عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل تتحول مصر إلي صومال جديد

وقفت مصر الحبيبة بردائها الأسود تنظر يمينا ويسارا وبنظرة شاحبة وعيون زائغة إلي أبنائها الأعزاء الذين خذلوها  وتخلوا عنها  في ذلك الوقت العصيب المليء بالتحديات الجسيمة والذين يسعون إلي تخريب

هذا الوطن وتدميره فما يحاك يجعلنا في اضطراب شديد ونظرة ثاقبة لما يحدث علي السطح من فوضي عارمة  لم تشهدها مصر من قبل بالرغم من أننا تخلصنا من هذا النظام الفاسد الحقير والذي داس علي كرامتنا ودمر عقولنا تدميرا كاملا  وخرب كل القيم الجميلة الموروثة والتي جعلت من بلادنا قبلة جميلة يؤمها القاصي والداني لينهل منها العلم والفضيلة  والقيم الرفيعة – حتى صاحت مصرنا الحبيبة بصوت مكتوم وحزين أين أنتم يا أبنائي وكيف انحرفتم عن الطريق ومسار الثورة التي شهد لها العالم اجمع والي طريق مسدود لا يعلم مداه إلا الله تعالي

وبنظرة موضوعية وبما يقوم به المركز الذي أقوده من رصد موضوعي لكافة الأحداث والوقائع التي تسري في مصر دون إطراء أو تهليل فإننا نجد أن هذا الوطن يتعرض للاغتصاب والانهيار ويشهد فوضي عارمة  سوف تقضي علي الأخضر واليابس إذا لم يكن لدينا القدرة التامة علي الضرب بيد من حديد علي كل هؤلاء الفاسدين الذين يريدون إحداث هذه الفوضى المدمرة لهذا الوطن  وتخريبه وتحويله إلي صومال جديد ليقضي علي حضارة وعظمة بلد سطعت بنورها العالم كله ألاف السنين  وظلت مصر الحبيبة كلمة تهتز لها أوراق التاريخ  بل حياها الله تعالي في كتابه الكريم أكثر من 5 مرات ومع ذلك يريد الأفاقون  الاعتداء علي استقرارها  وكرامة شعبها في غياب القانون  الذي صار يضرب بالأحذية وإنا لا أصدق أبدا أن هذا يحدث في مصر الحبيبة التي علمت العالم كله النظام النيابي منذ عام 1866 م واحترام القانون ولقد شهدت مصر فوضي عارمة وغياب المعايير الأساسية في الانتخابات الرئاسية التي تجري حاليا حتى صرنا أضحوكة للعالم أجمع حين تم فتح الباب علي مصراعيه ليتقدم كل من هب ودب إلي تلك الانتخابات من السباك والقهوجي والتربي 000الخ إلي تلك الانتخابات بحثا عن الشهرة الزائفة ووضعت شروطا مفصلة من ترزية القوانين التي اشتهرت  بها مصر منذ النظام الفاسد وحتى الآن لم تتغير هذه الصورة السيئة وألا فما هو الغرض من تحديد شرط 30000 توكيل من 15 محافظة لا يملك تحقيقها إلا أصحاب الملايين المشبوهة  الأمر الذي أبعد كل الشرفاء في مصر لأنهم لا يملكون مالا  ولا يؤمنون بشراء الذمم  ولكنهم يملكون الوعد والعهد وقد كان لي الشرف  أن أتقابل مع العديد من هؤلاء المرشحين الشرفاء الذين لا يملكون مالا - وكم كانت فرحتي بالفعل فمصر لا يمكن وصفها بالعقم فهي قادرة علي أن تنجب الزعماء
