رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ارحموا من في الأرض

لقد هالني وروعني تماما ما حدث من هذه المعلمة البحرينية التي فرضت علي طفل صغير أن يقبل قدمها لمدة تجاوزت 4 شهور وكان يمكن أن تستمر طويلا لولا أن الحظ لعب دوره والصدفة العابرة جاءت لتمحو هذا الذل والعار والسلوك السىء الذي صدر من هذه المعلمة الجاهلة والتي تعبر عن نقص دفين يمنتلء به قلبها الأسود  والشذوذ الأعمى والحقد والكراهية اللتان تسيطران غلي نفسها المريضة

والمتابع الجيد لدول الخليج التي حياها الله بالموارد الطبيعية  الكثيرة  فمن بترول إلي  فحم ومنجنيز ومعادن نفيسة وموارد مائية متعددة ......... الخ وهذه في النهاية  لا تعد ولا تحصي وقد اكتشفت حديثا ومعظم هذه الدول كان يحصل علي معونات اقتصادية من مصر الحبيبة في الخمسينات وحتى مشارف الستينات وكانت مصر تساهم مساهمة ايجابية في مساعدة هذه الدول والوقوف معها إبان مرحلة نموها وتنميتها وعلي رأس هذه الدول المملكة العربية السعودية فالمعونات الاقتصادية من كافة الوجوه تقدم إلي المملكة ودول الخليج إضافة إلي بعثات  المدرسين والمهندسين والأطباء وكل ماتحتاجه هذه الدول من مساعدات فنية وعمال وخبراء من كل جانب ( صناعي وزراعي  وثقافي ........الخ ) بالرغم مما تكون عليه مصر في أمس الحاجة إلي هذه الاحتياجات ولكنها لغة الإيثار والتقدير لزعيمة المنطقة العربية وكانت مصر تعتبر أن هذا هو دورها الطبيعي الذي فرضه الله عليها القيام به دون ضجر أو شكوى  والذي حدده القدر عليها أن تقوم به مهما كان ذلك من ثمن وللأسف الشديد هل حافظت دول الخليج علي هذا الجميل الذي تناقل عبر الأجيال والسنين ؟؟ - إن الإجابة الشافية تضع علامات استفهام كثيرة علي هذه الغطرسة فالعديد من دول الخليج تتعامل مع المصريين أسوء معاملة ونظام العبودية ( الكفيل ) يسيطر علي إيديولوجية تشغيل العاملين المصريين لدي هذه الدول وهذ النظام الكريه يجعل الإنسان المصري ذليلا يتبع سيده ألقسري الذي وضعته الأيام أمامه فقد يكون الموظف أحد أساتذة الجامعة المصرية العريقة ولديه كفيل جاهل يحمل الإعدادية مثلا أو حتى لا يحمل شيئا ولقد ظل هذا النظام الأبارتهيد أو العنصري هو المسيطر علي نظام تشغيل العاملة المصرية بدول الخليج الست ولم تخرج منه دولة واحده  احتراما للدور المصري القديم ولكنه استمر وما زال وقد تناقل وزراء الأعمال هذه الوزارة دون أن نري وزيرا مصريا  لديه الشهامة والرجولة في المحافظة علي كرامة المصريين وإعادة الكرامة المفقودة والعدالة الغائبة - ولقد كان لي الشرف في زيارة العديد من الدول الأوربية بالاتحاد الأوربي وعلي رأسها ألمانيا وكم كانت دهشتي حين شاهدت العديد من العاملين الأتراك بالمهن المختلفة وبكافة المؤسسات الاقتصادية الألمانية المتعددة وكان فضولي أن أسأل علي نظام وأسلوب العمالة فقيل لي أن هناك اتفاقية بين الدولتين لتشغيل ومبادلة العمالة بين تركيا وألمانيا الغربية بذلك تحتم علي الدولتين - إتمام تشغيل العامل في كل من الدولتين مبادلة بين الاثنين فور توجه العامل بحثا عن عمل ما يتناسب مع خبراته وثقافته وتعليمه المدرسي أو الجامعي

!! واستكمالا لهذا الموضوع فور عودتي لمصر سعيت لمعرفة الاتفاقيات المعقودة بيننا وبين دول الاتحاد الأوربي وللأسف لم أجد ما بنص علي تشغيل العامل المصري بتلك الدول الأوربية المتعددة وقيل لي  بسذاجة تحسد عليها أن مصر تخشي إغراق الأسواق بالعمالة الأجنبية وهذا يدل علي الجهل الفاضح الذي يسيطر علي عقول المسئولين المصريين في كل مكان
إننا نتوجه إلي ملوك ورؤساء دول الخليج ونقول لهم أفيقوا أفيقوا من سباتكم ومدوا يدكم لمصر الحبيبة في هذا التوقيت بالذات وقدموا المساعدات بلا حدود فالواجب الوطني يحتم عليكم بذلك بعيدا عن القبضة الأمريكية التي للأسف تأمركم هنا وهناك واستعيدوا كرامتكم بعيدا عن هذا الكاوبوي الأمريكي وافتحوا أيدكم بالمساعدة والخير لكل الدول العربية التي تعيد بناء أوطانها مع الربيع العربي الثوري الذي هب علي دول المنظومة العربية أما ما يتناوله الأبارتهيد أو التفرقة العنصرية أو هذا النظام الحقير للكفالة ونظام تشغيل العمالة العربية فيجب أن يقاوم مقاومة عنيفة ويتم إلغائه فورا ونقول صراحة إن هذا النظام هو الذي خلق الحقد والكراهية والسيادية والاستبداد في نفوس العديد من الشعب الخليجي لتلك الدول فظنوا من أنفسهم أنهم ملوك متوجه فتعاملوا بهذا النقص النفسي المدمر وتناسوا أنهم في يوم من الأيام أنهم كانوا يجرون وراءهم الماعز والخراف ويتناقلون بأرض الله الواسعة -  والله العزيز الحكيم قادر علي كل شيء ونحن نتمنى من الله أن ينعم عليهم وعلينا بالنعم الوفيرة والخير الكثير لأنه العاطي الوهاب وباليت وزارة التربية والتعليم وكافة الوزارات بدول الخليج تعي تماما هذه الدروس الايجابية وتنشر القوانين التي تحافظ علي الكرامة والإنسانية وباليتها تسعي إلي خروج المحتل الأمريكي من أراضيها  وتعلن بقوة وصراحة فلتخرجوا من بلادنا  بدلا من أن تصب غضبها علي العاملين الذين جاءوا من هنا وهناك  بحثا عن لقمة العيش الشريفة و أملا في تحسين دخولهم وحياتهم فلترحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء

* مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية ومرشح الرئاسة لجمهورية مصر العربية