عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أخطر حزب فى مصر

فعلياً وبعيداً عن الجدل حول أداء الاحزاب السياسية يمكن القول إنه ليس هناك سوى حزب واحد تلصص وتحول وتمكن وتربص بالحياة السياسية وبالمصريين جميعاً.. حزب الإعلاميين الجدد..

هذا الحزب ولد وتربى وتسمن فى السنوات العشر الأخيرة من ثلاثينية حكم مبارك.. حزب رضع من حليب الفساد السياسى وتثقف داخل مستنقعات الفساد وتجمل بكل مساحيق الغش والكذب.. حزب يرفع أبطاله شعار خليجياً كل شىء إلا الضمير.. حزب لا يهم أصحابه أن يجففوا أبدانهم المترهلة بعد كل سباحة فى بحيرات الغواية.. المهم تجفيف الضمائر.. اليوم يوافق يوم الإعلاميين الذى تحتفى به الأسرة الإعلامية فى مصر 31 مايو من كل عام.. يوم انطلاق الإذاعة المصرية العامة عام 1934.. وإن كنت بطبعى لست أميل للتشاؤم أو اختراق نوايا الآخرين إلا أن الحالة الإعلامية المصرية الراهنة تجسد بالنسبة لى حالة انتكاسة وانهيار لاتهدد أصحابها ولكن تهدد مصر وأمنها القومى والثقافى والتاريخى.. المشكلة والمعضلة أن أباطرة الإعلام الجدد القادمين من عصر مبارك فى معظمهم لا يمارسون الإعلام بالمعنى المهنى ولكنهم يمارسون السياسة والبيزنس السياسى باسم الإعلام – يعنى تحت لافتة إعلامية كاذبة.. الأباطرة الأراجوزات حين لاحت لحظة انكشافهم أمام المشاهد الغلبان الذى اختطفوه وسرقوا وقته ووعيه وماله ووداعته الوطنية أصابتهم حالة هلع وسعار وكل يوم يستضيف نجوم التوك شو والحوارات الممتدة مع بعضهم البعض.. وباسم الإعلام والدفاع عن جنة الإعلام المهددة بالاحتراق يتحدثون ويردون على أنفسهم.. يسألون ويجيبون على أسئلتهم.. يتهمون ويشهدون ويحكمون ويجلدون فى آن واحد.. مصر أمام ضمائرهم مثل لوحة «نيشان» فى مولد السيدة زينب.. الكل يصوب عليها وليس مهما أن تصرخ أو تموت.. المهم أن يصيب هذا الجنرال أو الأراجوز الإعلامى هدفه ويقبض وينتفخ كرشه وتحمر خدوده وتجحظ عيناه ويسود قلبه ويشبع ضميره موتاً.. سمعت أحد هؤلاء مؤخراً يتحدث عن المدرسة العكاشية فى الإعلام ويقول «لاينكر أحد أن  توفيق عكاشة الزعيم الوطنى كمدرسة استطاع أن يحشد مليونيات ضد الإخوان» وأقول للإعلامى المبجل.. إنه بنفس المعيار يا سيد رمضان استطاع المطرب شعبان الشهير بـ«شعبولا» أن يحشد وراء حنجرته اللولبية وبدلته الفسيفسائية ولزمته التى لا لزوم لها «إييييييييه.. بس خلاص» ملايين المستمعين والمشاهدين.. كما استطاع تجار المخدرات أن يقنعوا الملايين بأن نفس الحشيش أهم من قراءة نجيب محفوظ وطه حسين.. يا سيد رمضان انت واخوتك فى مدرسة الإعلام الحر بتاع السوق الحر والبيزنس الحر ارتكبتم ومازلتم بحق مصر أبشع الجرائم باستسلامكم لغواية رجال المال والسياسة فى عهد مبارك وتحالفكم مع مؤسسة التوريث وبيع كل شىء فى مصر باسم الخصخصة.. ذبحتم مصر أكثر من مرة بأكثر من وجه.. كنتم قناع مبارك الديمقراطى إلى أن سقط وبسرعة تحولتم وتلونتم وأصبحتم ثواراً.. مش مشكلة المهم تكملوا عمليات غسل وتنظيف وكى الضمير للآخر.. اللى حصل أنكم ظلت لكم عين على بقايا عصر سقط رجله ورمزه الأول ولم يسقط النظام.. والعين الثانية على المستقبل ولمن ستذهب مصر ليقبض عليها ويديرها.. ثم سقط

حكم الإخوان الذى تتباهون بأنكم كنتم رجال الصاعقة والمشاة والمدرعات التى عجلت بنهايته، وإذا بكم مع مصر ما بعد 30 يونية تقفون على جبهة جديدة – لا مع الشعب ولا مع النظام السياسى ولا مع أى قوى معارضة.. أنتم اخترتم جبهة أصحاب المال والأعمال وتصورتم ومازلتم أن مصر تمر بلحظات حرجة وأن النظام السياسى لا يملك القدرة على مواجهة ألسنة وأبواق من يملكون الثروة فى مصر ولابد من اقتناص الفرصة التى لن تتكرر لاقتسام غنيمة نصر 30 يونية الذى تتصورون أنه من صناعتكم.. أكبر خطأ ارتكبه النظام الحالى أنه تعامل مع رموز كثيرة من إعلام رجال الأعمال على أنهم إعلاميون ومثقفون بحق وعلى ما يبدو أن كثيرين فى السلطة لم توفر لهم أجهزة مطلعة تقارير دقيقة عن جنرالات الإعلام الخاص الذين فى معظمهم لا يصلح الواحد منهم للعمل منادى سيارات بموقف عبود.. والنتيجة أن المصريين وجدوا انفسهم كل ليلة - ولايزال الحال كما هو – أمام وجوه سمجة أعطت نفسها الحق أن تسرق وقت الناس ووعيهم لأربع أو خمس ساعات كل ليلة، وقد استغل لوبى رجال الأعمال على الشاشات وفى الصحف اليومية ضعف إعلام الدولة وانهياره تقريباً مثل كثير من المؤسسات العامة للاستفراد بالمصريين بمن فيهم أهل السلطة وأصحاب القرار وانقلبت الآية وأصبح الإعلامى سياسياً وأصبحت الشاشات مقار حزبية هوائية وأصبحت بعض الصحف مثل التنظيمات السرية تكتب شيئاً لنفهم منه شيئاً آخر.. تلمح سياسياً لتقودنا لفوضى اجتماعية.. تخلص حسابات مع أشخاص وتيارات لحساب من يملك المال أو سلطة القرار.. مصر التى أعرفها ليست فى خطر من بيت المقدس أو فئران الإخوان أو هرتلة اردوغان أو مومسة قطر.. مصر التى فى خاطرى مهددة وجداً من فضلات وبقايا نظام ماقبل 25 يناير 2011 من رجال أعمال ورجال سياسة ورجال إعلام يخدمون بلا ضمير أهل المال وبقايا نظام بليد سقط تحت أقدام شعب عظيم يصوره هؤلاء الصراصير بأنه قبض ثمن ثورته..

[email protected]