رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العروسة والعجوزة.. في حمام التلات

بوابة الوفد الإلكترونية

برغم انتشار البيوتي سنتر ومراكز التجميل ، إلا أن للحمام الشعبي ،الذي انتشر منذ العهد الفاطمي، المعروف بحمام التلات طعم مختلف ، فالمكان بالرغم من بدائيته إلا أنه ما زال قبلة العرائس الباحثات عن الجمال في ليلة العمر ، وأيضا مطلب السيدات المتقدمات بالعمر والباحثات عن الصحة والشعور بالراحة.

 لو دخلتِ الحمام أول حاجة تعمليها إنك تقفلى موبايلك وتسلميه للحاجة "ام رأفت" المسئولة بإدارة الحمام في الفترة النسائية، عشان البنات والستات يبقوا على راحتهم ومطمنين .

في حديثي معها قالت أم رأفت: "العروسة اللي بتيجي هنا بتاخد خدمة ممتازة ، من حمام مغربي وتركي وتكييس وبخار ورسم حنا وتروح لعريسها زي القمر"..

وأوضحت أن الأسعار بتبدأ من 40 جنيه وتصل لـ400 ،وطلبات العروسة هي التي تحدد السعر ، "واللي معهاش فلوس عادي نعملها كل اللي هي عايزاه  ونفرحها من غير حاجة برضه."

وأضافت أم رأفت: الحمام مش كل زباينه عرائس فقط ولكن الستات الكبيرة والعواجيز أيضا من رواد الحمام الشعبي، لأن البخار والتكييس بيفك جسمهم ويعالج أمراض العضم والروماتيزم ، وتضحك قائلة : "العواجيز ما ياكلوش وييجوا على الكرسي المتحرك عشان الحمام"

اعتماد أحمد ،50 سنة ربة منزل ، اعتادت على الذهاب للحمام منذ ثلاثين عاما ..قالت أنا مواظبة على الذهاب للحمام من بعد حمام الفرح بتاعي، لازم كل شهرين تلاتة آجي أتكيس ع البخار .
وأضافت  منى فؤاد ،مدرسة 40 عام : لازم الست تهتم بجسمها وجمالها وتريح أعصابها ، وحمام التلات بيقدم الخدمة بأسعار معقولة ، بخلاف الجو التاريخي القديم الذي يشعر به زبون الحمام.

 أما دعاء كمال، 22 سنة ، فقد وصفت حمام التلات قائلة: أنا جيت الحمام لما سمعت عنه من بنات أصحابي ، الجو نفسه ظريف ، وتحسي انك عايشة في مسلسل تاريخي وانتِ جوا الحمام زي حريم السلطان والسلاملك ، والضحك والهزار وتناقل الخبرات بين الستات الكبيرة والبنات بيتم بشكل رائع في الحمام.
ضحى البدوي، 25 سنة ،: أول مرة اجي حمام شعبي ، كنت قبل كده بروح الجيم والبيوتي سنتر عشان أعمل حمام البخار، لكن سمعت من بنات أصحابي عن حمام التلات الشعبي وتجهيزه للعروسة في يوم فرحها حبيت اجرب، وفعلا الجو جميل

جدا بخلاف الخدمة اللي باخدها من أهل الخبرة.

النوبية الحنانة

ومن أحد أركان الحمام ترتفع رنات الضحكات العالية لتجد تجمع العرائس    في انتظار إلهام النوبية "الحنانة"، والتي ترسم بالحناء على أجساد العرائس رسومات مختلفة كله على حسب طلب العروسة سواء الرسمة أو مكانها.

شرحت لنا إلهام ،الحنانة النوبية ، عملها قائلة: أنا بعمل رسومات بالحنة بخلطة معينة بالزيوت تجعل الرسمة ثابتة 15 يوما حتى مع الاستحمام المتكرر. مشيرة إلى أن الرسومات ليست كلها ورود ونقوشات ،  وأن بعض العرائس تطلب أحيانا رسم ثعبان أو عقرب أو فيونكة أو فراشة .

وضحكت قائلة : كله على حسب طلبة العروسة وانا عنيا ليها عشان نخليها زي القمر في عيون عريسها. 

وأضافت : أرسم الحنة أيضا لأصدقاء العروسة اللي بيبقوا معاها وكلهم بيفرحوا ويهيصوا لصاحبتهم وباقي العرايس، أما الستات الكبيرة فمعروف طلبهم وهو رسمة الحنة على الكفوف والأقدام خاصة في فصل الصيف ، فهن يعتبرن الحنة  من معالم الجمال والأنوثة في فصل الصيف.

   للرجال نصيب

الحمام الشعبي ليس حكرا على النساء والفتيات وحدهن ، بل للرجال نصيب أيضا ،حيث تبدأ الفترة الخاصة بهم من الساعة الخامسة مساء إلى الرابعة صباحا .
أوضح الحاج زينهم ،صاحب الحمام الشعبي، أن العريس  يأتي للحمام ليستعد هو أيضا لليلة فرحه مع أصدقائه ، ويستمتع بحمام البخار المغربي والساونا بينما يأتي الرجال المتقدمين في العمر  للحمام ليس فقط بحثا عن الراحة والاستجمام والعلاج  ولكن أيضا لمشاركة الشباب فرحتهم بأجواء الاحتفال بالعرس.