتماعات و حلقات نقاش لا حصر لها.. يبدو انها للأسف انتهت الى مجرد التقاط صور تذكارية توزع على الصحف بدلا من استيعاب خبرة التاريخ لخدمة المستقبل , كما حدث مثلا مع الاستاذ محمد حسنين هيكل الذي بُحَّ صوته و هو ينصح هذا الجيل بأهمية خلق حالة من التوافق العام إنقاذا لمصر من أخطاء هائلة تحاول العصف بها.
هذا الجيل الذي وضعنا عليه الآمال كي  يُشكل حجر أساس للقوى التي ستتحمل عبء ادارة سياسة مصر  مستقبلا, يُثبت كل يوم انه لا يجيد سوى ممارسة الانتهازية السياسية و المصالح الشخصية دون ادنى اعتبار للواقع المُحتقِن الذي تعيشه مصر التي يسعون الى إيقاد النار في جسدها الطاهر بدلا من الاسراع بعلاجه.. 6 ابريل و باقي هذه القوى كرَرَت – يمكن للمرة العاشرة!!- ان جماعة الاخوان تندس وسط مظاهراتهم .. رغم ذلك لم يجدوا وسيلة للإعتراض على قانون التظاهر سوى الخروج للتظاهر مع تكتلات "أناركية" صغيرة , و طبعا شهية "الأهل و العشيرة" دائما مفتوحة للركوب بهدف الحرق و التدمير و الصدام مع المؤسسات الأمنية – الجيش و الشرطة- و يبدو ان الدورات التدريبية التي تلقتها هذه المجموعات الشبابية داخل مقرات المنظمات المدنية التي تأسست بتمويل أمريكي في مصر , لم يكن ضمنها ان أوجه المعارضة السياسية متعددة, قد تأخذ شكل التظاهر في التوقيت الذي تحتمل فيه مفاصل البلد و مؤسساتها هذه

الوسيلة, ايضا هناك اللجوء الى التفاوض او وسائل ضغط مختلفة بهدف الوصول الى حل متوازن في اوقات تكون فيها اعصاب البلد اشبه باسلاك كهرباء  عالي "الفولت" لا تحتمل العبث بها.. يبدو ان كل ما تعلموه هو الصراخ و الدمار و الفوضى.. هل فعلا تستحق هذه القوى شرف تحمل آمانة مستقبل مصر السياسي؟؟ .
أي "غيبوبة" تعيش فيها هذه التكتلات و تقارير العالم كله تتحدث عن حرب تخوضها مصر و جيشها ضد قوى دولية و تنظيم دولي كبير و مؤامرة ستكشف الايام ان حجم خطورتها يفوق حجم مؤامرة العدوان الثلاثي عام 1956. دول العالم بأسرها عاشت ظروف و حكومات و قوانين استثنائية فرضتها حالة حروب خاضوها, سرعان ما تغيرت بعد عودة بلادهم الى بر الآمان و الاستقرار.. وحدهم  "نشطاء مصر الأعزاء" لهم رأي تاريخي مخالف!! . الأصوات النشاز من جميلة اسماعيل و ريم ماجد و علاء عبد الفتاح و احمد دومة و احمد ماهر و غيرهم.. تناست اهمية استعادة روح التوحد الرائعة التي سادت الشارع المصري عام 1973 كضرورة حتمية في حالة الحرب.. و فضلت ان تُكرر  للمرة عاشرة خطيئة فتح الباب امام جماعة الاخوان المترنحة لكي تتحول الى عنصر شغب يثير الفوضى في الشارع المصري .. و هو الثمن الذي سندفعه لردود افعالهم الصبيانية.. أي مصر يهتفون بحبها , و هم يريدون صب المزيد من الوقود على النار التي تُهددها!! .