رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشيخ مصطفى عبد الرازق.. رائد الفلسفة الإسلامية في ذكرى رحيله

مصطفى عبد الرازق شيخ الجامع الأزهر الشريف، ومجدِّد الفلسفة الإسلامية في العصر الحديث، وصاحب أول تأريخ لها بالعربية، ومؤسس المدرسة الفلسفية العربية التي أقامها على أسس إسلامية خالصة.

قدم رؤية جديدة تقوم على التفكير الإسلامي الفلسفي في كتابات المسلمين أنفسهم قبل أن يتصلوا بالفلسفة اليونانية ويدرسوها دراسة وافية، ودعا إلى تدريس علم الكلام والتصوف في أقسام الفلسفة، وإلى البحث عن أوجه الأصالة والابتكار في الفلسفة الإسلامية.

توصل الشيخ عبدالرازق إلى أن الاجتهاد بالرأي هو بداية النظر العقلي؛ ومن ثم فإن علم أصول الفقه ليس ضعيف الصلة بالفلسفة، ومباحث أصول الفقه تكاد تكون في جملتها من جنس المباحث التي يتناولها علم أصول العقائد الذي هو علم الكلام.

ومنذ أن أعلن مصطفى عبد الرازق عن دعوته التجديدية وإلى دراسة الفلسفة الإسلامية في مظانها الحقيقية، سارع تلاميذه إلى إحياء الفكر الفلسفي الإسلامي.

ولد الشيخ مصطفى عبد الرازق عام ١٨٨٥م في قرية  أبو جرج بمحافظة المنيا، وقضى طفولته في قريته، وتعلم بها مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم وعمره ما بين العاشرة والحادية عشرة.

التحق عبدالرازق بالأزهر الشريف ليحصل العلوم الشرعية واللغوية، فدرس الفقه الشافعي، والبلاغة، المنطق، الأدب، التفسير، الحديث، التوحيد، التصوف، الفقه، أصول الفقه، علم الكلام، والنحو، الصرف، العروض، التاريخ والسيرة النبوية، على يد كبار مشايخ عصره ودرس على يد كبار علمائه.

وواصل دراسته في الأزهر الشريف بتشجيع من والده الذي كان يتدارس معه العلوم أثناء الإجازات الدراسية، كتب الآداب ودواوين من الشعر، ونمت موهبته وثقافاته فقرر إنشاء صحيفة عائلية مع إخوته

وأقاربه، ثم أنشأ "جمعية غرس الفضائل" مع شباب أسرته أيضا، وكانوا يتناوبون فيها الخطابة في مساء الجمعة من كل أسبوع، وكان هو أمين سر الجمعية، واستمرت هذه الجمعية من عام 1900 إلى عام 1905م.

وتولى الشيخ مصطفى عبد الرازق وزارة الأوقاف ثماني مرات، وكان أول أزهري يتولاها، وظل متمسكا بارتدائه الزي الأزهري حتى وفاته وكانت الأولى في عام 1938م حتى 1942م، وأثناء عمله وزيرًا عُيِّنَ عضوًا بالمجمع اللغوي سنة 1940م، وفي سنة 1941م نال رتبة الباشوية، وتنازل عنها عندما تولى مشيخة الأزهر وظل وزيرًا للأوقاف حتى تم تعيينه شيخا للأزهر عام 1945م.

وتم اختياره أميرًا للحج في أكتوبر سنة 1946م، ولبث في رحلته 40 يوما ثم عاد ليتفرغ لاستئناف وجوه الإصلاح في الأزهر وفي 15 فبراير سنة 1947م حضر إلى مكتبه بالأزهر فرأس جلسة المجلس الأعلى للأزهر ثم عاد إلى بيته فتناول طعامه، ونام قليلا ثم استيقظ فتوضَّأ وصلى، ثم شعر بإعياءٍ شديدٍ، فتم استدعاء الطبيب ولكنه توفي في15 فبراير 1947م.