عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الفشل السياسي ونظرية المؤامرة

 
اعتادت النظم الديكتاتورية بالمنطقة العربية التمسك بنظرية المؤامرة سعيا وراء اخفاء الحقيقة الدامغة لنظمها الفاشلة والتي تحمل الديكتاتورية وحكم شعوبها بالحديد والنار وبدلا من أن تجد حلولا ايجابية لأزمتها السياسية  والاقتصادية التي تضرب جذور المجتمعات العربية
بدا واضحا أن تلك الشلل الفاسدة التي تحيط بالحكام العرب أصبحوا يسوقون اسبابا واهية لالهاء الشعوب عن الحقيقة المرة وهو أن مصلحتهم هو في استمرار بقائهم مع تلك الأنظمة المستبدة الفاسدة وقد ظهر ذلك جليا في مصر وتونس وليبيا واليمن والسودان الشقيق الذي هو محور حديثن ولقد عانا الشعب السوداني الشقيق من المعاناة الاقتصادية عقودا طويلة منذ الرئيس جعفر نميري وحتي الآن تحت حكم الرئيس البشير الذي جاء الي الحكم بانقلاب عسكري بعيدا عن الديموقراطية في اختيار رئيس البلاد - وتجرع هذا الشعب سنوات من العجاف والقحط حتي انتشر الفقر والمرض وصارت الأمراض الفتاكة تضرب بجذورها المواطن السوداني وعلي الجانب الآخر يعيش الرئيس عمر البشير وبطانته السيئة عيشة الملوك ولا يشعرون بالمرة بما يعانيه الشعب السوداني وللأسف الشديد  نتيجة لللانقسام والفرقة التي عادة ما تظهر في المجتمعات المفككة والتي تغيب عنها العدالة الاجتماعية يغيب الولاء والانتماء علي الجانب الآخر من كافة فئات الشعب مما ساعد علي انفصال شمال السودان عن جنوبه وصار حاكم السودان لا ييدي اهتماما بهذا الأمر الذي في حقيقتة ينهك الدولة ويؤدي الي تخريبها وانهيارها وفي النهاية ضعفها وتكالب المعتدين عليا وللأسف الشديد لا ينظر بشير الي هذا التردي المشين الذي حول الدولة الموحدة تحت مسمي السودان - الي شمال وجنوب وقد تستمر حركة الانفصالات التي تقضي تماما علي وحدة السودان وينفصل أقليم دارفور وفي النهاية تتقطع أوصال السودان ويتهلهل نسيج الدولة القومي -  وبالطبع فان كل تلك المساويء لا تهمه ولا تعنيه  حتي لو أصبح  حاكما علي العاصمة السودانية " الخرطوم "  لأقليم شمال السودان بعد انقسامه وانفصاله عن الأقليم الجنوبي  انه عار حقا لا يعنيه الا الشرفاء وكان عليه أن ينزوي عن الحكم بعيدا لما ارتكبه من اثم حقيقي في حق وطنه ولكنها الخسة وعدم الاكتراث لأن ما يعنيه هو الاستمرار علي كرسي الرئاسة وبالتالي لا يمكن مقارنته بالفريق سوار الذهب الذي سلم الحكم للسلطة المدنية في اعقاب سقوط النميري وسجلت أوراق التاريخ اسمه بحروف من نور في ذاكرة التاريخ يحتفي به الجميع ويطيب التحدث عنه لوطنيته المخلصة في كل الأصداء
وعلي الجانب الآخر تقوم المظاهرات السلمية في السودان الشقيق التي هي حق للماطنين جميعا تسعي الي رفع الظلم عن كاهلها وتحقيق العدالة الاجنماعية لما تمثله القرارات الاقتصادية التي اتخذتها حكومة البشير  من ظلم وقسوة لا يقدر عليها المواطن السوداني نتيجة لدخله المحدود اثرا لنهب ثروته واغتصاب موارده بمعرفة تلك الفئات الفاسدة - يأتي علينا أحد رحال البشير من بطانته السيئة وهو المدعو نافع غلي ليعلن أن السودان يتعرض لمؤامرة عالمية من الولايات المتحدة والدوائر الصهيونية ليدافع بجهل فاضح عن تلك القرارات الاقتصادية الظالمة التي تم
اتخاذها في الفترة الأخيرة وهذا وهم فاضح ويجب أن يعي الجميع من هؤلاء الحكام الفاسدين الذين يتوهمون وهما أنهم باقين الي الأبد فقد انتهي ذلك الحلم الواهي وأصبحت الشعوب العربية هي التي تقرر اليوم من يحكمها وهي قادرة علي أن تسقط أعتي الطغاة ولن يتم السكوت علي تلك الأنظمة الفاسدة وأن ظاهرة التوريث قد انتهت الي غير رجعة ولن تعود أبدا وأن الشعي هو صاحب الكلمة الحقيقية ومصدر السلطات الأولي زالأخيرة - ان علي الرئيس عمر البشير عليه أن يقدم استفالته فورا ويعلن أنه سوف يجري انتخابات نزيهة يقوم بها الشعب السوداني بارادته الحرة دون تدخل من أحد والعمل علي تشكيل حكومة جديدة بنوع من الشفافية لتقوم بمعالجة تلك المشاكل الاقتصادية  وتحقيق العدالة الغائبة واحترام كرامة المواطن السوداني ونحن نعلم جيدا  وبكل تأكيد أن السودان الشقيق حباه الله تعالي بالخير الوفير فهناك ملايين الأفدنة القابلة للزراعة دون عناء بل يمكن القول أن السودان يمكن أن يكون سلة الغذاء للمطقة العربية اذا خلصت النيات وتعاونت الدول العربية بنوع من الاخلاص والشفافية لاحياء  الأمة العربية في ثوب جديد يقوم علي التعاون الوثيق بين دول المنظومة العربية والاحترام وعدم التدخل في الشئون الداخلية كما أن البتروةل قد ظهر مؤخرا بالأراضي السودانية بكيات كبيرة يمكن الاستفاده من موارده المالية الضخمة في تحقيق التنمية والرفاهية للشعب السوداني ولذلك بجب أن يتكاتف الجميع حول هدف استراتيجي واحد هو تحقيق العدالة التي غابت عن السودان  عقودا طويلة بدلا من الاعتماد علي نظريات فارغة وكلمات انشائية لا تثمن من جوع - لأن الشعب السوداني أصبح يتطلع الي نظام ديموقراطي  خقيقي جديد يكون فيه الحاكم خادما للشعب  يخقق له آماله وطموحاته التي يسعي اليها  وليس امبراطورا متسلطا عليه يسعي لتحقيق رغباته ومصالحه الشخصية ومآربه الدفينة التي تؤدي ان عاجلا أو آجلا الي سقوطه وانهيار نظامه الفاسد  مع خالص تحياتي للشعب السوداني الشقيق وان غدا لماظره قريب

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية*