رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حى بولاق أبوالعلا.. «ميناء القاهرة» في مصر الحديثة

ميناء بولاق أبو العلا
ميناء بولاق أبو العلا

يعد حي بولاق أبوالعلا من أقدم الأحياء السكنية في مصر، حيث كان يربط بينه وبين الزمالك، كوبري أبو العلا، الذي تم إنشائه على يد شركة "فيف ليل" الفرنسية، وتم افتتاحه عام 1908، لكن استخدمه المواطنين في عام 1912.

 

اقرأ أيضا:

شاهد| بولاق أبوالعلا.. قصة كوبري شيده مصمم برج إيفل

 

مع مرور الوقت والتطور العمراني، لم يعد كوبري أبوالعلا، قادرًا على تحمل التطور وحركة المرور، فتمت إزالته في أواخر القرن العشرين.

أشهر معالم حي بولاق أبو العلا

سرد المخرج طاهر أباظة بالقناة الفضائية المصرية لـ "بوابة الوفد"، تاريخ حي بولاق وأشهر المعالم التاريخية التي يضمها منذ إنشاء الحي، حيث يضم أشهر وأكبر سوق للملابس في مصر، وهو سوق "وكالة البلح"، الذي يرجع نشأته إلى بدايات القرن الـ 19، وتم تسميته بهذا الاسم؛ لاشتهار تجارة المنطقة ببيع البلح عبر المراكب الصغيرة التي كانت تصل عن طريق النيل من جنوب مصر وخاصة أسوان.

بعد تقلص بيع البلح في المنطقة، ونظرًا للتغيرات التي طرأت بعد الحرب العالمية الثانية، أصبح سوق الوكالة مقرًا لتجارة الخردة والسيارات القديمة وبيع قطع الغيار، وللمرة الثانية تتغير طبيعة العمل في السوق إلى تجارة الملابس "البالة" والمستعملة، بعد قرار إنشاء السوق الحرة في بورسعيد، وذلك خلال فترة السبعينيات من القرن العشرين، حيث لجأ العديد من تجار الوكالة إلى شراء الملابس المستعملة الواردة من أوروبا بأسعار زاهدة، وبيعها في السوق الشهير.

ومن أهم المبانى الواقعة بوكالة البلح كنيسة حديثة انشئت عام 2003م وهى كنيسة العذراء والقوى القديس الأنبا موسى، وهى تتبع منطقة وسط القاهرة تحت رعاية قداسة البابا تواضروس، أما على كورنيش النيل فيقع المبنى الضخم العريق "دار الكتب المصرية" الذي يعد مركز إشعاع ثقافي كبير في الشرق الأوسط، وتم وضعه النواة الأولى له عام 1870 على يد "مبارك باشا".

 

كان المبنى العريق يشغل طابقا واحداً من قصر "مصطفى فاضل" شقيق الخديوى إسماعيل على غرار المكتبة الوطنية فى باريس، وعندما ضاقت المساحة المحددة لدار الكتب بمحتوياتها، اتجهت الانظار إلى تاسيس بناية مستقلة لدار الكتب وفتحت أبوابها للجمهور عام 1904، عندما لم تستوعب الدار ما يرد إليها من مقتنيات، تم إنشاء مبنى جديد يطل على نهر النيل عام 1971م ونقلت إليه محتويات الدار، وأصبحت تحمل اسم الهيئة العامة للكتاب.

وفى داخل حى بولاق يقع مسجد " سنان " الذى يد عام 1571م على يد سنان باشا وهو قائد تركى وسياسى محنك وعٌينَ والي على مصر مرتين، وقام ببناء مسجده فى ولايته الثانية على مصر من قبل السلطان العثمانى، ويتميز هذا المسجد بطرازه المعمارى الفخم الذى يعبر عن الطراز العثمانى فى عمارة المساجد.

 

 فى شارع 26 يوليو ببولاق أبو العلا يقع كوبرى 15 مايو الذى إنشاء فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وأصبح المحور الوحيد الباقى بعد إزالة كوبرى أبوالعلا الذى كان يربط بين حى بولاق والزمالك، ويقع أيضا فى بولاق فى شارع 26 يوليو، متحف الركائب الملكية الذى يشهد الآن عملية تطوير، وتم انشاء هذا المتحف عام 1863م وادخل عليه الملك فؤاد بعض التعديلات عام 1917م، ويحتوى على

أشهر العربات التى تستخدمها الأسرة العلوية العائلة المالكة التى كانت تحكم مصر قبل عام 1952م.

 وبجوار متحب الركائب الملكية يقع أقدم مسجد فى بولاق الذى إنشاء عام 1485م فى عصر ازدهرت فيه العمارة الإسلامية ايام السلطان المملوكى "الجركسى قايتباى" وهو مسجد أبوالعلا.

 

وعلى مقربة من مسجد أبو العلا يظهر لنا مبنى شامخ فخم ذو ملامح فرعونية وتيجانه من زهرة اللوتس وهو المقر الجديد والحالى للدبلوماسية المصرية (وزارة الخارجية) على كورنيش النيل بعد انتقال وزارة الخارجية بمقرها القديم بميدان التحرير إلى كورنيش النيل فى فترة التسعينيات من القرن الماضى.

 

اقرأ أيضا:

شاهد.. صور نادرة لكوبري أبو العلا وقت بنائه

 

بجوار وزارة الخارجية يقع مبنى أسطوانى ضخم "مبنى الإذاعة والتلفزيون" ويعتبر من ملامح القاهرة الحديثة حيث بدأ الإرسال التلفزيونى فى مصر فى 21 يوليو 1960، فضلاً عن انتقال محطات الاذاعة إلى هذا المبنى العملاق من مبناها القديم الذى ما زال موجود فى شارع الشريفين بوسط القاهرة.

سر تسمية حي بولاق أبو العلا

حى بولاق أبوالعلا من أقدم وأعرق الأحياء الشعبية فى مدينة القاهرة، ولم ياخذ هذا الحى حقه من الشهرة إلا منذ قدوم الحملة الفرنسية على مصر، لدرجة أن هذه المنطقة اكتسبت اسمها من كلمة فرنسية ذات مقطعين كلمة (بو) أى الجميلة بالفرنسية و( لاك ) أى البحيرة، حيث ترجمة المقطع بالعربية تعنى البحيرة الجميلة.

 

العصر الذهبى لحى بولاق أبوالعلا بدا مع عصر محمد علي، عندما أمر بشق طريق بين القاهرة وضاحية بولاق، آنذاك وإنشاء دار لصناعة السفن ثم اخذ فى تحويل منطقة بولاق أبوالعلا إلى منطقة صناعية ضخمة، وأقيمت بها العديد من المصانع والورش الكبيرة، بالإضافة إلى أول دار طباعة بالشرق.

زاد الاهتمام ببولاق عندما ربط الخديوى أسماعل بين ميدان الاسماعلية (سابقاً) ميدان التحرير (حالياً)، بحى بولاق ثم جاءت الطفرة العمرانية عندما تم إنشاء كوبرى بولاق ابوالعلا الذى يربط بين بولاق والزمالك والذى افتتج فى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى عام 1912م، وهنا أصبحت بذلك بولاق ميناء القاهرة فى الشمال على نهر النيل.