رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إلى أين يقود الإخوان مصرنا الحبيبة

لقد تابعت من خلال قيادتي المركز الذي أقوده قمة التخبط حيال الطريق الذي رسمه الإخوان المسلمون، فهذا الطريق يؤدي بالفعل الى تخريب مصر وإدخالها في صراعات داخلية تقضي على الأخضر واليابس في وطننا الحبيب وللأسف الشديد غابت كل مظاهر رد الجميل الذي قدمه شعب مصر الى تلك الجماعات، وأصبح هناك سعر سياسي مأجوج يغلب عليه الطابع الفردي لحكم مصر فسيطرت على مجلسي الشعب والشورى

واعتقدت ظلماً أنها الوحيدة المكلفة لوضع الدستور الدائم الذي من المفروض أن يحقق مطالب الثورة المجيدة من الحرية والعدالة والديمقراطية الحقيقية بعيداً عن الديمقراطيات المزيفة التي جعلت في الماضي تلك الأحزاب الموجودة بمصر أضحوكة ومهزلة تاريخية بل أحزاباً ديكورية لا تقدم ولا تؤخر مما أدى الى انعزال الشعب المصري بالمشاركة السياسية تماماً، وصار الابتعاد عن الرغبة الأكيدة لكافة فئات الشعب المصري بكافة طوائفه وتنظيماته، ومن المضحك حقا أنها لم تع أهمية الدستور أو الطريق السوي المخطط لبناء أو إعادة هذه الخرابة التي تركها النظام الحقير للرئيس المخلوع فاختارت عناصر هزيلة من أفراد الشعب المصري لا تعلم حتى كلمة الدستور نفسه أو معنى المشاركة السياسية، واعتقدت أن الدستور هو كلمات إنشائية تصاغ في صورة كتيب يتم طبعه وتوزيعه وابتعدت عن مفكري الرأي والفكر ومن أثروا هذا الوطن بكتاباتهم التي تضئ أوراق التاريخ، كذلك غاب عنهم أساتذة القانون الدستوري بل عظماء مصر الذين اختارتهم الأمم المتحدة ليكونوا قضاة بمحكمة العدل الدولية، وهذا يؤكد وبلا منازع أن مصر مليئة بالعباقرة الذين يلقون احتراما خارجيا، وللأسف يلقون الإهمال والتجاهل المتعمد في هذا الوطن، وأيضاً غاب عنهم المراكز البحثية الشريفة التي تضم رجالاً شرفاء جندوا أنفسهم لخدمة هذا البلد الحبيب دون مقابل بل يصرفون من جيوبهم الخاصة ودون حدود ويرفضون أية مساعدات مالية من هنا أو هناك لأنهم يقدمون الكلمة الحقيقية دون انتظار شكر أو مجاملة، بل لو مدوا أيديهم الى الجهات المشبوهة التي ظهرت أهدافها المشبوهة على هؤلاء الذين علا صوتهم في حملاتهم المشبوهة للرئاسة وأنفقوا الملايين على حملاتهم وأخرجوا ألسنتهم الى الحكومة لأنها غائبة بل أخرجوا ألسنتهم الطويلة أمام غياب القانون الذي لا يحاسب في مصر إلا الفقراء والمساكين والضعفاء!! ومن المهازل الكبرى لسقطات الإخوان هو استنادهم على رئيس الحكومة الذي يستحق منا الاحترام بالرغم أني في البداية اعترضت على ترشيحه لهذا المنصب، وليرجع الاخوة من الاخوان المسلمين الذين لازمتهم بدمياط ولكنهم للأسف تجاهلوني ظناً أنني جئت للسيطرة عليهم وعدم ثقتهم في أحد، حيث يمثل ذلك طبعهم الغريب في عدم الثقة وبالتالي السعى الى التكويش على كل شىء وهذا بالطبع يمثل المراهقة السياسية وعدم وجود الرؤية السياسية والاستراتيجية التي من المفروض ان تكون لدى رجل الدولة - فرجل الدولة لابد أن يتمتع بحسن القيادة والحنكة في ادارة الازمات وتجنيب هذا الوطن الصراعات الدائمة، وبالتالي ألا يعى إخواننا ان مصر تتمتع بموقع استراتيجي وبولوتيكي غاية في الأهمية وبالتالي يتربص بها الأعداء من كل جانب وألا يعلموا جيداً أن الكيان الصهيوني يتربص بمصر أملاً في احتلال سيناء الحبيبة وزراعتها بالفلسطينيين حتى تنتهي تلك المشكلة التاريخية التي استمرت أكثر من نصف قرن من الزمان دون تقدم قيد أنملة بفضل النزاعات العربية - العربية واعتبار أن كل رئيس لأية دولة عربية يعتبر نفسه أنه زعيم ملهم، وأصبح الكل يتاجر بالقضية الفلسطينية حتى هؤلاء  الفلسطينيين أنفسهم كسبا لمصالح شخصية وذاتية واستمراراً في كراسي الحكم الزائلة لأن كل

