رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ماذا لو حكم الإخوان؟

أكاد أجزم بأنه لا يوجد مواطن مصري الآن قادر علي أن يتوقع ما يمكن أن يحدث في مصر بعد ساعة واحدة.. المتغيرات سريعة جداً وصادمة جداً وغير منطقية علي الإطلاق.

العقل يقول إن الإخوان المسلمين كانت أمامهم فرصة ذهبية للتواجد في المشهد السياسي المصري ولفترات طويلة لو أنهم تحكموا في طموحهم الجارف وأوجزوه في حزب سياسي يتواجد ويدور مع السلطة التي من المفترض أنها في طريقها للتداول والتغير والتحرك، ومن الممكن أن نتخيل أن هذا الحزب سيكون معارضاً أحيانا وربما شارك في وزارة مؤتلفة أحيانا أخري وربما تولي الحكومة في وقت ما... في هذه الحدود فقط سيكون محتملاً لهم البقاء إلي يمين الحكم زمناً طويلاً يكسبهم دراية وخبرة ومرونة سياسية تضمن لهم الاستمرار مع باقي القوي السياسية الأخري.
لكن...!! الطمع وحب الاستحواذ والضعف البشري سوف يضيع كل شيء.. لقد ذهب بعقولهم سحر مقاعد البرلمان وحجب الطموح الجامح كل الرؤي وانطلق القطار بلا فرامل يطوي كل مؤسسات الدولة بالإضافة إلي الدستور.
وما بين قبول أوراق أبو إسماعيل والشاطر والعوا أو رفضها وما بين تراجع عمر سليمان والخوف من تفتت أصوات رجال الدولة عمرو موسي والفريق شفيق يعمل أبو الفتوح بجد ودأب.. ونحن بين كل هذا نعيش بلا توقع ولا تفاؤل ولا أمل قريب.
ووسط هذه الشبورة وانعدام الرؤية وجدت أخيراً البرنامج السياسي للإخوان في كتاب أراه دائماً فوق المكتب وأعطيه موعداً للقراءة ولا أقربه حتي انقضضت عليه منذ ساعات.. «ماذا لو حكم الإخوان» للدكتورة فاطمة سيد أحمد.. تقول ويقول البرنامج: يعتمد برنامج الحكم للإخوان علي محددات الدولة الدينية وهي «الدعوة»، «حرفية النصوص الدينية»، «التفسير الديني لكل شيء في الدولة» والمرشد العام سيكون مسئولاً عن الدعوة والدستور سيكون ذا مرجعية دينية.. وستكون هناك هيئة منتخبة من كبار علماء الدين يعاونها مستشارون من أهل الخبرة والعلم في كل التخصصات العلمية الدنيوية مثل «مجلس الخبراء» الإيراني.. وهذه الهيئة ستعطي المشورة للسلطة التشريعية ورئيس الجمهورية وسيكون رأيها هو الراجح والأعلي.
أما وظيفة السلطة التشريعية هي في اتخاذ القرار بالأغلبية في غير الأحكام الشرعية ولها أن تراجع الهيئة الدينية بإبداء وجهة النظر فيما تراه أقرب إلي المصلحة العامة.. لكن القرار النهائي للهيئة الدينية.
«أما بالنسبة لأهل الذمة فهم لهم حق الاحتكام إلي دينهم في أمور العقيدة والأحوال الشخصية لأنها مختلفة عن أحكام الشريعة الإسلامية.. أما غير ذلك من أمور الدنيا بكل أنواعها والنظام العام والآداب فسيخضع فيه أهل الذمة للأحكام الإسلامية».
«والدولة الدينية مسئولة عن حماية غير المسلم في عقيدته وعبادته وبما أن رئيس الدولة أو رئيس الوزراء أو كل رؤوس النظام عليهم واجبات تتعارض مع غير المسلم فسيكون معفياً من هذه المهمات طبقاً للشريعة.. وعلي هذا سيعفي الأقباط من التجنيد والمشاركة في المؤسسة العسكرية والحروب».. وأظن أن نظير هذه الحماية سيكون علي الأقباط دفع التكاليف التي يطلق عليها المغرضون اسم «الجزية».
يعتمد هذا البرنامج علي «الوقف» في تمويل التعليم والبحث العلمي وكل الأنشطة الخدمية في الدولة..لا يوجد برنامج للعمل والإنتاج ولكن زيادة أموال الوقف والتبرعات تحت إشراف هيئة خاصة تشرف علي الأموال.. ملحوظة «مفيش وزارة مالية».
البطالة ستخضع لإجراءات طويلة المدي بعد وضع استراتيجية تنموية واضحة للاقتصاد المصري لمدة «25 عاماً» تستهدف النمو المتواصل مع التوظيف الكامل من خلال اقتصاد مختلط من القطاع العام والخاص والتعاوني بدون الاعتماد علي آليات السوق لأنه لا يعمل بكفاءة الأمن ستكون أجهزته تابعة للمحافظ المنتخب من أهل المحافظة ولن تتبع إدارة مركزية وبالطبع لأن المحافظ سيكون من الإخوان وهكذا تختزل وزارة الداخلية في جهاز