وكم كانت دهشتي وألمي جين طالبت العديد من الأحزاب أن تقوم بترشيحي خدمة لهذا الوطن وشعبه العظيم وفوجئت بطلبها مبلغا يتراوح ما بين مليون جنيها إلي مليون ونصف الأمر الذي دفعني إلي تقديم بلاغ إلي السيد/ النائب العام لإلغاء هذه الانتخابات الرئاسية  التي تسري في جو فاسد وبعيدا عن الموضوعية التامة والمنافسة الشريفة والعدالة الغائبة وعد احترام قرارات اللجنة العليا للانتخابات فيما يرتبط بالحملة الانتخابية وميعادها القانوني إضافة إلي غض بصرها تماما وعدم اتخاذها أي قرار قانوني أمام تلك المخالفات الصارخة التي يقوم بها معظم المرشحين علي الساحة الانتخابية ولقد شاهدت بنفسي احدي هذه المخالفات الجسيمة مع ترشيح  الزعيم الوهمي السيد/ عمر سليمان حيث جاء بصحبة رجال المخابرات والشرطة العسكرية في موكب رئاسي لم أصدقه وحملوا صناديق التوكيلات التي اعلنها بنفسه أنها تتعدي 50000 توكيل والكل لا يعلم من أين جاءت !!! - علي عربات صغيرة ليتم إدخالها إلي لجنة الانتخابات – الأمر الذي يؤكد غياب المصداقية والشفافية
وجاءت الطامة ألكبري حين تم استبعاد 10 مرشحين منهم السيد خيرت الشاطر وعمر سليمان والزعيم الإلهي حازم أبو إسماعيل الذي نزل علي مصر  بسفينة نوح الطائرة ويصرف في حملته أكثر من 100 مليون لا يعلم أحد مصدرها إلا ما قد ثبت مصدرها من تمويل مشبوه جاء من دول الخليج وتحديدا من المملكة العربية السعودية ودويلة قطر اللذان يسعيان إلي قيادة الأمة العربية إلي طريق العمالة والخيانة الأمريكية  المشبوهة – بالإضافة إلي سبعة آخرين جاءوا بطرق ملتوية أعلنت  عنها اللجنة العليا للانتخابات
ولقد ظهرت قمة الفوضى العارمة  حين تم استبعاد الزعيم الإلهي حازم - فانحصاره  حاصروا اللجنة بطريقة استفزازية تنم عن البلطجة والإرهاب الفكري الذين يريدون أن ينشروه في مصرنا الحبيبة وكأننا نعيش في الصومال وتحت غياب القانون وكأنهم نصبوا أنفسهم الأمراء الجدد والأدهى من ذلك يخرج علينا الشيخ الفاضل بارك الله لحيته وأطالها طول العمر ليهدد بأنه لو لم يدخل دائرة السباق فانه سوف يحول مصر إلي خرابه تحترق بنيرانها والتساؤل الذي أطرحه علي فضيلة الشيخ أو رجل القانون  الفاضل " هل هذا يليق برجل يحمل القانون وهل هذا جزاء لهذا الوطن الذي احتضنك بحضنه الدفيء " كذلك ما الذي دفعك إلي إنفاق هذا المبلغ الرهيب إذا كنت تدعي انه مالك الخاص والذي كان يؤمن حياتك الكريمة وأسرتك الفاضلة  لتعيش في سعادة تامة يحسدك عليها الجميع بعيدا عن الغم والهم وأنت تعلم علم اليقين أن الفقر والمرض ينهش جسد المصريين بأغلبية كبيرة حتى صار الغالبية منهم يبحثون عن الفتات بين صفائح القمامة ألا تستحي يامولانا من هذا السلوك السيئ الذي فرضته أنت وأنصارك الدهماء !!!

