رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يابرلمانك يابلدنا

أحلي برلمان شفته في حياتي.. من يوم ما اجتمع لأول مرة الصراحة وهو يفجر لنا مفاجآت مضحكة من أجل تخفيف الواقع المؤلم وعدم التفكير  في المستقبل الأسود  المقبل بسرعة البرق.. البلد بتغرق والسياحة انضربت حتي أن "الأقصر"

زينة مدن العالم الأثرية تم شطبها تماما من خريطة السياحة العالمية بعد اغلاق الهاويس في إسنا.. العمل متوقف والبطالة تزداد ومحاولات إسقاط ما تبقي من الدولة متواصلة والأمن مرهق ومجروح ومهان والجريمة المنظمة شقت طريقها بسهولة الي بلدنا السعيد ورأينا سرقة البنوك وعربات نقل الأموال مثل الأفلام الأمريكاني.. وخطف الأطفال وطلب الفدية بالملايين وسرقة العربات بالمئات والبلطجة السافرة حتي في المحلات  التجارية.. صوت إطلاق الرصاص أصبح مألوفا في كل أحياء مصر.. والتهديد بالعصيان المدني علي قدم وساق..  كل هذا والمجلس يعصر وزير الداخلية ويطالب بمحاسبته ومحاكمته لأنه عنيف مع الثوار الغلابة العزل الذين يحاصرون وزارة الداخلية بهدوء شديد الوزير يقول ان  من المصابين 273 مصابا من الشرطة وأنهم وجدوا مع المتهمين المقبوض عليهم بانجو وأقراصا مخدرة وشماريخ وسنجا وجنازير وخناجر.. يصيح النواب رافضين الإهانة للثوار ووصفهم بهذه الأوصاف.. بلاش كلام الوزير.. إحنا شفنا بأعيننا محاولات ضرب الوزارة واقتحامها من قبل والآن وضربها بالمولوتوف والطوب ثم رأينا اشعال مبني الضرائب العقارية  ووزارة المالية ومحلات وشركات الأهالي في الشارع المنحوس شارع "محمد محمود" الذي هاجر سكانه كما هاجر أهل مدن القنال بعد هزيمة 1967.. لكن المجلس مصمم علي عدم العنف مع المتظاهرين.. وتقوم خناقة  نواب قالوا: دول بلطجية  وآخرون قالوا لهم اسحبوها.. نو.. نو.. دول ثوار مساجين والداخلية بتضربهم بالخرطوش.. الوزير يصرخ والله العظيم.. ثلاثة بالله العظيم ماضربنا خرطوش.. يخرج أحد النواب طلق خرطوش ويقول: أمال ده يبقي إيه؟ وهوب تقوم خناقة ثانية الطلق فارغ ولاحي؟ ولو كان حي جبته منين؟ والخناقة كانت هاتوصل لتشابك بالأيدي مع إن الحكاية بسيطة جداً والخرطوش الآن يباع مع حمص الشام والحرنكش أمام المدارس عادي.. والأسلحة الآلية الحديثة والمدافع الآر بي جي والجرونوف والهاون موجودة في السوق والأسعار نزلت وأصبحت في مستوي المواطن المتوسط والمجلس يعتبر طلق خرطوش فارغ ولاحي دليل إدانة للشرطة.. الوزير يقول الشرطة أصيبت بالخرطوش زيها زي المتظاهرين.. يقول النواب نحن معتصمون داخل البرلمان لغاية ما تبطلوا عنف مفرط مع الثوار.. الوزير يقول إنه في نفس الوقت بدأت ضربات منظمة للعديد من أقسام الشرطة مثلما حدث في يناير الماضي وكذلك اقتحام للسجون وحصل في سجن المرج اقتحام وهرب ستين سجين وضربت أقسام شرطة في السويس والاسكندرية والدقهلية والغربية والمنيا وسيناء والاسماعيلية.
مع ذلك يصمم النواب علي رأيهم حتي يصيح الوزير يعني انسحب أبقي مقصر أحاول أحمي الداخلية أبقي قاتل الثوار.. أعمل ايه؟ اقفل الشباك ولا أفتحه؟.. والمجلس مازال في واد آخر.. يصيح به النواب لاتضع "الأمان مقابل الحرية" ويتم الهتاف وتزداد الصيحات وتنفجر المزايدات ويصبح المجلس "ديكتاتور قراره" يريد أن يسمع صوته للميدان وللإعلام حتي ينال الجزاء  والاستحسان والبركة والرضا السامي.. وتأتي التوصيات كلها طبعا للداخلية ما عدا توصية وحيدة للثوار أن يعودوا للميدان ويتركوا "محمد محمود" أرجوكم وتكون أهم توصية وأعجبها علي مدي

