رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

وداعًا.. عام البراءة

بعد أيام يطوى عام 2014 أوراقه مودعًا المصريين وكل أحلامهم فى دنيا جديدة ودولة جديدة مطروحة على رصيف الحياة تنتظر من يرأف بها ويمسح دموع الملايين من البسطاء الذين قد لاتعنيهم كثيرًا أحاديث الثورة والثوار وكل أملهم فى الحياة أن يستطيعوا العيش بحد أدنى من احتياجاتهم كبشر ..

ولأن الملايين قد ضاقت بهم سبل العيش الكريم وخنقتهم الأزمات وضنت عليهم الأيام ببصيص البهجة والأمل، فبالتأكيد هناك من هم مسئولون عن هوان حالهم هذا وتردى أوضاعهم بشكل غير محتمل، وقد كان المنتظر بعد حدوث الثورتين والمولد الذى اختلط فيه الأنقياء بالأشقياء وتلاشت بين خيماته المسافات بين الأبرار والأشرار أن ينزل سيف العدل فوق رقاب اللصوص والقوادين والمتاجرين بأقوات الناس ومشاعرهم وكرامتهم - وإذا بالسيف يضل الطريق ويهوى بسطوته فوق لحظة الانتظار والأمل ليشطرها فى قلوبنا وضمائرنا وبدلاً من أن نهلل لميزان العدل والحرية فإذا بنا نموت حسرة أمام جحافل أحكام البراءة التى أنصفت كل من اكتوينا بهم وبفسادهم وبجهلهم وكان آخر حبات عنقود البراءات تبرئة المدعو ممدوح إسماعيل صاحب عبارة الموت «الخراب 98» واسقاط عقوبة حبسه سبع سنوات بتهمة التسبب فى قتل 1033 مصريًا غرقًا فى عبارته التى بنيت من طين الفساد والرشوة والسرقة والفجر السياسى.. كيف يبرأ رجل كهذا تسبب فى قتل 1033 مواطنًا مصريًا وفى بلاد أخرى لو تسبب رجل فى قتل كلب أو حمار عمدًا أو اهمالا لحكم عليه بالسجن.. كيف يبرأ رجل كهذا وهناك وزير مواصلات يابانى استقال من منصبه بعد أن دهست عربة مترو بالخطأ مواطنا يابانيا.. إلى متى ستظل سجون مصر بها الآلاف من الغارمين المحبوسين لعجز الواحد منهم عن سداد قسط ثلاجة أو بوتاجاز قدره مائة جنيه فى بلد يلتهم فيه اللصوص آلاف الأفدنة بملاليم وبدلا من زراعتها يبنون عليها المنتجعات وملاعب الجولف التى تشفط مياه الشرب التى لا تصل لآلاف القرى ويتكسبون بالحرام المليارات دون عقاب.. كيف يبرأ رئيس ظل فى الحكم ثلاثين عاما هبط خلالها بمصر البلد والناس إلى الحضيض لمجرد خطأ فى إجراءات التقاضى ومحاكمته على مخالفات ممكن ان يرتكبها موظف بشهر عقارى وغض الطرف عن جرائم كانت

كفيلة لو حوكم جراءها أن يعدم ألف مرة..
وداعًا عام 2014 ولكن سيظل فى قلوبنا منك غصة ووجع لأنك ستظل تذكرنا بأنك كنت وستظل عام قهر النفوس وهزيمة الأحلام ومن دون أن تقولها صراحة كما نطق قاضى العدل فى قضايا البراءات فقد سمعنا حكمك القاسى بأن المذنب الأول فى هذا البلد والذى سيظل يسدد فاتورة جرائم لم يرتكبها هو هذا الشعب المسكين الذى ينام منذ أربعين عامًا محتضنا همومه ومآسيه ومستسلمًا لكوابيس الزمن التى قدرت له أن يعيش تحت سطوة وجبروت جماعات الفساد والمصالح وأن يظل غارقا فى غياهب التخلف تحت سطوة جماعات الفكر المسموم التى تتاجر بالأديان على قارعة الطريق.. وتكاد تكون مصر البلد الوحيد فى العالم الذى تغص شوارعه وحاراته وأزقته بباعة متجولين يبيعون الأوهام للناس ويوزعون عليهم خبز الدين وزيته وسمنه تعويضًا لهم عن فقر الواقع.. وداعًا عام 2014 ولن ننسى لك أنك كنت عام العنف والقتل والإرهاب وأن ليلك طال مفتوحًا أمام طيور الظلام ممن يقبضون ثمن القتل مقدما ويرفعون رايات الدين فوق جثث الأبرياء.. وداعا عام 2014 - يامن كشفت لنا أن المصريين محشورون تاريخيا بين قوتين.. قوة الحاكم وقوة الامام وبينهما يضيع الناس حيرة وفقرًا وجهلاً، وتتآكل هوية هذا البلد العريق فى التاريخ والعبقرى فى الجغرافيا - ولا حل إلا بطلاق بائن بين الطرفين - الحاكم والامام - إذا أردنا بحق أن نكون بلدًا جديدًا جديرًا بعصره..

[email protected]