سيد إبراهيم.. عميد الخط العربي في ذكرى رحيله

سيد ابراهيم أحد رواد وأعلام فن الخط العربي في العصر الحديث، وأبرز المعلمين لأصول الخط العربي في كافة أنحاء العالم العربي والإسلامي، و يرجع له الفضل فى تحويل أغلفة الكتب المطبوعة إلى لوحات خطية رائعة تنطق بالجمال والتناسق البديع حتى يومنا هذا.

بدأت رحلته مع الخط العربي منذ طفولته من خلال البيئة المحيطة به والتي اعتبرها المدرسة الفنية الأولي في حياته خاصة وأنه الأصغر لشقيقين أحدهما تاجر الرخام يدعي محمد، والأخر أحمد المثال النحات المشهور.

أما المدرسة الثانية التي التقط منها الفنون الجمالية للخط، فكانت تلك الآثار الإسلامية الشامخة التي تزخر بها منطقة القلعة وما يحيط بها والتي تزينها كتابات وزخرفة عربية جميلة، فكان يقف بالساعات أمام خط الثلث المكتوب علي سبيل أم عباس الذي انشأته والدة عباس الأول للخطاط العثماني عبدالله الزهدي كاتب الحرمين الشريفين، وأمام خطوط مسجد محمد علي الكبير بالقلعة للخطاط الفارسي سنجلاج.

 

https://alwafd.news/article/2753879

 

لافتات الشوارع.. فٌتن إبراهيم بخطوط اللافتتات التي تحمل أسماء الشوارع بقلم الثلث للخطاط المصري "محمد جعفر بك"، كما تأثر بالخطاط محمد مؤنس زاده المتوفي في عام 1318هـ صاحب النهضة المصرية للخط العربي.

حصل على لقب "عميد الخط العربي" دون أن يمنحه له أحد من ذوي السلطة والمسئولية  وإنما أطلقها عليه تلاميذه الأوفياء الذين تخرجوا على يده والذين أصبح بعضهم فيما بعد من ذوي المناصب العليا في الدولة.

https://alwafd.news/article/2733803

 

ولد سيد إبراهيم في حي القلعة بالقاهرة في أغسطس عام 1897 بمصر، درس بالجامع الأزهر، والجامعة الأهلية من عام 1917-1930، وكانت البيئة المحيطة به جامع محمد علي، جامع الرفاعي سبيل أم عباس، مدرسة له يقف بالساعات أمام ما خطه كبار الخطاطين في عصره.

وكان إبراهيم شاعراً رقيقا وراوية يندر مثاله وأديبا مرموقا في العصر الذهبي للنهضة المصرية، تميزت خطوطه بالروعة والجمال وثراء علمه في فنون الخط حتي أصبح بحلول الثلاثين من عمره أبرز كتاب الخط العربي في مصر والعالم العربي.

ترك رائد الخط العربي إرثا هائلاً من مؤلفاته الخالدة في فن الخط ومن أبرزها كراسة خط النسخ لحكومة السودان عام1913، كتاب فن الخط العربي ويضم نماذج لجميع أنواع الخطوط طبع سنة 1941 بمصر وبلغ ست طبعات ونشر بعد ذلك بتوسع وتم طبعه في باكستان وإيران، وكراسة الخط الرقعة المقررة بالمدارس المصرية التي قررت وبعد ذلك بمعظم دول الخليج.

ورحل عميد الخط العربي سيد إبراهيم في 21 يناير عام 1994.