رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا تلعنوا قطر


لماذا يسب البعض قطر ويحملها مسئولية دعم الإرهاب وإثارة القلاقل في المنطقة؟ هذا اتهام ظالم وكبير لدولة صغيره جدا تقع تحت الاحتلال الأمريكي العسكري المباشر.. لماذا نصور قطر الصغيرة انها قادرة على زلزلة المنطقة كلها، وهي «حارة» سياسة  ضيقة في ذيل مدن السياسة الكبرى.. قطر المستقلة في 3 سبتمبر عام 1971 عمرها 44 سنة..

يعني جنين مشوه لدولة لم تولد بعد.. بذرة سياسية مهجنة غير معروفة النسب..  مساحة قطر 11500 كم مربع وعدد سكانها لا يتجاوز النصف مليون نسمة.. ولأن الدفاع عن عرش آل ثان أهم من كرامة شعب قطر فقد  سلم حكام هذا الجنين السياسي بلدهم للعم الأمريكي وتوسلوا لسكان البيت الابيض أن يقيموا لهم ومن جيوب القطريين أكبر قاعدتين عسكريتين لأمريكا في العالم .. قاعدة العديد الجوية» التي تستضيف مقر القيادة المركزية الأمريكية، كما أنها مقر لمجموعة No. 83 Group RAF التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني كما أنها مقر مجموعة 379th Air Expeditionary Wing التابعة للقوات الجوية الأمريكية. وتعتبر هذه القاعدة أيضًا مقرًا للمجموعة 319 الاستكشافية الجوية التي تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية إضافة لعدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري وكميات كافية من العتاد والآلات العسكرية المتقدمة، وتشتمل على مدرج للطائرات يعد من أطول الممرات في العالم، واستعداد لاستقبال أكثر من 100 طائرة على الأرض، مما جعل بعض العسكريين يصنفونها أكبر مخزن استراتيجي للأسلحة الأمريكية في المنطق.
القاعدة الثانية هي قاعدة السيلية العسكرية التي  تقع قرب العاصمة الدوحة و تستخدمها القيادة المركزية الأمريكية كمقر لامداد وتهيئة المعدات العسكرية واللوجيستية اللازمة للاستخدام في العراق وأفغانستان. ومن الطريف حسب ورد في  تقرير للكونجرس الأمركي  أن قطر دفعت أكثر من مليار دولار لبناء قاعدة العديد الجوية جنوب غرب الدوحة فى التسعينيات خلال عهد الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، حيث لم يكن لدى قطر سلاح جوى فى تلك الفترة، وحصل مهندسو الجيش الأمريكى على أكثر من 100 مليون دولار فى عقود بناء المنشآت الجوية العسكرية لبناء أماكن للطائرات الأمريكية، ومرافق السكن والخدمات.. ولإنشاء القواعد الأمريكية فى قطر  قصة وجذور، فهى لم تنشأ من فراغ بل مثلت نقطة التقاء مصالح أمريكية - قطرية، لكن اللافت أن واشنطن لم تخطط لذلك، وأن الدوحة هى التى عرضت عليها إنشاء قواعد عسكرية مقابل حماية نظام الشيخ حمد بن خليفة - الأب .. وإذا علمنا ان عدد الجيش القطري 11000 فرد وهو اصغر جيش في العالم فمن المنطقي أن نعرف ونسلم بأن القواعد العسكرية الأمريكية ليست من قبيل التعاون بين بلدين ولكنها تعبر عن حالة زواج طوعي طلبته زوجة تدرك ضالة حالها من زوج يستطيع أن يحمي ويبيع ويشتري ويتحكم ويأمر ويطاع.. وعليه فإذا كنا نتهم قطر بأنها تدعم الارهاب وتموله فهل تسأل هي عن ذلك أم أمريكا التي حولت قطر لجزء من  القواعد

العسكرية الامريكية فى العديد والسيلية؟
الحقيقة ملتبسة بعض الشيء لأن امريكا توظف قطر احيانا لتنفذ لها سياسات يظهر أمام العالم انها من بنات أفكار أسرة آل ثان ويمكن الرجوع لوثائق ويكليكس 2009 التي نشرت أحداها مجلة «أتلانتيك» الأمريكية  وكانت عبارة عن وثيقة صادرة عن الخارجية الأمريكية فى ديسمبر 2009 وصفت قطر بأنها «أسوأ مشارك فى الشرق الأوسط فى جهود مكافحة الإرهاب».. ونقلت المجلة عن «توبى جونز»، أستاذ مساعد تاريخ الشرق الأوسط فى جامعة «روتجرز» الأمريكية، أن الحفاظ على المصالح الأمريكية فى قطر وضمان تدفق النفط والغاز أكثر أهمية عند حكومة الولايات المتحدة من رغبة دولة قطر فى التعامل بجدية مع موضوع الإرهاب.. وفي تقرير نشرته مؤخرا صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية صادر عن المؤسسة البحثية للدفاع عن الديمقراطية ومركز رصد التمويلات غير المشروعة ومقرها واشنطن يقول» إن قادة قطر يقومون بتمويل قادة الجماعات المتطرفة مثل جبهة النصرة وفرع تنظيم القاعدة فى سوريا، وتنظيم القاعدة فى شبة الجزيرة العربية، وحركة الشباب الصومالية، وحركة طالبان، وعسكر طيبي، وتنظيم القاعدة فى باكستان، مطالبا واشنطن بالنظر بجدية فى نقل قاعدتها العسكرية من قطر». 
والحقيقة شبه المؤكدة أن أمريكا توظف هذا الذقاق السياسي المسمي بقطر لتنفيذ الكثير من سياساتها في عالم تسوده الفوضي ويفتقر للمنطق وأتصور أن أمريكا تدرك أنه لا توجد دولة اسمها قطر.. فقط توجد مساحة صغيرة من الأرض على شاطيء الخليج العربي في جوفها مخزون هائل من الغاز والنفط، والموقع مهم لارهاب الجيران وجيران الجيران.. وأتصور أن أمريكا التي كانت تعتمد فقط على إسرائيل لاستمرار نفوذها الامبراطوري في نصف العالم على الأقل اضافت لإسرائيل جزيرة قطر ولذلك ليس غريبا ان حمد بن جاسم بن جبر ال ثان رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق ومهندس العقلية التآمرية في جزيرة الشيطنة  دائم الاسترخاء بفيلته في منتجع ناتانيا الإسرائيلي.. هذه هي مستعمرة قطر.. الجارية بالبيت الأبيض..
[email protected]