وعلي الجانب الآخر فإننا نري كلاما غريبا صدر عن السيد/ خيرت الشاطر المرشح الآخر الذي تم استبعاده قائلا إننا لن نستسلم ولو  دفعنا الآف الشهداء ولن يمكن الأخوان المسلمين  أعداء الثورة من إجهاضها  أو النيل منها  وأنهم مستعدون للنزول إلي الشارع إذا لزم الأمر لاستكمال  أهداف الثورة  ومقاومة الفساد والمفسدين وأضاف أنه سوف يدعم  السيد / محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة في حالة شطبه نهائيا من القوائم كذلك دعا إلي عدم التأئر بالحرب الإعلامية والنفسية  المضللة والتصدي لأعداء

الوطن في الداخل والخارج مؤكدا أنهم يهدفون  إلي الإيقاع بنا  وتشويه الاسلامييين أمام المجتمع وردي الموضوعي لكل ما قد أثاره من موضوعات غاية في الأهمية  وليعي تماما  إنني  كنت أحد المرشحين ولم استطع تكملة هذا السباق لقصر اليد وليس من شيمتي تغيير مبادئي في الحياة وليرجع إلي تاريخي النضالي  ومقاومتي للفساد علي طول التاريخ  وفي الوقت الذي كان في السجن صامتا كنت أحمل شعلة النضال ضد فساد النظام الحقير للرئيس المخلوع كما أن جماعات الأخوان هربوا جميعا إلي الخارج خوفا من السجون  وأعلنوا نضالهم الوهمي والزائف من الخارج وهذا ليس من شيمة الرجال الأوفياء لهذا الوطن وانصرفوا كلية عني بعد أن دعوني لإلقاء كلمة تندد بالعدوان الإسرائيلي علي غزة عام 2008م/ 2009 م وليرجع الجميع لهذا الخطاب وهو مسجل علي شبكة المعلومات " النت " وليشاهده سيادته  بنفسه وتعرضت للاستبعاد من الكلية الحربية كاستاذا زائرا حين قمت بترشيح نفسي لرئاسة الجمهورية عام 2005 م  ومع ذلك استمر نضالي بكتاباتي التي لم تتوقف نهائيا ودفعت الجماهير المصرية للثورة علي الظلم والفساد حتى قامت الثورة المجيدة  ولذلك فانا لا اختلف معكم في القضاء علي الفساد والمفسدين  الذين نهبوا هذا الوطن  علي طول التاريخ وعدم المهادنة معهم أبدا ولكني أختلف تماما فيما تسعي إليه وتقوله حرفيا أنكم مستعدون لدفع ألاف الشهداء ونقول صراحة هل نحن نحافظ علي هذا الوطن بهذا الأسلوب الهمجي المثير وهل نحن نحارب الكيان الإسرائيلي أم أننا بالفعل ننفذ المخططات الإسرائيلية والأمريكية التي تريد إحداث الفوضى العارمة وتخريب مصرنا الحبيبة بنوع من الجهل الفاضح  والحماقة المؤكدة والتي تؤدي في النهاية إلي تدمير هذا الوطن كلية  وانتزاع استقراره والي الأبد

ولا يفوتنا إلا  أن أؤكد الحقيقة التالية  التي حملت الأنباء عن إصدار أمر من محكمة الجنايات التي تتصدر لمحاكمة المتهمين في موقعة الجمل  وإلقاء القبض علي  السيد / مرتضي منصور لاتهامه في هذه الجريمة البشعة التي نتج عنها وفاة العديد من الشهداء والذين نتمنى لهم فسيح الجنات ولأسرهم الصبر والسلوان ومن الغريب حقا أن يتحصن المذكور لدي صهره المستشار القانوني والذي بعلم علم اليقين أنه يتستر علي متهم مطلوب للمحاكمة  لتصدر في النهاية حكما ببراءته أو إدانته  في هذه الجريمة  وتعليقي علي هذا أنه يمثل غيابا صارخا للقانون  خاصة أن أنصار المذكور رشقوا رجال الأمن بالحجارة وتعدوا علي رجال يقومون بواجبهم  الشريف  وبالتالي  فان التساؤل الذي يفرض نفسه في هذا المقام هل كل ذلك كان يحدث لولا غياب القانون  وأيضا لو سلم المذكور نفسه بنوع من احترام النفس وأيضا لو قام صهره بتسليمه قانونا  - إنها مهزلة صارخة تحدث علي أرض مصر لتجرها إلي طريق مجهول يحمل الخراب التام والتدمير ويقضي علي الأخضر واليابس !!

إننا نعلن بكل قوة وصرامة أن هذه العلامات السيئة التي برزت في المجتمع المصري مؤخرا  لا يمكن السكوت عنها أبدا ولا بد بالضرب بيد من حديد علي كل ما يهدد الوطن ويسعي إلي تخريبه فغياب القانون في أي مجتمع وتطبيقه علي الفقراء والضعفاء فقط يحمل فساد المجتمع  ويجعلنا ندور في حلقات مفرغة ويجب أن يعي المجلس العسكري  وقياداته أنه  مسئول عن أمن هذا الوطن  في تلك الفترة الحرجة والشائكة التي تمر بها مصر ويجب أن يتم إلغاء هذه الانتخابات الرئاسية علي ضوء هذه المهازل الفاضحة والعادة وضع معايير جديدة تتسم بالموضوعية والشفافية  وتحقيق العدالة الغائبة - وأقول لجماعات الأخوان المسلمين إن الوطن يحتاج إلي كافة الجهود والتضافر الكامل بين كافة الأحزاب والقوي السياسية المتعددة  لإنقاذ هذا الوطن من براثن الجهل والتخلف فليس طول اللحية أو قصرها أو طول الجلباب أو قصره سوف يصنع مجدا لمصر ولن تتحول مصر مهما سعي الفاسدون  المفسدون إلي صومال جديد لأنها محمية برعاية الله وعنايته مع خالص تحياتي وتقديري  إلي قرائي الأعزاء
دكتور وجيه عفيفي مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية

-----

 مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية