عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل تنتخب «قطر» الرئيس؟؟

عزيزي القارئ لابد أن أعترف أنني أعاني من مشكلة عقلية مرضية أو علي الأقل مشكلة نفسية من نوعية مشاكل هادمي اللذات ومفرقي الجماعات.. حاولت أتكلم زي الناس اللي عمالة تتكلم في الصحافة والتليفزيون عن الانتخابات الرئاسية وتقول في فرحة غامرة وسعادة شاملة عن «اليوم التاريخي» الذي تختار فيه مصر الرئيس وعن «وداع عصر الاستبداد» وعن «العرس الديمقراطي».. والعصر الجديد والفجر الجديد.. صدقوني حاولت ولم أستطع.. لماذا؟

أولاً: مازالت آثار العرس الديمقراطي الأخير تنغص علينا العيشة والأيام وتسود المستقبل لأن العرس تمخص وولد برلمانا أطلق عليه الإعلاميون لقب «برلمان الثورة» وشاهدنا حلقاته المسلسلة المذاعة علي الهواء مباشرة ومن يومها وحتي هذه الساعة مازلت أحاول أن أفهم العلاقة بين الثورة والبرلمان والناس اللي جوه البرلمان وقوانين البرلمان!! ولم أفك شفرة هذا البرلمان وعلاقته بعودة ختان البنات وخفض سن الزواج للفتيات والغاء قانون الخلع والرؤية وحضانة الأطفال وسجن عادل إمام وإلغاء مسرحية مدرسة المشاغبين، وتحويل الثانوية العامة إلي سنة واحدة.. ما علاقة كل هذا بالمشاكل التي تعاني منها البلاد وهي كثيرة وعويصة ومرعبة؟؟ لا أحد يعرف.
ثانياً: تصريحات الفصائل المتسابقة في العرس الديمقراطي عاوزة دروس خصوصية في الديمقراطية لمدة عشرين عاماً علي الأقل حتي يمكن أن نقول عن الانتخابات إنها يدوب «خطوبة» ديمقراطية أو بالكثير حفلة «شبكة» ديمقراطية.. أنصار «فلان» ومعاهم «فلان» نفسه يهددون ويتوعدون قبل «العرس» بأنهم لو سقطوا يبقي «العرس» مزور.. والعقد باطل.. وانصار «علان» ومعاهم «علان» نفسه يهددون ويتوعدون بأنه لو «ترتان» كسب هانولعها ونجيب عاليها واطيها.. أما الشباب من أنصار «الثورجي» فهم أرحم قليلا يهددون بالنزول إلي التحرير فقط لكن شيوخ الجوامع تخطوا كل الديمقراطيات العالمية والمستوردة وأعلنوها صراحة.. من ينتخب غير «إخواننا» فهو كإفر وإلي جهنم وبئس المصير.. هي دي بقي الديمقراطية اللي عندنا وأحسن نوع والله العظيم.
ثالثاً: عرس هذه الأيام عرس «قومي» «عروبي» «عالمي» مشترك وفيه تشارك مصر بالمجهود وفرقة السباق وقطر بالأموال الطائلة.. وأمريكا بالرقابة الديمقراطية الشفافة والتصفيق الحاد والانبهار.
وأكيد مازلت عزيزي القارئ تذكر رقابة الأمريكان أيام انتخابات البرلمان وانبهار كل الأمريكان الأحباء من مراقبين وصحافة ورؤساء معاهد تعليم الديمقراطية ورؤساء أمريكان سابقين بالأداء المشرف للإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية الرائعة.
رابعاً: لابد أن نرجع الفضل لأصحابه ونشكر الأمريكان علي حبهم الشديد لمصر وأهل مصر.. وعلي مجهودهم المرعب من أجل توصيل الديمقراطية

للمنازل دليفري.
وكما قالت الست كلينتون إن الولايات المتحدة صرفت المليارات علي تعليمنا الديمقراطية وعلي رقابة الانتخابات وأدي الخواجة «كارتر» صاحب «شركة الرقابة الدولية للانتخابات العالمية لأعالي البحار ليميتيد».. رايح جاي يراقبنا وينبهر.
خامساً: لابد أن نشكر الشجيعة «قطر» لانها فكت الكيس وهات يابقشيش فوق دماغنا من أموال سائلة لزوم البوسترات بالملايين والتي شيرتات بالملايين والاوتوبيسات السياحية الغالية موت والموتوسيكلات والسلاسل البشرية بطول نهر النيل.. وأيضاً من مواد عينية علي شكل حقائب ثقيلة الوزن من السلع الغذائية «أم من غير دم» وكل الأكياس تحمل رمز المرشح واسم الحزب.. ونشكرها أيضاً علي شوادر اللحوم بربع الثمن وشوادر الخضار بثمن الثمن وآخر صحية أطباق الخيار والطماطم المغلفة آخر شياكة.. وبعد مرحلة السلع الغذائية دخلنا علي السلع المعمرة من ثلاجات وغسالات وبوتاجازات وموبيلات خاصة وأسعار بطاقات الرقم القومي في الطالع.. كل هذا غير بعض المصاريف النثرية من أتوبيسات لنقل الناخبين من القري والنجوع والعاملين في أماكن بعيدة عن أماكن اللجان ويوميات الناس التي تعلق البوسترات وتوزع الصور والمنشورات والخيام المقامة لتوجيه الناخبين واللاب توبات وغيره وغيره.. وغيره..
لذلك كله وغيره الكثير فأنا لا أستطيع أن أقول عما يحدث أنه عرس ديمقراطي.. ولا أن أقول إن مصر تنتخب الرئيس.. لأن الحقيقة أن قطر هي التي تنتخب الرئيس.
لكن إذا فاجأ الشعب المصري الأمريكان وقطر والعالم كله وأسقط رجال قطر سيكون بالفعل عرساً حقيقياً.. ليس للديمقراطية لأن طريقها مازال طويلاً ولكنه سيكون عرساً للذكاء المصري وللمخزون الشعبي المتحضر اللماح الذي ينام دهراً ثم ينطلق فجأة دون توقع كالبركان.. يارب.