عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شرف الأمة

عندما تعم الفوضي تعلو الأصوات المختلة وصرخات الجهل والتخلف وتتواري أصوات العقل.
وعندما تعم الفوضي يتوقف الفرز ويتداخل الحق مع الباطل وتتلطخ القيم ويطفو علي السطح كل ما هو مشوه ومقزز وعندما تعم الفوضي تنهمر سيول النفاق علي صفحات الاوراق وشاشات الفضاء الحقيقي والافتراضي ويصبح السباب سلاح الاحرار وتصبح البذاءة حجة ومنطقاً ووسيلة نضال..

عندما تعم الفوضي يصيح أحد الجهلاء فيردد فريقه خلفه النداء في عبارات لا يقدرون مدي زيفها وخطورتها وشعارات تعود بالحضارة إلي الخلف.. وهم يشعرون بالفخر واثقين من انهم يرفعون راية التقدم والديمقراطية ويبدأون في مشوار التغيير الذي يتساوي فيه شرف الأمة بلحم الهوانم.
بعد حرق المجمع العلمي «تم إلهاء المجتمع والناس في لحم الحريم» حتي صار قضية العام.. ولم نر قولاً يستنكر المأساة ولم نر مظاهرة واحدة تطالب برأس حارقي تراث مصر العلمي ومحرضيهم لم نقرأ عبارة أسي واحدة علي الكنز الذي تحول إلي رماد، بينما علماء وعقلاء العالم يتعجبون من شباب يرقص أمام «المجمع العلمي» الذي يحترق ويضربون كفاً علي كف من هذا الشعب الذي صنع أجداده حضارتهم وحضارة العالم.. هم يشعرون بفداحة الكارثة ويعلن اكثر من مصدر علمي تبرعه بوثائق وخرائط وكتب ونحن!! نحن في وادٍ آخر.. ولأن العلم فكر والفكر مرض وعلة وعدمه راحة بال وضمير فقد أعلن أحد الاشاوس النشامي وهو في عرين الاعلام أن شرف النساء أهم من الكتاب فلتذهب ملايين الكتب للجحيم ولا أحد يري لحم نسائنا.. وردد الكورس خلفه النشيد في حماس وطني تقدمي ثوري وفي ألف داهية المجمع العلمي باللي فيه.
وبين شدة الألم تذكرت كتاب «سلامة موسي» الذي جاءني به أخي رحمه الله ووضعه في يدي وأخذ مني مجلة «سمير» و«ميكي» .. كان كتاب «المرأة ليست لعبة الرجل».. وعندما نظرت له متسائلة قال لي: «أنت إنسان ولست أنثي.. اقرئى».. وقرأت.. ورغم السنوات البعيدة فمازالت بعض من عبارات هذا الرجل الذي يعد أحد قادة الفكر والتنوير في العصر الحديث مازالت في عقلي.. يقول «سلامة موسي»: «إن آفة الرجل الشرقي أنه يعتقد أن شرفه لا يتعدي النصف الأسفل من جسد المرأة».. ليس الشرف في العلم ولا العمل ولا الصدق ولا الاستنارة ولا النزاهة ولا الوطنية ولا القيم.. وهو ايضا يعتقد أن العار هو في كشف جسد حريمه وليس في السرقة ولا النصب ولا القتل

ولا النفاق ولا الخيانة ولا العمالة ولا حرق الوطن وما بين المفهومين مازال المثقف العربي غارقاً حتي اذنيه في الراحة والطمأنينة وهدوء الضمير طالما حريمه تحت الستر وخلف الساتر ولا يهم أن تعبث بوطنه الايدي ولا أن تتفكك شعوبه وتتقاتل ولا أن تسرق ثروته ولا أن يحتل وطنه اللصوص..
ونحن كذلك أعلناها قوية مدوية «لحم النسوان هو عرض مصر وشرفها» «الكتاب» يا سادة الرأي واصحاب الصوت العالي هو من عرّف الشرف واطلق عليه اسما ومواصفات وأطلق علي عكسه لفظ العار والخزي .. البردية «كتاب» سطرت فوقها أصابع المصريين أول حضارة انارت العالم واخترعت الضمير الانساني ونادت بالحق والعدل والصدق، الخريطة «كتاب» يرصد حق الأمة ويحافظ علي تراب مصر ويتمسك بحدودها.. في الاسكندرية كانت أول مكتبة في العالم يقصدها طلاب العلم من كل البقاع المظلمة إلي أن حرقها الرومان عندما أقام «محمد علي» مصر الحديثة، أقامها بالعلم والبعثات و«الكتاب».. الخديو اسماعيل انشأ «الكتب خانة» في خطة تجديد مصر.. بالكتاب انشأت المدارس الحديثة والجامعات وبالكتاب قامت الفضائيات وظهرت الصحافة التي تقولون فوق صفحاتها هذه العبارة المشينة.. وتقبضون منها الأموال.. في الثلاثينيات مات شباب مصر من اجل «كتاب» اسمه «دستور الأمة» والمعركة القادمة علي نفس الكتاب سوف تحدد مصير الرجال والنساء وحقهم وشرفهم..في البدء كانت الكلمة في كتاب التوراة.. والمسيح هو كلمة الله في كتاب الانجيل والقرآن كتاب الله الذي هبط بقوله «اقرأ».. وأنا قرأت في كتاب الله «إنك لا تُسمع الموتي ولا تُسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين» صدق الله العظيم.