أول مرة كيماوي.. كيف قتل البريطانيون أنفسهم بالسلاح الجديد
شهد العالم للمرة الأولى في التاريخ، استخدام الأسلحة الكيماوية في الحرب العالمية الأولى، في هذا الوقت العصيب التي مرت به دول العالم، لم تترد مختلف الأطراف المتحاربة، استخدام أي نوع من الأسلحة أملًا في حسم المعركة بشكل سريع، مما أدي إلى ظهور أشكال مختلفة من الأسلحة، ومنها "الكيماوي".
اقرأ أيضا: شاهد.. حيلة ذكية لمنع سقوط رأس أبو الهول في الحرب العالمية الثانية
كان ألمانيا أول الدول المستخدمة لبعض أشكال السلاح في هذه الحرب، حيث استخدموا الكيماوي بطريقة فاشلة باستخدام قذائف مليئة بغاز Xylyl bromide ضد الروس مطلع العام 1915 قرب منطقة بوليمو البولندية، ثم استخدموا خلال شهر أبريل من نفس العام 168 طنا من غاز الكلور السام في خضم معركة إيبر الثانية فتسببوا في مقتل آلاف الجنود الفرنسيين.
البريطانيون يكررون التجربة الفاشلة
بعد مضى 5 أشهر عن الهجوم الألماني بالغاز السام، لم يتردد البريطانيون في استخدام السلاح الكيماوي أملًا في إلحاق خسائر كبيرة بالقوات الألمانية، ولكن عانى البريطانيون من نقائص عديدة، فاستعدادا للملحمة عند منطقة لوس، أرسلت القيادة العسكرية البريطانية عددا كبيرا من المجندين الجدد الذين افتقروا للخبرة العسكرية والتكوين الكافي،
ثم لجاء البريطانيون بعدها إلى الاستعانة بغاز الكلور السام لاستهداف المواقع الألمانية، قبيل بداية الهجوم في منطقة لوس، ولكن حينها تجاهل المسؤولون البريطانيون، تحذيرات خبراء الأرصاد بشأن تقلبات الرياح واتجاها، وقاموا بفتح أكثر من 5 آلاف أسطوانة مليئة بغاز الكلور باتجاه المواقع الألمانية بلوس مطلقين بذلك حوالي 140 طنا من هذا السلاح الكيماوي قبيل بدء هجومهم الرئيسي.
ولسوء حظ البريطانيين حينها، شهدت المنطقة تغيرا مفاجئا في اتجاه الرياح سرعان ما أعاد غاز الكلور نحو خنادقهم ليتسبب في إصابة نحو 2000 جندي بريطاني فارق العشرات منهم الحياة بعد فترة وجيزة.