من الحويني للحسيني ..
الاختلاف مع تيار الإسلام السياسي حق مشروع تحول إلى واجب.. وأنا شخصيا مع موجبات هذا الحق.. والمطالبة بفصل الدين عن الدولة ضرورة تاريخية وسياسية وقد دعوت لذلك منذ عام 2004 في مؤلف صغير بعنوان «قبور وقصور».. كل ذلك لا يعني أن أتحول إلى «مفتي»
وداعية مضاد حين الاختلاف أو المجادلة مع أصحاب وأتباع التيار الديني بكل ألوان طيفهم لأن مهمة تفنيد أفكار هذا التيار من الناحية الفقهية والشرعية هي مهمة إما علماء دين أو باحثين كبار في علوم الشريعة والفقه.. ومناسبة الكلام أن منابر الاعلام تحولت إلى منابر دينية وفقهية دون أن يدري أصحابها بأنهم أخذوا إلى حيث لا يجب أن يكونوا .. الزميل يوسف الحسيني في برنامجه «السادة المحترمون» ومعبرا عن غضبه حيال جرائم الدواعش – ونحن معه غاضبون – قال إن ابن تيمية من مشايخ الدم وان ابن حنبل لا يمثل مذهبا.. وقد أشارك الزميل يوسف الحسيني الرأي فيما ذهب اليه وإلى حد بعيد جدا ولكني سأعبر عن ذلك بعيدا عن الشاشة وإذا أردت أن أطرح رأيا كهذا على الملأ فإن من يتصدى للقول يجب أن يكون عالما وباحثا لأننا لا نناقش أمر عقيدة سياسية وإنما الأمر يرتبط بمعتقد ديني استباحه كثيرون منذ أكثر من ألف عام سواء بدوافع ذاتية ممن استباحوا وأساءوا ارضاء وخدمة لسلطان جائر أو خليفة ماكر.. ويتذكر السيد يوسف الحسيني أنه قبل 30 يونيو 2013 كانت هناك قنوات دينية تطل من خلالها بعض الوجوه البليدة والكريهة التي ترسم للعامة خريطة دين يمجد العنف ويزين الكراهية، وباسم الدين والتدين تم شحن عقول الكثيرين بكروت الخرافة والدجل والانحراف.. وحسنا تم غلق هذه القنوات ومقاضاة بعض رموزها من المخرفين وبقايا الأزمان التعيسة.. والمهم في الأمر اليوم ألا نخلط في عملنا الإعلامي بين الديني والسياسي خاصة اننا من الداعين للفصل بين المجالين، وهذا ما يجعلني أدعو السيد يوسف الحسيني أن يبتعد عن مجال «تمليح أو تقبيح» مذاهب دينية أو شخصيات محسوبة على الفكر والفقه لأن المهمة هنا يجب أن تكون مهمة التيار المستنير في الأزهر الشريف، ومن الطبيعي أن عامة الناس ستكون مصداقية العالم بشئون الفقه والشريعة أكبر عندهم حين يتحدث عن البعد الإجرامي في فكر ابن تيمية وثقافة الجمود في فكر ابن حنبل عن حديث يوسف الحسيني الإعلامي الشاب المتحمس للفكر التنويري والتجديدي وهو ما يتحمس له كثيرون في مصر من بين المثقفين والكتاب وأهل الاستنارة من الباحثين.. تعالي