الشرطة الإخواني ويتبع وزارة العدل.
المرأة في البرنامج السياسي الإخواني لا يجوز توليها أي وظيفة تعطي فيها حكماً قاطعاً مثل «القاضية» ولا أي رئاسة لمنصب وأعلي منصب لا يكون إدارياً وبالنص «تمارس المرأة جميع حقوقها بما لا يتعارض مع القيم الأساسية للمجتمع». وبالطبع لم يشمل هذا النص الرجال لأنهم يرون أن الفتاة المصرية في حاجة إلي وضعها في إطار محدد للارتقاء بدورها في المجتمع من خلال برامج دراسية إضافية «متميزة».. ملحوظة: «كل الفتيات المصريات زي بعض».
الدعوة لخطة قومية لتعريب العلوم والتعليم من خلال التأليف والترجمة ومنع اللغات الأخري.. وأظن أنا أنه في هذه الحالة سيتم إلغاء كل البعثات العلمية للخارج وكل الرسائل العلمية والمجلات والدوريات العلمية وستكون الإنترنت غير ذات جدوي لأن المعلومات كلها باللغات الأجنبية.. وأظن أيضاً أن أغلبية أعضاء الجماعة سيتعلمون اللغات الأجنبية في السر من أجل مقابلة الأمريكان والتفاهم معهم وتبادل الزيارات «من عندي».
ورغم ذلك ترفض الجماعة اتفاقية كامب ديفيد وتنادي بالحرب والجهاد وتحرير فلسطين المغتصبة.. «ولم يذكروا مصادر تمويل هذه الحرب» يري الإخوان أن مجمع البحوث الإسلامية، ينتخب أعضاؤه من كل أنحاء العالم الإسلامي وهو الذي يختار شيخ الأزهر ويؤكدون علي أهمية الأزهر في التوسع في إنشاء «الكتاتيب»!!
\أما الدراما فستكون مقصورة علي الفيلم الديني والوطني والوثائقي والتاريخي والأغنية وطنية ودينية وأكثر أخلاقية لتناسب قيم المجتمع.
«سد عجز الموازنة» من مؤسسة «الزكاة والوقف» والوقف القبطي والجمعيات الخيرية القبطية ما يعرف بـ«العشور» وتنفق هذه الأموال علي الفقراء والمحتاجين وفي مجال الصحة والتعليم والتوصية بدفع الزكاة مع الضرائب.
أما السياحة فهي في «فقه السياحة» علمية ودينية وسياحة مؤتمرات.. والثقافية «القاهرة الفاطمية ـ مسار العائلة المقدسة ـ مسار أهل البيت إلي مصر» وعمل مزار سياحي يتبني قضية هامة مثل مزار لسياح آثار الحرب العالمية الثانية لإثارة قضية الألغام وغير ذلك من سياحة تسوق وسياحة ترفيهية ولكن بشروط الضوابط الإسلامية لو عاجبه! سوف ينهل من التراث الحضاري المصري ويستمتع بمناخ مصر وطبيعتها الجميلة ويسعد مع شعبها الطيب المضياف ولو مش عاجبه يغور علي بلده..!!
تمام.. وإن كان هناك عنصر مبهم في مسألة السياحة وهو أن التعليم كله بالعربي فمن الذي سيقابل السياح ويجعلهم يسعدون بمصر الجميلة؟؟.. مش مشكلة.. المهم النية.
هذا ملخص سعيد للبرنامج السياسي للإخوان كما قرأته وكما سمعنا بعضاً منه من هذا وذاك..
بجد.. بجد.. مبروك عليكي يا مصر.