رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الدرس الفخيم لإعادة النظام القديم

من صفات الشعب المصري الأصيلة بعد إطلاق النكت في أحلك الظروف هي حبه الجارف للشعارات بشكل عام وقد لاحظنا أن هذه الأيام عندنا شعار كل ساعتين يدوب ينطق واحد في التليفزيون بكلمة تلاقيها لفت البلد واتحفظت وكله يسمع حتي إن أي مواطن الآن يختلف مع مواطن آخر في أي موضوع حتي لو كان علي سعر البطيخ سيسرع بالسباب بكلمة «يا راجل يا فلول»!!

لذلك ليس شرطاً أن يكون الشعار منطقياً أو معقولاً أو مصدقاً والأحسن أنه يتقال وعنه ما دخل الدماغ من أساسه لأن الدماغ مش ناقصة وجع ونقح وزن.. خليه جوه الودان وخلاص المهم أن اللسان يتكلم علي طول خاصة والجميع الآن يفهم في السياسة وفي الثورة وفي المرحلة والدستور والقوانين والنهضة وقانون العزل وإحنا قاعدين نقزقز لب ونتسلي من غير عمل حقيقي وحوالينا الإعلام طاير من السعادة ومتغلغل في الفضاء الخارجي والداخلي والهواء والمية والغاز والبنزين والحمد لله المصريون الآن يتنفسون لت وعجن وتنديد وكذب وتأليف وتهييف واتهام وعراك وحراك وضرب تحت الحزام وسباب وقلة حياء ورمي بلاء ورفع الجزم والسحل بالأقدام.. وكل المعايير ساحت علي بعضها.. يعني أنا اللي طوال عمري ما كنت في حزب ولا حكومة ولا منظمة وبقالي سنين بأكتب معارضة أصبحت «فلول» وكثيرون من رجال الحكومة السابقة والنظام الأسبق والأسبق منه أصبحوا ثواراً وفي الطليعة الثورية ويشترط في أعضاء الطليعة طول اللسان وحرية اتهام أي حد بأي حاجة وكل واحد ونيته وعمله الردي أما الإخوان فهم نواب ويدافعون الآن عن ثورتهم المجيدة ويقاتلون «الفريق» هم والخاسرون لأنه فلول وثورة مضادة.. والنخبة تعزف في كل فضائية علي جثة الوطن وتشكك في الانتخابات هي الأخري من باب الفضا والفراغ والكل يبحث عن دور واضواء وفرقعة وروشنة لذلك هو أو هي اليوم مع الإخوان وغداً مع الناصريين ولو هاتزهزه مع شفيق يبقي جري علي شفيق ولوحد قال «علي التحرير»!! وراه سيسيرون أفواجاً يهتفون الثورة مستمرة ولو شاور لهم الإخوان بورقة فيها ضمانات هايرجعوا لهم جري حتي وان كانت هذه الضمانات مسيرها تتنقع في المية ونشربها علي الريق عشان مشروع النهضة يتهضم ومطرح ما يسري يمري وبالشفاء.
ومن الشعارات العجيبة اتهام الإخوان للفريق شفيق بأنه  مرشح الأقباط وللأقباط بأنهم انتخبوا شفيق علي أساس أنه اسمه في البطاقة «تادرس جرجس عبدالمسيح» وليس «أحمد» حتي أن أحد الرموز الإخوانية الفضائية طلب منهم الاعتذار لأن الانتخابات معناها الديمقراطي أنك تنتخب اللي أشاور لك عليه وانت حاطط في بقك جزمة «مرسي».. وبلاش عند وقلق ورزالة والصراحة عندهم حق الديمقراطيين الجدد فيها إيه لما مرسي يقول أنا الفاتح الإسلامي الثاني لمصر بعد عمرو بن العاص وللإخوة الأقباط كل التقدير والاحترام بعد دفع الجزية علي داير مليم ومن غير «ديسكاونت» ورغم أن الحساب يقول إن الأغلبية العددية تشير إلي أن المسلمين الخائفين من مرسي أكثر من الأقباط جداً لكن للشعار أحكام اقوي من الحساب وتشغيل المخ لا مؤاخذة الشعار الثاني الجديد جداً

علي كل انتخابات البشر من الديمقراطيين الجدد والقدامي وذوات الربيع هو شعار عاوزين اسماء الناخبين نفر نفر وكل مرشح يراجع ملايينه اسم اسم رباعي علي أقل أقل من مهله عشان لو في الإعادة واحد من هناك راح هنا يهدروا دمه ولو واحد من هنا راح هناك يروح لأمه أما الشعار التحفة بتاع إعادة «افراز» النظام السابق فهو آخر موضة في سوق الشعارات والأكثر مشاهدة حصرياً.. ولو ان كلمة افراز دي مش رقيقة انما مش مشكلة ماجاتش علي دي يعني إيه نظام يا أصحاب شعار الافراز؟
النظام هو مثلث السلطة والحزب الحاكم والدستور.. الدستور واتلغي والحزب الحاكم اتحرق وانحل ودم أعضائه القدامي مهدر حتي اشعار آخر.. والسلطة التنفيذية وهي الرئيس والوزراء ورئيسهم في السجون الا القليل والسلطة التشريعية وهي مجلس الشعب اتحل والأغلبية في السجون برضة والسلطة القضائية هي الوحيدة اللي عايشة ربنا يديها الصحة والعافية عاوزين واحد عبقري يلملم الفتافيت دي كلها ويرجعها تاني يركبها ويستفها ويعمل منها نظام سابق زي ما كان بالضبط!!
تصدقوا بالله؟ لا إله إلا الله.. اللي قال الشعار ده عبقري برضه والغريب أنه من النظام السابق والغريب أنه افترض أننا مع اطلاق شعاره هذا اعتبرناه من جيل «وائل غنيم» و«أسماء محفوظ» ووضعنا الفريق شفيق داخل قضبان قفص الافراز وإعادة بناء النظام السابق ليكون موصوماً أمام الملايين الذين سوف يذهبون إلي الصناديق ويضعون علامة الاختيار.. وهكذا سيداتي سادتي اثبت جمهور الناخبين أنهم من الفلول الرجعيين وكما كتب الشباب في الفيس بوك اقذار وانجاس ومتخلفين وهبل وبريالة وعبيد وياريتنا بدل ما نسقط النظام اسقطنا الشعب وأنا شخصياً ديمقراطية جداً ومؤمنة بحقوق الإنسان خاصة لما يكون أهبل وبريالة والاحتكام اخيراً إلي الصندوق والورق الذي سيكون داخل الصندوق سواء كان اصحابه من ذوي الهبل والريالة أو من ذوي اللحي والعقل والذكاء أو من المتأرجحين علي مرجيحة التزوير والذين يغنون للصناديق التي ذهبت بالليل مشوار ورجعت الصبح بدري راكبة توك توك ولونها مخطوف.