رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التكفير بأثر رجعي

عندما اكتسح الاخوان المسلمون والسلفيون الانتخابات وشكلوا أغلبية مجلس الشعب تضاربت الأقوال واختلفت التوقعات.. فمن قال: «عليه العوض ومنه العوض».. ومن قال: «انتظروا حتي نري ما سوف يحدث» ومن قال «هكذا تكون الديمقراطية وقد أتوا بفعل الصندوق ولابد أن نقبل نتائج الصندوق» وعموما هي فترة أربع سنوات أو أكثر أو أقل حسب إن شاء الله ما يقول الدستور  وإن فشلوا سوف يسقطهم الصندوق..

المهم.. جاء الإخوان إلي البرلمان.. وبدأت الجلسات بوصلات من الهتاف والمزايدات ومغازلة الثوار وأهل التحرير حتي وصل المدح والمؤازرة لبلطجية وألتراس «محمد محمود» أصحاب المولوتوف والشماريخ والطوب والزلط الذي أرسلوه في اتجاه مبني الداخلية بلا سبب واضح..  ورغم ان هذه الأفعال أبعد ما تكون عن أي فعل ثوري و أي حريات أو حقوق  مكفولة لأي مواطن في أي دولة ديمقراطية علي وجه الأرض.. إلا أن المجلس الموقر طالب بنقل مبني الداخلية لأن مكانها مضايق الأولاد  ومش عاوزين فلقة دماغ.. وكانت أعجب توصية في تاريخ البرلمانات الحديثة والقديمة.. أما الاخوة الليبراليون فقد قرروا  الاعتصام داخل البرلمان حتي تتوقف الداخلية عن العنف المفرط.. وجاءوا بوزير الداخلية وهات يا استجواب وتحقيق وتهديد ووعيد بسحب الثقة وربما طالب البعض بالحساب والتحقيق والحبس الاحتياطي.. والحقيقة أول مرة أعرف أن عمل النائب المنتخب من الشعب هو الانتقام من الداخلية وهي سلطة البرلمان التنفيذية اذا كان ناوي يكون سلطة تشريعية مع سلطة القضاء بعد الدستور ما يتكتب لو لينا عمر أو أن تكون شغلانة النائب هي الاعتصام حتي يحققوا مطالبه زي ما كان بيعمل في ميدان التحرير.. لكن الكلام حلو الحمد لله  وعرفنا كل حاجة عن مهمة البرلمانات وشغلانة النائب المنتخب وبعد حادثة بورسعيد المؤلمة والمريبة.. طبعا  خطبوا في وزير الداخلية والداخلية نفر نفر.. ثم قرروا لجنة تقصي  حقائق وقبل أن يظهر أي شيء قرروا طلب توزيع أهل طرة علي عدد من السجون وإبعادهم عن بعض لماذا؟ لا توجد اجابة إلا المزيد من المزايدة والانتقام، والظاهر وصلت أخبار أن أهل طرة عندما يجتمعون فانهم يحضرون عفاريت  تعمل كل البلاوي اللي نازلة ترف علي دماغنا ودماغ البلد.. ومش عارفة ايه اللي مخليهم قاعدين في السجون مادامت لديهم هذه القدرات الخفية الجبارة وبدل العمايل دي ما يخرجوا نفسهم من السجون ومن البلد بحالها.. المصيبة أن الاعلام يعزف خلف السادة النواب عزفا منفردا وجماعيا علي هذه الأنغام ومازلت لا أعرف هل قرار تفريق المساجين قرار قضائي.. أم برلماني أم اعلامي؟
وفي سكة تنظيم المجتمع أخلاقيا وتعليم المصريين الأدب اللي هو أحسن ميت مرة من العلم قرر الاخوان دبح القطة قوام  قوام للفن والفنانين وأصحاب الابداع من كل نوع وصنف ولون ورفعوا قضايا بالجملة علي الفنانين.. وكان أولهم الفنان عادل امام وفوجئنا جميعاً بأنه قد صدر ضده حكم حبس ثلاثة شهور بتهمة ازدراء الدين الاسلامي في أعماله الفنية والسخرية من الجلباب واللحية «في أفلام الإرهابي ومرجان و الزعيم وحسن ومرقص».
وهكذا تم فتح شهية باقي المحامين المنتمين للجماعات الاسلامية باقامة دعاوي قضائية علي الباقين بتهم التحايل علي الشرع وافساد الأخلاق وتقديم نماذج منحرفة في المجتمع بطرق جذابة لإغراء الشباب.. غير طبعا اتهام «ايناس الدغيدي» باشاعة

الرذيلة في المجتمع.. والعرض القادم حصريا سيكون اتهام الفنانات بتقديم العري والخلاعة والبقية تأتي وكل واحد دوره جاي المهم أن كثيرين كانوا يتوقعون الصدام الحتمي بين الفن والفنانين والابداع الأدبي والقصصي جمعاء وبين الاخوان والسلفيين لكن غير المتوقع هو أن الإدانة بازدراء الأديان والتحريض علي الفسق والفجور تتم الآن بأثر رجعي.. أي أن كل الفنانين سواء ممثلين أو كتابا أو مخرجين أو أدباء وكتاب قصة أو رسامين وتشكيليين سوف يذهبون الي المحكمة ومعهم شرائط أعمالهم السينمائية والمسرحية والتليفزيونية والاذاعية وكتبهم وقصصهم وسيناريوهاتهم أو رسوماتهم وتصاويرهم وتماثيلهم الي آخره.. ومن المحكمة علي السجن أو علي الاعتزال في أحسن الأحوال.. والسوابق الفنية زي الرز ومادام الحساب سيكون بأثر رجعي زي ما حصل مع عادل امام اذن كله هايتحاكم.. حتي عبدالوهاب الله يرحمه سوف يفتحون له ملف «جايين الدنيا ما نعرف ليه» وعبدالحليم راخر غني «لست أدري» و»اني اتنفس تحت الماء» وهذه لها ملفات سابقة.. أما مؤلفات احسان عبدالقدوس ويوسف ادريس ونجيب محفوظ فهي قضايا كسبانة كسبانة.. والحكم صدر مسبقاً.
هذا هو البرلمان السياسي القادم.. ما شفناش حاجة غير كده ولكن أين الفنانون وأهل الفن؟ البعض مازالوا مشغولين في المزايدات والهتاف ومحاولات التطهر من أي علاقة بالنظام السابق الذي ظلم الفن والفنانين وهبط بمستوي الدراما الي الحضيض وقضي علي الابداع ثلاثين عاما كما قالت من كام يوم احدي الفنانات.. وتعجبت لماذا لم يسألها المذيع امال سيادتك ابدعت امتي؟ والبعض خائف ومتردد.. والبعض مازال يمسك بالقوائم السوداء والبيضاء وقوائم الشرف والعار ويهدد كل من في هذه القوائم بالتشريد والجوع والتسول في الشوارع.. ومن لم يصفق للثورة والثوار راح في داهية سودة يبدو أن الجميع يظنون ان ما حدث لعادل امام لن يحدث لهم وان الهتاف والتأييد والحكايات العديدة عن ظلم النظام للفنانين  واحد واحد في صفحات المجلات والجرائد سوف تعفيهم من التكفير بأثر رجعي وإذا لم يتنبه أهل الفن لهذا المصير القادم و إذا لم يقفوا وقفة جادة قوية جماعية.. في مواجهة هذه الهجمة المنظمة التكفيرية القادمة بسرعة البرق.. قولوا علي الفن السلام.
----------

د.  لميس جابر