عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الاعلام المصري.. و منطق "التاجر الخائب"

بقلم :لينا مظلوم

في احلك الظروف و لحظات النهم الى المعرفة و"الإستنارة".. نلجأ  اليها.. فهي (السلطة الرابعة).. او الإعلام بشقيه  المرئي و المقروء ,  القادر على كشف و متابعة سباق التقلبات المحمومة  التي احاطت – وما زال تحيط - المنطقة العربية على مدى 3 اعوام ..حالة حراك سياسي صاخب و مستمر بعد ترهل و سكون دام عشرات السنين.. تعثرت ثورات .. تاهت ثورات.. وسط  دوامات من التخبط و عدم وضوح الرؤية لدى المتلقي .

ما يثير الدهشة,  انه بدلا من ظهور  الاعلام كقوة مؤثرة في تزويد الرأي العام بالمعلومة  كما تعلمنا في مدارس عمالقة الصحافة المصرية مثل "احسان عبد القدوس"و "صلاح حافظ و"الأخوين مصطفى و علي أمين"..الى آخر هذه الاسماء العملاقة ..اصبحت السلطة الرابعة  على رأس هذه الاطراف التي اصابتها هذه الحالة !.. مما جعل الاعلام و معالجته للأحداث في ظروف بالغة الدقة تعيشها المنطقة العربية , ضمن القضايا  الهامة التي تطرح نفسها حاليا للجدل .. فاذا كان وصف "الانقسام" الذي تردده بسذاجة – او خبث-  بعض وسائل الاعلام عن ما حدث في مصر بعد 30 يونيو يُثير سخرية كل من عايش بصدق واقع الشارع المصري.. الاّ ان الوصف يعبر بصدق  عن  رد فعل هذا الشارع تجاه الاعلام المصري.
المتابع لللاعلام المصري - المرئي تحديدا -  لايملك سوى "خيبة الأمل" في حرفية و مهنية الاعلام على يد الكثير من "نجومه!" اللذين حولوا "مصر" التي يتشقدون بالتغزل فيها, الى علبة "قهوة" او "مربى" معروضة على رف "سوبر ماركت" .. مجرد سلعة للبيع.. بأي ثمن و اسلوب .. يتاجرون بها كي يرفعوا سعر بضاعتهم .. اما العواقب او الدور المقدس الذي رفع الاعلام الى مرتبة "السلطة الرابعة".. كلها  اعتبارات توارت من قاموس الاعلام المصري. بعد ان كانت الآمال معقودة عليه في الانطلاق الى أفاق جديدة تعكس حالة "المخاض" التي نعيشها .. اعلام مستنير يعي حجم ما قام به الشعب المصري و لفت اليه انظار العالم بأسره... تحولت هذه "الجوهرة الثمينة" الى مجرد سلعة في يد "تاجر خائب" .. مزاد الكل يسعى فيه لتحقيق اعلى الأرباح حتى و ان كان الثمن النهش في الجسد المريض . رغم ان السباق المحموم احد أبجديات الاعلام الاّ انه تحول في مصر من السعي لتقديم "قيمة" للمتلقي الى ممارسات ساذجة و مراهقة اعلامية عجزت عن التفرقة بين مشروعية حرية التعبير و بين اللهو بمقدرات وطن يمر بظروف استثنائية خطيرة تصل الى درجة الحرب .
كلا الشقين التجاري- و السياسي احيانا كثيرة- افرزا قنوات فضائية عديدة, لجأت جميعها –للأسف- الى اسهل الحلول في اسلوب عملها.. الاعتماد على اسماء  معروفة في

مجال الصحافة, حتى و لو على حساب الكفاءة المهنية .. في واقع الامر ان الشهرة التي اكتسبتها سريعاهذه الاسماء , جردتها من المقومات الاساسية لمهنة (الجرنالجي) الباحث عن المعلومة و الخبر ليصبحوا (خبراء تحليل) في كل شئ و أي شئ!! من حلول القضية الفلسطينية الى ظاهرة محمد رمضان و اوكا و اورتيجا!!..  ومن اخطر السقطات التي يرتكبها الاعلامي عندما يقرر الغاء دوره واضعا نفسه داخل دائرة ( النجومية) التي يجب ان تكون حكرا على المصدر.. فالمسافة بين الاعلامي و المصدر, طبيعة و  حدود دور كل منهما  , تعتبر من اولويات قواعد المهنة.. لذا ليس غريبا تحول برامج مثل "التوك شو" الى "مصاطب للحديث" بعد ان افتقدت الكثير من سمات هذه النوعية من البرامج المنتشرة عالميا.
الآفة الاخرى .. تراجع دور الاعداد –رغم اهميته- في هذه البرامج .. حتى اصبح فريق الاعداد يعمل بمنطق (مقاولي الانفار) .. و الاغرب ان (الانفار) لا بتغيرون ابدا!! نفس الاسماء تنتقل بين الاستوديوهات لتكرر ما ذكرته منذ دقائق على قناة سابقة..لا شئ يهم سوى مجرد سد فراغ ساعات ارسال هذه الفضائيات ..  و لا يعني فريق الاعداد قضية البحث عن مصادرمتنوعة  و اراء جديدة  قد تكون اكثر كفاءة و قدرة .. فالقائمة واحدة بين كل المعدين.. و هي ثابتة لا تتغير.
اخيرا.. بدلا من إحتفاء المشاهد بهذه المنابر الاعلامية , خصوصا ان ظهورها واكب اجواء ثارت ضد "الترهل" و الاستسلام .. اصبح حالها اشبه بمن (رقصت على السلالم).. فلا هي نجحت في الاستحواذ على المواطن البسيط , و هو الاجدر بالوصول اليه.. و لا وصلت بهذا المستوى الركيك الى مخاطبة العالم لإيضاح الصورة المبهمة و المغلوطة التي يتبناها عن الكثير مما يحدث في مصر و المنطقة العربية.