أخطر حزب فى مصر
فعلياً وبعيداً عن الجدل حول أداء الاحزاب السياسية يمكن القول إنه ليس هناك سوى حزب واحد تلصص وتحول وتمكن وتربص بالحياة السياسية وبالمصريين جميعاً.. حزب الإعلاميين الجدد..
هذا الحزب ولد وتربى وتسمن فى السنوات العشر الأخيرة من ثلاثينية حكم مبارك.. حزب رضع من حليب الفساد السياسى وتثقف داخل مستنقعات الفساد وتجمل بكل مساحيق الغش والكذب.. حزب يرفع أبطاله شعار خليجياً كل شىء إلا الضمير.. حزب لا يهم أصحابه أن يجففوا أبدانهم المترهلة بعد كل سباحة فى بحيرات الغواية.. المهم تجفيف الضمائر.. اليوم يوافق يوم الإعلاميين الذى تحتفى به الأسرة الإعلامية فى مصر 31 مايو من كل عام.. يوم انطلاق الإذاعة المصرية العامة عام 1934.. وإن كنت بطبعى لست أميل للتشاؤم أو اختراق نوايا الآخرين إلا أن الحالة الإعلامية المصرية الراهنة تجسد بالنسبة لى حالة انتكاسة وانهيار لاتهدد أصحابها ولكن تهدد مصر وأمنها القومى والثقافى والتاريخى.. المشكلة والمعضلة أن أباطرة الإعلام الجدد القادمين من عصر مبارك فى معظمهم لا يمارسون الإعلام بالمعنى المهنى ولكنهم يمارسون السياسة والبيزنس السياسى باسم الإعلام – يعنى تحت لافتة إعلامية كاذبة.. الأباطرة الأراجوزات حين لاحت لحظة انكشافهم أمام المشاهد الغلبان الذى اختطفوه وسرقوا وقته ووعيه وماله ووداعته الوطنية أصابتهم حالة هلع وسعار وكل يوم يستضيف نجوم التوك شو والحوارات الممتدة مع بعضهم البعض.. وباسم الإعلام والدفاع عن جنة الإعلام المهددة بالاحتراق يتحدثون ويردون على أنفسهم.. يسألون ويجيبون على أسئلتهم.. يتهمون ويشهدون ويحكمون ويجلدون فى آن واحد.. مصر أمام ضمائرهم مثل لوحة «نيشان» فى مولد السيدة زينب.. الكل يصوب عليها وليس مهما أن تصرخ أو تموت.. المهم أن يصيب هذا الجنرال أو الأراجوز الإعلامى هدفه ويقبض وينتفخ كرشه وتحمر خدوده وتجحظ عيناه ويسود قلبه ويشبع ضميره موتاً.. سمعت أحد هؤلاء مؤخراً يتحدث عن المدرسة العكاشية فى الإعلام ويقول «لاينكر أحد أن توفيق عكاشة الزعيم الوطنى كمدرسة استطاع أن يحشد مليونيات ضد الإخوان» وأقول للإعلامى المبجل.. إنه بنفس المعيار يا سيد رمضان استطاع المطرب شعبان الشهير بـ«شعبولا» أن يحشد وراء حنجرته اللولبية وبدلته الفسيفسائية ولزمته التى لا لزوم لها «إييييييييه.. بس خلاص» ملايين المستمعين والمشاهدين.. كما استطاع تجار المخدرات أن يقنعوا الملايين بأن نفس الحشيش أهم من قراءة نجيب محفوظ وطه حسين.. يا سيد رمضان انت واخوتك فى مدرسة الإعلام الحر بتاع السوق الحر والبيزنس الحر ارتكبتم ومازلتم بحق مصر أبشع الجرائم باستسلامكم لغواية رجال المال والسياسة فى عهد مبارك وتحالفكم مع مؤسسة التوريث وبيع كل شىء فى مصر باسم الخصخصة.. ذبحتم مصر أكثر من مرة بأكثر من وجه.. كنتم قناع مبارك الديمقراطى إلى أن سقط وبسرعة تحولتم وتلونتم وأصبحتم ثواراً.. مش مشكلة المهم تكملوا عمليات غسل وتنظيف وكى الضمير للآخر.. اللى حصل أنكم ظلت لكم عين على بقايا عصر سقط رجله ورمزه الأول ولم يسقط النظام.. والعين الثانية على المستقبل ولمن ستذهب مصر ليقبض عليها ويديرها.. ثم سقط