عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خائف من شيء ما..


هل كان الرئيس الأسبق حسني مبارك آخر حاكم جلس على عرش مصر التي كنا نعرفها منذ بدايات القرن التاسع عشر  وكأنه آخر سلسال أسرة محمد على ولو بالانتساب؟ هل مصر التي كنا نعرفها منذ بدايات القرن التاسع عشر لن تكون أبدا هي مصر بعد الخامس والعشرين من يناير 2011؟ وأخيرا هل يجتهد الرئيس السيسي وجمهوريته في الانتقال بمصر تجاه مستقبل أكثر رحابة وتطور واختلاف عن عصر مبارك وما قبله أم أن حالة الاضطراب والاحتقان بمصر وبالاقليم وبمناطق كثيرة في العالم تجعل النظام القائم يميل إلى إعادة إنتاج صورة ما يفضلها من الماضي معتقدا أن السير بعربة قديمة مجربة أكثر امانا من اختيار عربة جديدة قد تندفع بركابها وقائدها الى طرقات ودروب خطرة؟

أي قيادة سياسية تتحمل مسئولياتها في اعقاب ثورة أو ثورات في بلد ما  مثل مصر تجد نفسها أمام خيار من اثنين.. إما قطع الصلة بما كان والتوجه للمستقبل بمنطق وقانون وأخلاق العصر - أو استدعاء الماضي الذي هبت الثورات لإزاحته، استدعاؤه تدريجيا وبهدوء ليعود دون ضجيج في غفلة من مجتمع تعود وتربى على القديم وعلى الخوف من نيل شرف جسارة المغامرة والتفكير المختلف.. 
مشكلة مصر الآن انها تحاول أن تأخذ بالخيارين معا في عملية أشبه «بالترقيع السياسي «يعني حتة من هنا وحتة من هناك - وأتصور أن هذا البلد القديم جدا - مصر - والمرهق جدا لأسباب تاريخية كثيرة نعرفها لم يعد يحتمل الاستمرار بهذا الكم من العلل والتشوهات ولو لم نساعد أنفسنا

ونساعد بلدنا على ارتداء ثوب جديد فضفاض وزاه فسنتأخر كثيرا عن الحالة التي كنا عليها قبل 25 يناير 2011.. الثوب الجديد والفضفاض أبرز وأزهي الوانه أولوية حق الناس في الاستمتاع بفلسفة العدل والمساواة.. احترام حق الحرية والكرامة الإنسانية كقيم راسخة نراها ونرصدها في أصغر زقاق وقسم شرطة وجامعة و قرية ومصنع.. اعتبار التعليم الحديث والمتطور أولوية كبرى عند النظام السياسي لأن التعليم الذي نتمناه هو البوابة الوحيدة تقريبا التي من خلالها سنستطيع تصحيح الكثير من الخلل الكارثي المستقر من آلاف السنين بحياتنا .. فصل الدين عن الدولة وفك الارتباط العضوي بين الإمام والأمير..
الحالة الراهنة في مصر والتي تتصدرها المخاطر الأمنية المهددة للكثيرين والمقلقة للدولة صرفت الكثير من الانظار عن أهمية أن نتغير وأخشي في غمرة الخوف العصبي من الإرهاب ومظاهر العنف أن نعود بمصر إلى ما قبل أحلامنا والى مادون تطلعاتنا .. واعتقد أنه من الأفضل والأكثر حكمة ان نعتبر هذه المخاطر محفزة لنا على التحدي وليس الانكسار ..

[email protected]