رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التحرش بالمرأة والتحرش بالدولة

أتمني من الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي بكي تأثرا بضحية حادث التحرش الإجرامي بميدان التحرير أن يتنبه وينبه حكومته أن التحرش بالمرأة

المصرية ما هو إلا هامش لنص أصلي كبير ومفتوح الاحتمالات للتحرش بالدولة المصرية وإجهاض أي أمل في الاصلاح والنمو.. وأمام الرئيس السيسي وإدارته الجديدة سواء في مؤسسة الرئاسة او في مجلس الوزراء مشكلات رغم جسامتها وخطورتها فهي ليست مستعصية على الحل والحسم ، فقط تحتاج لرؤية سياسية واضحة ومحددة الأهداف وصريحة في المواجهة.. المعركة الحقيقية والفاصلة مع مؤسسات الدولة المترهلة والتي يشوب الكثير منها الفساد الإداري والمالي مما أعتبره في الحالة المصرية الراهنة بعد انتخاب رئيس جديد للبلاد بمثابة تحرش الدولة بالدولة والتفاف حول قيادتها وتعطيل مباشر لأي ارادة سياسية صادقة.
وهذا النوع من التحرش أخطر ربما من سرطان الإخوان وغول الإرهاب.. لنأخذ نموذج بسيط وحديث لهذا الفساد والترهل والتنطع في مؤسسات الدولة والمتمثل في رفض عدد من المستشفيات استقبال فتاة التحرير ضحية حادث التحرش المخزي والاجرامي.. الفتاه منقولة بعربة اسعاف تابعة لوزارة الصحة.. مهما كانت العلل والتبريرات فإن الحدث جملة وتفصيلا يشير الى مدى الفساد الخبيث  المتفشي في شرايين الدولة.. ومن الصحة للمحليات سنجد مخالفات بشعة في أكبر الأحياء بالقاهرة تشير الى فساد ادارات هذه الأحياء وتواطئها أمام جرائم مثل مخالفات البناء والاعتداء على نهر الطريق والمحلات غير المرخصة والسماح لمعارض السيارات المنتشرة مثل انتشار الفقر في مصر والتي تحتل سياراتها معظم الشوارع الرئيسية بالقاهرة والجيزة.
الفساد في الكثير من مؤسسات التعليم والبلطجة التعليمية التي يمارسها بعض معاتيه التيار الإسلامي بفرضهم  مناهج ومفاهيم غير مقررة على الطلاب ولكنها من داخل زرائب أفكارهم - خاصة في المرحلتين الابتدائية والاعدادية ، هذا الفساد يا سيادة الرئيس السيسي يمثل الخميرة التي تربي وتضخم الأفكار البالية للمتأسلمين وتعمق حقيقة التطرف والشقاق في المجتمع المصري.. العناوين الكبيرة لمشكلات مصر مثل الدين العام والبطالة والأمن والارهاب - كلها نتائج مترتبة على تراجع دور الدولة وضعف مؤسساتها وانعدام اي سياسة مستقبلية وتخلف التخطيط العلمي وانعدام الشفافية وعدم المساواة بين الناس وانهيار مؤسسات الثقافة المصرية وتراجع معيار المواطنة كحد فاصل بين المواطن الصالح والطالح أمام شركات توظيف الأديان التي تبيع صكوك الايمان والتكفير وتخدع الناس بالاستثمار في بورصات التدين الكاذب من أجل كسب الآخرة حتى لو كان الوصول اليها بالمرسيدس والهمر..
الدولة المصرية يا سيادة الرئيس تحتاج لوضوح شديد في تشخيص وفهم حقيقة الداء

وان تكون الجراحة الناجزة هي الاسلوب الأمثل للعلاج وليس التسكين الذي يعطي الارهابي واللص فرصة لالتقاط الانفاس ثم العودة بشكل أشرس.. الجنرال بينوشيه عام 1971 تعامل مع انهيار الأوضاع في تشيلي بقسوة ولكن التشيليين يرون انه وضع قواعد وأساسات تشيلي القوية.. عام 1881 وضع الجنرال كنعان افريم حدا للفوضي في تركيا ومكنها من الوقوف على ارضية مستقرة الى أن تسلمها الاقتصادي تورجوت اوزال.. مهاتير محمد الطبيب الماليزي تمكن من زيادة دخل الفرد في بلده من ١٠٠ دولار سنوياً في 1981( نفس عام تولي مبارك)  عندما تسلم الحكم إلى 16 ألف دولار سنوياً.. وأن يصل الاحتياطي النقدي من ٣ مليارات إلى ٩٨ ملياراً ولم يقل للماليزيين شاكيا ان بلدكم بها 18 ديانة وما يقرب من 10 عرقيات ولم يمن على شعبه يوما بأن عددهم يوم تولي الحكم كان 14 مليون وعندما ترك السلطة عام 2003 وصل الى 28 مليونا.
بإمكانك يا سيادة الرئيس ان تدخل التاريخ من أوسع وأعظم أبوابه وأن تنقل مصر من قائمة الدول الفقيرة الى سجل الدول القديرة والغنية اذا حددت الهدف وصوبت اليه افكارك وخططك بقوة بلا قسوة وبلين بلا ضعف.. أنت تسلمت بلدا أجهدته الفوضي والاضطرابات والأحلام المؤجلة منذ نصف قرن ودمرته جماعات حقنت ثقافة وهوية هذا البلد بفيروسات التخلف والجهل وحماقة الأفكار.. ومن الموضوعية ان تعتمد مبدأ الغاية الفاضلة يجب الوصول اليها بوسائل فاصلة وحاسمة، وأعتقد أن الرئيس السيسي من موقعه الحالي والسابق والأسبق يعلم الكثير من المخاطر التي تساعد على تحديد الهدف ولحظة وحجم التحرك في الاتجاه الصحيح.. تقدم فهذا قدرك الثاني.

[email protected]