عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية روشتة دواء تتسبب في إعدام الطبيب

طبيب
طبيب

في عام 1434 بالتزامن مع انتشار وباء الطاعون الذي ضرب مصر آنذاك، أصيب السلطان الأشرف برسباي؛ الذي عانى من بعض الأمراض الخطيرة خلال الحقبة الأخيرة من فترة حكمة للبلاد، الأمر الذي دعا إلي استدعاء الطبيب المصري شمس الدين بن العفيف، الذي كان يتولى رئاسة بيمارستان مصر وكان الطبيب الخاص للسلطان، منصب يعادل حاليًا وزير الصحة ونقيب الأطباء معًا، ورغم خطورة الموقف، ومعرفته أنه معرض للقتل اذا كتب وصفة دواء واحدة بها أى خطأ، إلا أنه كتب روشتة علاج لتكون أول روشتة علاج تصل إلينا.

الشهور القبطية والأمثال الشعبية.. حكايات تبدأ من الفلاح المصري القديم

كتب الطبيب شمس الدين، الروشتة على ورق أبيض بخط نسخ لا يختلف كثيرا عن خطوط الأطباء حاليًا في الروشتات التي يكتبوها لمرضاهم بالإنجليزية، والتي تنص علي،: " سفوف يعرف بسفوف الكفاية من ديوان ابن العفيف ريس مرستان مصر.. قال يؤخذ فرض ربع قدح أنيسون مثله شمار مثله كمون كرماني وزن أوقيتين.. كابلي وفيه سنانير أوقية، بذر كشرت أوقية شيح شامي أوقية لوز أوقيتين، "وتابع خلال الروشتة:

" تحمص القرض والشمر ويطحنوا ويدق بقية الحوائج، وأجمعهم وضف إليهم من ماء الفجل الرملي، ثلاث أواق وماء شمر أخضر مثله وورق حزمتين ريحان وورق حزمة نعناع وماء عنب ديب ثلاث أوق ثم ورق حزمة مرسين، طري مدقوق وماء كرفس ثلاث أواق ، ويضاف

إليهم ربع رطل سكر أبيض، ويسف منه صباحًا ومساء.. ذلك لداء في الجوف".

 

شاهد.. الجدة السفاحة التي أرعبت روسيا.. قتلت وأكلت 10 أشخاص

بالرغم من أن السلطان استرد عافيته في وقت لاحق، إلا أنه أصيب نوعا ما في عقله "جنون" ، وبدأت تصدر عنه تصرفات وأوامر غريبة، مثل قراره بنفي الكلاب إلى الجيزة، ومنع خروج النساء إلى الأسواق مطلقا، وإغلاق السجون وإطلاق جميع المسجونين ما تسبب في انتشار الجرائم .

وكانت نهاية الطبيب شمس الدين ابن العفيف، أن صدر مرسوم من السلطان "بتوسيطه" أي إعدامه بالسيف وتقطيعه إلى نصفين، وسبب ذلك أن برسباي شك في أن يكون ابن العفيف قد دس عليه سما في الوصفات الطبية التي كان يكتبها له، ثم حمل الطبيب إلى أهله، وكانت واقعة مشهودة حزن لها الكثيرون، وتسببت في سخط المصريين على السلطان حتى أنهم بالغوا في الدعاء عليه بعد خيانته لابن العفيف.