عفريت القاهرة يقلب حياة المصريين.. والصحافة: "ينشر الفسق في المجتمع"
شهدت مصر تطورًا كبيرًا في مجال النقل والمركبات في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، إذ ظهرت مجموعات من السيارات والكارو والتروماي وغيرها من الوسائل الحديثة في حياة المصريين.
ولكن الأمر الذي قلب حياة المصريين رأسًا على عقب، كان ظهور التروماي في شوارع القاهرة، حينما استقله حسين فخري باشا ناظر الأشغال ومعه مجموعة من كبار موظفي النظارة، وشاهد المصريين القطار يسير بسرعة الكهرباء على قضبان في وسط الشارع، وبدأت الرحلة من بولاق إلى ميدان العتبة ثم القلعة.
اصطف المصريون وخاصة القاهريين على جانبي الطريق ليشهدوا هذا الشيء الذي يسير بين شوارعهم سريعًا، وظل الأطفال الصغار يركضون وراءه وهم يصرخون "العفريت.. العفريت".
لم يتوقف الأمر هنا فقط،
ولكن جريدة الأخبار الصادرة في مارس 1898 لم يعجبها الأمر، لافتة إلى الأضرار التي تنجم عن هذا القطار الذي يلتف حول شوارع العاصمة، والذي ترتب عليه خروج النساء من دون إذن أزوجهن، فضلًا عن انتشار الفسق والفجور اللهو في مصر.