رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قصة حى العجوزة.. وسبب تسمية "الجلاء" بـ "كوبري بديعة"

يعد حي العجوزة واحد من أقدم وأعرق الأحياء في مصر، حيث كان له أهمية قصوى في ربط عدد من المناطق ببعض، وله تخطيط مميز وجذاب، حيث كانت أراضي أحياء العجوزة والزمالك متصلتين ببعضهما البعض من خلال نهر النيل والكوبري الذي لم يعد موجودًا حاليًا واستبداله بكوبري 15 مايو، حتى يستوعب عدد أكبر من السيارات والمواطنين.

 

اقرأ أيضا: تاريخ حي إمبابة العريق من الحملة الفرنسية إلى الهيئة العامة للكتاب

 

حكى المخرج طاهر أباظة بالقناة الفضائية المصرية، عن قصة حي العجوزة العريقة، وقال إنه لم يكن بين الزمالك والعجوزة سوى فرع ضيق فى نهر النيل يسمى البحر الاعمى، ذلك لأن مياه النيل كانت تملأ ذلك الشريان الضيق وقت الفيضان فقط، أما طوال السنة فكانت عبارة عن أرض جافة، ولكن فى عام 1873م استعان الخديوى إسماعيل ببعض العمال العائدين من حفر قناة السويس، فبداوا فى حفر وشق مجرى البحر الاعمى فى تلك الناحية، ليصبح النيل يمر فى هذه المنطقة وأول من سكن فى هذا الحى هم العمال العائدين من حفر قناة السويس.

 

 

سبب تسمية حي العجوزة بهذا الأسم

كشف المخرج طاهر أباظة بالقناة الفضائية المصرية، عن تسمية تلك المنطقة باسم العجوزة لها حكاية مثيرة، حيث امتلك محمد شريف باشا 30 فداناً فى حى العجوزة وهو الذى وضع أول دستور مصرى وأول من أسس البرلمان فى مصر، وهو أيضاً والد الملكة نازلى الزوجة الثانية للملك فؤاد، قام شريف باشا بتشيد مسجد كبير فى حى العجوزة سمى "مسجد النيل" ولكنه توفى أثناء بنائه، ولكن بناء المسجد لم يتوقف بوفاته واستكملته زوجته نازلى هانم ابنة سليمان باشا الفرنساوى مؤسس الجيش المصرى الحديث فى فترة حكم محمد على باشا الكبير.

ولحرص زوجته نازلى هانم على إتمام المسجد كانت تقوم بالإشراف على البناء بنفسها، على الرغم من أن عمرها كان قد تجاوز السبعين عاماً ومن هنا بدأ الناس ينسبون المسجد لها فكان يطلق عليه مسجد "السيدة العجوز" ومن تلك التسمية، نسبت كل الأبنيه التى تقام بجوار هذا المسجد باسمها، وهكذا تم تعميم هذا الاسم على الحى كله، فأصبح منذ ذلك الوقت حى العجوزة.

ومن أهم المنشأت المقامة فى حى العجوزة، مسرح البالون وهو فعلاً على شكل بالون ضخم وهو مسرح تابع للدولة وتعرض عليه العديد من الاستعراضات والعروض المسرحية التى تنتجها الدولة، وبه العديد من الفرق المسرحية التى تتبع البيت الفنى التابع لوزارة الثقافة المصرية.

 

وبجانب مسرح البالون، يقع السيرك القومى الذى يتبع أيضاً الدولة والسيرك فى مصر يرجع إلى زمن بعيد حيث نبغت فى فنونه عائلة عاكف وعائلة الحلو واشتهروا بالألعاب البهلوانية الخطيره وترويض الحيوانات الاليفة

والمفترسة مثل الاسود والنمور، وكانت تلك الارض المقام عليها مسرح البالون والسيرك كانت المقر الثالث لنادى الزمالك قبل انتقاله إلى حي ميت عقبة، حيث تغيرات مقرات نادى الزمالك أربع مرات منذ انشاؤه عام 1911م.

كما يقع مبنى المركز الثقافى البريطاني، وله نشاطات ثقافية كثيرة، ومن أهمها تعليم اللغة الإنجليزية لابناء مصر المحروسة وأيضاً فى شارع العجوزة يوجد مرسى نادى قضاة مصر، كما يقع كوبرى الجلاء ذلك الكوبرى القديم الذى تم إنشائه فى 9 نوفمبر من عام 1872م وتكلف تشيده وقتها حوالى 32 ألف جنيه مصري، ولكن هذا الكوبرى لم يستخدم إلا فى نوفمبر عام 1877م.

 

اقرأ أيضا: حكاية عشق بين المصريين ونهر النيل

 

فلم يكن فرع النيل موجود فى هذا المكان وبعد حفر وشق هذا الفرع وسريان مياه النيل فيه تم تشغيل هذا الكوبرى فى أواخر سنوات حكم الخديوى إسماعيل، وبحفر هذا المجرى صحت بذلك تسميت منطقة الزمالك بالجزيرة، حيث أصبحت الماء تحيطها من جميع الجهات.

 

افتتح كوبرى الجلاء للمرور عليه عام 1877م مثل ما ذكر سابقاً وكما تم هدم كوبرى قصر النيل وإنشاء كوبرى جديد، حدث نفس الشئ مع كوبرى الجلاء، فكوبري قصر النيل والجلاء متممان لبعضهما حيث يكونان معاً محوراً مرورياً من غرب القاهرة إلى شرق الجيزة.

وقد قامت شركة "كليفلاند" بإعادة بناء كوبرى الجلاء مرة أخرى وافتتح للمرور عليه عام 1914م، ولم يكن اسمه "كوبرى الجلاء" ولكن كان اسمه "كوبرى الانجليز"، ولكن تجاهل المصريون هذا الاسم لوجود الاحتلال البريطانى واطلقوا عليه اسماً شعبياً هو كوبرى بديع نسبة للراقصة "بديعة مصابنى" الذى كانت تمتلك ملهى باسمها فى مكان فندق شيراتون القاهرة الحالى أمام الكوبرى من ناحية العجوزة والدقى، وبعد جلاء الإنجليز عن مصر أطلق عليه كوبرى الجلاء.