من عليها فان!!
وعلى الجانب الآخر المظلم تعلن ترشيح الأخ خيرت الشاطر لتكتمل الحلقة المفرغة في السيطرة على كل شىء، وهذا يمثل قمة الغباء السياسي في الوقت الذي كان ينتظر الشعب المصري أن تعلن جماعة الاخوان المسلمين عن مشروع قومي يلتف حوله الجميع، وتعلن بكل صراحة أننا جئنا من أجل شباب مصر الحائر الذي يتخبط هنا وهناك دون أن يجد يداً حنونة تقدم له الخير وتجعله يعيش في وطنه يحمل الولاء والانتماء لهذا الوطن ويشارك في بنائه وإعداده إعداداً جيداً ليقف شامخاً أمام الصراعات الدولية وعصر العولمة الذي نعيشه.
إننا في النهاية نريد من جماعات الاخوان المسلمين أن تحصل على رضاء الشعب المصري وتأييده المستمر والوقوف معها في تلك المشروعات البناءة لا إرضاء للولايات المتحدة أو اسرائيل لأنه لا يعنينا بالمرة ارضاء تلك الاطراف لأنها ببساطة شديدة لا ترغب في إعادة بناء هذا الوطن بل تسعى الى تخريبه وتدميره فنحن لسنا بعيدين عن تلك المخططات المشبوهة لتلك الدول التي تبدي عسلاً وبداخله سما يحرق هذا الوطن ويزيد الفرقة والانقسام، وأقول صراحة لأخينا السيد خيرت الشاطر أرفض تماما هذا الترشيح لرئاسة الجمهورية لأنك لست مؤهلاً لهذا المنصب علمياً وعملياً، إذا كان الله تعالى أنعم عليك بالمال الوفير فاجعله لخدمة هذا الوطن وسوف تدخل الى التاريخ تحمل شعلة مضيئة تزين بها أوراق التاريخ بدلاً من يدفعك البعض عن جهل فاضح وغباء سياسي لهذا المنصب وسوف يحرسك الله بعنايته ورعايته، وكم من سيرة التاريخ العطرة تحمل ذكريات عظيمة لكثير من التجار المسلمين قدموا أموالهم خدمة للإسلام والمسلمين كرما في رعاية الله ومكافأته بعشرة أمثال الحسنة المقدمة، ومنهم الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف الذي أرسل قافلة كبيرة محملة بالغذاء والدقيق الى مكة في وقت اشتدت فيه المجاعة على المسلمين وأنصارهم، وأخيراً لا يسعني إلا أن أقدم الشكر والتقدير للأخ العزيز الدكتور محمد البلتاجي على صراحته ومصداقيته بعيداً عن النفاق والإطراء الكاذب الذي استشرى في مجتمعنا وبسببه انهارت القيم وتلاشت المعايير الأخلاقية والتي نحن بحاجة ماسة الى إعادتها وإعادة بناء هذا المواطن المصري الكادح الذي لم يجد حتي الآن رزقه وكرامته المفقودة مع خالص تحياتي وتقديري لقرائي الأعزاء وإن غداً لناظره قريب.
---------
مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية
ومرشح الرئاسة لجمهورية مصر العربية