تاريخ موسوعة "جينيز" ان يوصي البرلمان بنقل وزارة الداخلية لأي مكان آخر بعيدا عن محمد محمود والحقيقة أن هذه التوصية  محيرة جداً لأن السادة النواب لا يعرفون أن مبني الداخلية مبني أثري يعود لأيام الخديو اسماعيل ومع ذلك مش مهم نضحي بالأثري وبجملة اللي اتحرق واللي اتهد وراح في داهية.. مش مشكلة لكن هل نقل الداخلية سيحل  المشكلة؟ وهل وجود المبني في هذا الموقع يضايق الثوار الذين لابد أن يتظاهروا في هذا الشارع بالتحديد وهل مبني الداخلية يعوق التظاهر مثلاً؟ وماذا لو انقلب الثوار علي السادة النواب وراحوا علي المجلس وهات ياطوب ومولوتوف وشماريخ؟ هل تتركونهم حتي تحلوا مشكلة ثوار و ا بلطجية يحرقون المجلس أم تستنجدون بالشرطة والجيش؟ وهل بعد الهدنة والحواجز الأسمنتية والدروع البشرية تقبلون  نقل المجلس لمكان آخر عشان الثوار عاوزين يتظاهروا في شارع المجلس بالذات؟ وماذا لو أطلق الوزير مفاجأة وساب المجلس يرن وقال والله أنا  رأيي انهم ثوار مش بلطجية؟ هل سيتقدم النواب باستجواب للسيد الوزير علي تقاعسه في انقاذ المجلس؟
ياسادة نواب الشعب..
ماعدا ما قاله النائب مصطفي بكري تحت هذه القبة فالكل يزايد  ويبحث عن مواقف وبطولات وفرقعة حتي أن السيد نائب الزاوية الحمراء لم يجد شيئاً ليقوله ليلفت اليه الأنظار  فأخذ يصيح بالاذان.. الوطن يضيع ياسادة وأمريكا أسفرت عن أنيابها  وزال القناع وظهر الوجه القبيح وبعد القبض علي المسئولين عن الجمعيات إياها.. قامت الدنيا.. وهددت أمريكا بقطع  المعونة والمصروف وحرمان مصر من الميراث حتي أن الست "أولبرايت".. سبت القضاء المصري وقالت انه مؤسسة فاسدة من عصر مبارك..
النواب يعزفون علي أوتار الاعلام والميدان والصدام المرعب بدأت بوادره.. كنت أتخيل أن يهب نواب الشعب في وجه الأمريكان يرفضون العبث بالوطن بحجة تعليمنا الديمقراطية ويرفضون تهديد الأمريكان وإهانتهم ويستعدون للمواجهة القادمة  ويستمعون لما قاله "مصطفي بكري" من أن الوطن ينهار والتقسيم قادم والخرائط موجودة داخل الجمعيات الاستعمارية الجديدة لكن يبدو أن الفرحة بدخول البرلمان قد أصابتهم بالدوار ومازالوا غير مدركين أن السقوط سيكون شاملاً وسيأخذ معه القبة ومن هم تحت القبة..