عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إعزفوا إيقاع "بهية"..او اصمتوا

ثلاث سنين و "الصبية بهية" تشغل العالم و لا تترك له لحظة يلتقط بها انفاسه و هو يلهث خلف احداثها المتوالية ..حالة حراك سياسي فاقت سرعتها القدرة على الاستيعاب و المتابعة بالقلم.. يوم 25 يناير 2011 سلمت مصر نفسها الى عناية "كونسلتو" طبي من شبابها أملا في انقاذ مفاصلها من الترهل و الرضوخ لمنطق قبول"القسمة و النصيب" .. لم يخذلوها ..كانوا "الترمومتر" الذي حرّك الشارع و فرض على احزاب – بعضها قديم و الآخر وليد الثورة-  ان تتبع موجة حراك الشارع المصري يكل آماله و مطالبه.

سلسلة الأخطاء التي ارتكبت في حق الثورة لم تستثني احد من الاطراف اللاعبة انذاك في المشهد السياسي..حتى الوقود الاساسي لها, جيل الشباب .. رغم ان الثورة خلقت في مصر حالة عامة من الوعي السياسي, الاّ انها وضعت هؤلاء الشباب تحت بؤرة الاضواء الصارخة و الاهتمام و هو ما خدش (البراءة الثورية) التي حركتهم  و أخلّت بالكثير من مفاهيم الوعي السياسي الذي اكتسبوه.. النتيجة  ان  كل الحركات و التكتلات الشبابية التي تأسست منذ 2011- و لا يخفى على احد ان عددمنها حمل اسماء ترمز الى الثورة و هي واقعيا مجرد ذيول صغيرة لجماعة الاخوان –  غاب عن ذهنها ان التفاف الشارع حولها حدث نتيجة ضبط مؤشر هذه الحركات على موجة الشارع و المطالب الشعبية و ليس لانها (أبانا الذي في سماوات الثورة) .
خلط الاوراق الذي واكب هذه المرحلة السياسية التي تعيشها مصر جعلت العديد من هذه التكتلات, و احيانا افراد, من شباب الثورة ممن قدموا لها تضحيات لا جدال فيها يتصورون ان تضحياتهم منحتهم الحق في التعبير عن الشارع وفقا لأرائهم الشخصية.. عدنا لنصبح امام كم متناقض من الاراء .. منها ما رجع يردد الاسطوانة المشروخة التي تضمر العداء للجيش و الشرطة , وكأن لسان حالهم يسعى الى تكرار نفس اخطاء ما بعد ثورة يناير !!.
جرس الانذار جاء –كالعادة- ضمن كلمات الاستاذ هيكل حين ذكر ان اكثر ما يرعبه عدم وجود حالة من التوافق العام في وقت نحن في امس الحاجة اليه..و لايدرك  بعض ممن يطلق عليهم "ناشط سياسي" اهمية و خطورة رسالة "الاستاذ" رغم لقاءاتهم به!! اذ تتكرر على لسان احمد حرارة وعلاء عبد الفتاح واحمد دومة و غيرهم تصريحات تحمل الهجوم على من يتحملون عبء أمن مصر و الكثير من شئون ادارتها في مرحلة من اخطر المراحل التي واجهتها عبر تاريخها المعاصر .. تصريحات لا تنم عن ادراك خطورة مرحلة حرب تخوضها مصر ضد كل من حاول اغتصابها .. رؤية سطحية لا تقرأ التاريخ و تجاربه مع انجح رؤساء العالم المنتمين الى خلفية عسكرية.. و لا سمعت عن احدى انجح الحقب الثقافية التي شهدتها مصر على يد وزير الثقافة ثروت عكاشة و هو من الضباط الاحرار .. التاريخ يزدحم بأمثلة لا حصر لها

تؤكد ان دقة وصواب اختيار الرؤساء لا تحكمه اعتبارات مدنية او عسكرية بقدر ما يخضع للتدقيق في الكفاءة و القدرة على تحمل اعباء المنصب.  بل وصل ان يطل احمد دومة عبر قناة العربية و اضعا القناع الثوري على وجهه و هو يردد الاكاذيب عن وقائع ذكرى شهداء شارع محمد محمود يوم 19 نوفمبر الماضي مؤكدا مسؤلية حملة "كمل جميلك" عن بدء احداث العنف.. و كنت برفقة مجموعة اعلاميين من العراق نرقب من داخل حديقة الميدان الاحداث بداية من وصول مسيرة 6 ابريل و باقي التشكيلات "الثورية"!! من كوبري قصر  النيل الى الميدان, و ما ان وصلوا الى مقر النصب التذكاري الذي التف حوله مؤيدي الجيش , حتى بدأ الطرف الاول اطلاق الخرطوش و مهاجمة مؤيدي الجيش بالأحجار و العصي حتى اضطروا للهرب من بطش "الثوار"!! .
اخيرا .. هي ليست دعوة للحجر على اراء حرارة و دومة و عبد الفتاح..شرط وضعها في اطارها المحدد.. اجتهادات شخصية.. اما اذا اختاروا تصديق وهم انهم قادرين على تحريك الشارع وقيادته, عليهم مغادرة كراسي الفضائيات التي ادمنوا عليها.. و صفحات التواصل الاجتماعي  , و الالتحام بالشارع و مواطنيه البسطاء , اخشى انهم وقتها سيكتشفون حجمهم الحقيقي حين يلمسون ان الشارع بفطرته التف حول الجيش و قائده الفريق السيسي.. فعل ذلك بعيدا عن الاعتبارات الشخصية او الرغبة في صنع الآلهة .. السيسي رمز الجيش الذي لم يخذل المواطن البسيط يوما.. هو رمز لمؤسسة تحمل في عقيدتها كل شروط الحزم و الصرامة و الجدية في العمل.. و هي بعيدا عن العالم الافتراضي الذي يعيش فيه "النشطاء" تختصر كل المقومات المطلوبة من اجل عودة النظام الذي تفتقده مرافق الدولة و مظاهر الحياة العامة بعد اصابة فئة لا يستهان بها من "النشطاء" بالأمية الثورية التي جعلتهم يقرأون ما حدث في مصر  على انه(هي فوضى) بدلا من ( هي ثورة).