رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عتاب للرئيس السيسي

كل نظام سياسى يعرف من رجاله وقد صدمنى كثيرا أن يلتقى السيد رئيس الجمهورية بعدد من الإعلاميين يوم السبت الماضى، وبعد أن تفحصت وجوه الحاضرين فإذا بقلة منهم لهم تاريخهم المهنى والوطنى المعتبر وكثرة لا قبل لها بالاعلام وأقل ما يوصفون به أنهم من بقايا الأزمان التعيسة والظروف البالية التى جعلتهم يطفون على السطح على حساب قامات كثيرة لم تستطع المزاحمة فى ساحات أغلقت بمفاتيح فاسدة على أصحابها.. والعتاب للرئيس السيسى مدفوع بمحبته وتقدير دوره التاريخى فى إنقاذ مصر من السقوط فى حفرة الهوس الدينى والمتاجرة بالأوطان، وهذا ما يجعلنى مستريح الضمير مطمئن النفس وأنا أعاتب

الرئيس على هذا المشهد الذى دفع إعلاميا مثل الاستاذ مجدى الجلاد أن يكتب ثانى يوم اللقاء الذى كان أحد حاضريه تحت عنوان  «أنا مكسوف» ومصدر خجله كما كتب (.. تحدث كثيرون بسذاجة سياسية واقتصادية، دفعت الحضور من الرئاسة إلى تبادل نظرات الدهشة والامتعاض.. وللحق، فقد كان الرئيس السيسى شديد التحمل والأدب، رغم ما بدا فى عينيه من استغراب إلى حد إحساس بعض الإعلاميين المحترفين بالحرج.. كانت بعض المداخلات والأسئلة أقرب إلى عقل ولغة العامة.. وبدت استنتاجات بعض الإعلاميين من كلام «السيسى» عكس ما أراد الرجل قوله.. وطوال اللقاء سيطرت «شهوة الكلام» والظهور على عدد ليس بقليل من الحضور.. وفى غمرة الجهل والسطحية.. كان صبر «السيسى» مدهشاً.. وكان جهل إعلاميين بارزين متصاعداً حتى آخر لحظة ).. سيادة الرئيس .. الدولة المصرية التى أنت على رأسها تحتاج لذراع إعلامية وطنية حقيقية وليس الذين كتب عنهم الاستاذ مجدى الجلاد هم جنود الكلمة الصادقة والثقافة الرفيعة ليحضروا مثل هذه اللقاءات ويعرف عموم المصريين أنهم كدابو زفة ولا دين لهم إلا مصالحهم ولا حياة لهم إلا على جثث الازمات والأزمنة الرديئة، وأنا وغيرى لدينا أمل كبير فى أن تتغير مصر ويشرق عليها زمن جديد نظيف بدأ فجره يوم 30 يونية 2014، فبالله عليك هل أمثال هؤلاء هم رجال هذا الزمن الذى ترجوه ونرجوه؟ وهل يليق بمقام الشخص واللحظة أن يتقدم الأقزام كتيبة إعلامية يفترض أن مهمتها قتالية وتاريخية لإنقاذ مصر.. أعتقد يا سيادة الرئيس أن حولك من الأجهزة والرجال من يعرفون جيدا من هم الإعلاميون الحقيقيون ومن هم المهرجون وبهاليل كل زمن، وحين تلتقى بالاعلاميين فليسوا هم من يتصدرون الشاشات ومسارح الكلام فقط ولكن هناك أساتذة وخبراء ومثقفين كان يمكن أن يضيفوا الكثير إلى هذا اللقاء لو نالوا شرف الدعوة التى وجهت

لأسماء يرسب أصحابها فى أى اختبار صغير للقبول بمحطة تليفزيونية أو إذاعية متواضعة.. سيادة الرئيس.. المرحلة حرجة ولا تحتمل المجاملة ولا الحرج وليس كل من يتحدث بالساعات كل ليلة على شاشة محطة يملكها أو يعمل بها أهلا لتحمل مسئولية تاريخية تجاه مصر التى تعشقها أنت ونعشقها نحن.. سيادة الرئيس..  أن يتصدر المشهد بعض المهرجين والدخلاء الذين قفزوا للمقدمة واستغلوا حالة السيولة والفوضى لتسويق أنفسهم لدى الحاكم والمحكوم فإن الأمر خطير وغير مريح لأن جمهورية عبد الفتاح السيسى أتصورها جمهورية الأمل والجهاد الأكبر من أجل إعادة بناء مصر بما يستحق هذا البلد من رجال ومواقف وهذا ما لم أره بين كثير ممن تحلقوا حولك فى اللقاء الأخير وأخذتهم كما قال الأستاذ مجدى الجلاد شهوة الكلام بجهل وسطحية.. سيدى الرئيس.. مصر كبيرة وأنت كبير فى عيون المصريين وأرجوك وجه من حولك أن يظل المشهد كبيرا لا يشوهه الصغار..
للتذكرة.. تحت عنوان: (والبلطجة الإعلامية خطر..) كتبت بتاريخ 26 يناير 2014 فى نفس المكان.. «إن من أصابهم سعار ثورى كاذب وعلى غير انتظار بعد سنوات من الخدمة فى بلاط مؤسسات فساد قبل 25 يناير 2011 يوقعون أشد الضرر برجل استثنائى وفارق فى التاريخ الحديث مثل عبد الفتاح السيسى ويتسببون فى تحول قطاع كبير من المتحمسين لدور محتمل للرجل من حالة الحماس الى حالة التردد وهذا ما أتمنى أن يتنبه له المشير السيسى لأن أمن المجتمع إن كان يهدده اللصوص والارهابيون والبلطجية فإن الأمن القومى من وجهة نظرى تهدده حالة البلطجة الإعلامية السائدة والسائلة لأنها تهدد العقل الجمعى لبلد كبير وتخلخل ثقافته وتفقد الناس الثقة فى كل شىء.

[email protected]