عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من الحويني للحسيني ..

الاختلاف مع تيار الإسلام السياسي حق مشروع تحول إلى واجب.. وأنا شخصيا مع موجبات هذا الحق.. والمطالبة بفصل الدين عن الدولة ضرورة تاريخية وسياسية وقد دعوت لذلك منذ عام 2004 في مؤلف صغير بعنوان «قبور وقصور».. كل ذلك لا يعني أن أتحول إلى «مفتي»

وداعية مضاد حين الاختلاف أو المجادلة مع أصحاب وأتباع التيار الديني بكل ألوان طيفهم لأن مهمة تفنيد أفكار هذا التيار من الناحية الفقهية والشرعية هي مهمة إما علماء دين أو باحثين كبار في علوم الشريعة والفقه.. ومناسبة الكلام أن منابر الاعلام تحولت إلى منابر دينية وفقهية دون أن يدري أصحابها بأنهم أخذوا إلى حيث لا يجب أن يكونوا .. الزميل يوسف الحسيني في برنامجه «السادة المحترمون»  ومعبرا عن غضبه حيال جرائم الدواعش – ونحن معه غاضبون – قال إن ابن تيمية من مشايخ الدم وان ابن حنبل لا يمثل مذهبا.. وقد أشارك الزميل يوسف الحسيني الرأي فيما ذهب اليه وإلى حد بعيد جدا ولكني سأعبر عن ذلك بعيدا عن الشاشة وإذا أردت أن أطرح رأيا كهذا على الملأ فإن من  يتصدى للقول يجب أن يكون عالما وباحثا لأننا لا نناقش أمر عقيدة سياسية وإنما الأمر يرتبط بمعتقد ديني استباحه كثيرون منذ أكثر من ألف عام سواء بدوافع ذاتية ممن استباحوا وأساءوا ارضاء وخدمة لسلطان جائر أو خليفة ماكر.. ويتذكر السيد يوسف الحسيني أنه قبل 30 يونيو 2013 كانت هناك قنوات دينية تطل من خلالها بعض الوجوه البليدة والكريهة التي ترسم للعامة خريطة دين يمجد العنف ويزين الكراهية، وباسم الدين والتدين تم شحن عقول الكثيرين بكروت الخرافة والدجل والانحراف.. وحسنا تم غلق هذه القنوات ومقاضاة بعض رموزها من المخرفين وبقايا الأزمان التعيسة.. والمهم في الأمر اليوم ألا نخلط في عملنا الإعلامي بين الديني والسياسي خاصة اننا من الداعين للفصل بين المجالين، وهذا ما يجعلني أدعو السيد يوسف الحسيني أن يبتعد عن مجال «تمليح أو تقبيح» مذاهب دينية أو شخصيات محسوبة على الفكر والفقه لأن المهمة هنا يجب أن تكون مهمة التيار المستنير في الأزهر الشريف، ومن الطبيعي أن عامة الناس ستكون مصداقية العالم بشئون الفقه والشريعة أكبر عندهم حين يتحدث عن البعد الإجرامي في فكر ابن تيمية وثقافة الجمود في فكر ابن حنبل عن حديث يوسف الحسيني الإعلامي الشاب المتحمس للفكر التنويري والتجديدي وهو ما يتحمس له كثيرون في مصر من بين المثقفين والكتاب وأهل الاستنارة من الباحثين.. تعالي

يا سيدي نجعل قضيتنا في نشر الفكر الجديد والدعوة لإصلاح اجتماعي حقيقي وندعو شيخ الأزهر الإمام الجليل دكتور أحمد الطيب أن يجند كتيبة من علماء وشباب باحثي الأزهر للانتشار في كل وسائل ونوافذ الإعلام والفكر والثقافة ليشرحوا للناس كيف أن الاسلام بخير كمعتقد وأن الشر صناعة البشر وليس نارا مقذوفة من السماء وستظل الأديان كلها حاملة لأرفع القيم الانسانية وأجملها مهما ارتكب البشر المنتمون الى هذه الاديان من جرائم.. ولعلنا جميعا نتذكر ونذكر كيف أن جرائم محاكم التفتيش وقساوسة الكنائس في أوروبا قبل عصر الاصلاح في حق مجتمعاتهم والعالم لم تشوه العقيدة المسيحية ولم تدفع أحدا لتجريد رسول السلام عيسي عليه السلام من غصن الزيتون ومن محبته الرقيقة للإنسانية .. أتمني ألا تأخذنا حماسة الخوف على الوطن وسلامته أمام مخاطر تحيط بنا وتعيش بيننا إلى مكارثية بغيضة تتجاوز الرغبة في الاقصاء السياسي إلى الانزلاق باتجاه حقول ألغام المذاهب الدينية والتي إن دخلناها بلا علم سنخرج منها بلا عقل وربما بلا روح .. وإذا كان الواحد منا يتذكر متأذيا أيام كانت تطل علينا وجوه مثل ابو اسحاق الحويني ووجدي غنيم وغيرهما – وكنا نقول أين الأزهر.. والآن أتمني ألا ينزلق اعلاميون محترمون مثل يوسف الحسيني وإبراهيم عيسى إلى نفس منطقة الحويني وغنيم مع اختلاف الخطاب والهوى.. والأفضل يا سادة أن يكون ملعبنا مختصاً بالفكر الانساني وبالشأن الثقافي التنويري ومن دون تعصب وحناجر ملتهبة قد يستشعر البعض من لهيبها أن لحظة الإشعال تبدأ من خارج الاستوديو اعدادا وإخراجا وهذا ما يضعف الوسيلة والرسالة والهدف.. وأتعشم أن يفهم ويستوعب من أتصور أنهم أهل فهم وحنكة..

[email protected]