رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تجار النور

السياسة تعرف كل أنواع الرقص.. وأخطر حالات هز الوسط السياسي أن تقدم  جماعة أو حزب يتلفعان بالدين وصلات الرقص السياسي حسب الطلب والظروف، فإذا كان الجمهور ليبرالياً تحول الرقص لحلقة ذكر ودفاع عن الهوية والشرعية  وحشد الناس للتصويت ضد الدستور غير الإسلامي.. أما اذا كان المسرح مغلقاً على أهله من عبدة الوهم والخرافة فحدث ولا حرج عن وصلات الكذب والتدليس والرقص بفجور فوق جثث الأوطان وكل العقود مشروعة من بيع الذمم وتأجير الضمائر وبوتيكات الهوى على الطرقات إلى فتح مزادات الفتوى من إرضاع الكبير وحرمة ختان البنات إلى إمامة مرسي للأنبياء وزواج القاصرات.

السلفيون لم ينالوا شرف المشاركة في ثورة 25 يناير تحسباً من فشلها وحفاظاً على شعرة معاوية مع نظام مبارك، ثم جاءت الفرصة لحزب النور (راعي  السلفية وتلميذ الوهابية وحليف الإخوانجية) لتنظيف ضميره وضبط إيقاع خطواته المضطربة فوق المسرح وذلك يوم 30 يونية وضاعت الفرصة ولم تحظ فرقة النور السلفية بشرف المشاركة في أعظم كرنفال ثورى عرفه العالم المعاصر وبقى مكانه متحسباً أن تفشل الثورة فيحتفظ بحليفه الإخواني الذي يجيد معه أداء رقصة «بيع مصر وصلي العصر».
ولو نجحت الثورة فلا مانع من الاقتراب من العازف الجديد بوجهين.. وجه بعيد عن الضوء يطلب نصيبه من السكوت ووجه ملون بمساحيق دينية يظهر على الناس ويخطب فيهم: «أيها القوم إن الدين في خطر وهاهم العلمانيون يوشكون أن يخرجوا مصر من ملة الإسلام بدستور ستلغي منه المادة 219 وفي سبيلها تهون الروح دفاعاً عن الإسلام ونحن لها».. والغريب أن أحداً من المتنطعين الدجالين لم يسأل نفسه أين كانت المادة «الشؤم» شديدة التخلف والانغلاق منذ ألف وأربعمائة سنة حتى أطل على مصر رهبان الإسلام من إخوان الشر وظلاميي النور.
وقد حان الوقت أن نقول صراحة لماذا نصمت رسمياً وشعبياً على حقيقة أن مسلسل الإرهاب الدموي الأسود في مصر وراءه قتلة ومجرمون من مختلف تيارات ما يسمي بالإسلام السياسي وفي مقدمتهم الإخوان والسلفيون وحزب النور الممثل في لجنة الخمسين ليس بعيداً بقواعده عن الإرهاب الأسود المنتشر في مصر، والذي سيندحر على الأكثر بنهاية عام 2013 وسوف يدفن معه هذا الملف الكريه  لجماعات متخلفة أطلت علينا بكل ما تملكه من قبح في أعقاب ثورة 25 يناير.. خرجت من الجحور للقصور

خاصة خلال حقبة مرسي بكل ما حملته معها من عواصف أتربة التخلف وغبار التآمر على مصر وعلى كل مكتسباتها الحضارية.
ومن يدرس عقلية ونفسية الإخوان والسلفيين سيدرك أن السواد الأعظم منهم أسير مجموعة من الشهوات.. شهوة المال.. شهوة السلطة.. شهوة الجنس.. شهوة الكذب.. شهوة كراهية الأغيار.. وأي كائن يكون أسيراً لشهوات كتلك يصاب بالجنون إذا فقدها ويكون رد فعله في الغالب بنفس درجة قوة وعنف الشهوة التي سكنته ولذلك فتاريخ الجماعات السلفية المتطرفه عبارة عن سلسلة من العنف تفكيراً وتكفيراً وقتلاً وتدميراً.
وقد وصفهم ابن خلدون بأعداء العمران، وتتساوى كل ألوانهم الظلامية عند فقد الشهوة، ولذلك وجدنا عصام العريان القيادي الإخواني في خندق واحد مع عاصم عبدالماجد القيادي السلفي والأرضية المشتركة بينهما التحريض على العنف والكراهية واحتقار معنى الدولة.. وما أثق به أن معظم قيادات حزب النور والجماعة الإسلامية والكثيرين من أطياف تيارات الإسلام السياسي إن لم يكونوا على نفس الدرجة من العداء للمجتمع الحديث ولمبادئ الدولة المدنية فإنهم بلا استثناء مؤهلون للتحول الطبيعي باتجاه تبني قيم العنف والكراهية لكل ما له صلة بالحضارة الإنسانية والعصر الحديث والدولة الحديثة لأنه ليس من المعقول أبداً أن أرسم لوحة للجمال بسيف مسنون بأفكار حادة عفا عليها الزمن.. وعليه فإن ما تحتاجه الدولة المصرية الآن يتلخص في حكمة الجسارة وليس جسارة الحكمة بمعنى أننا بحاجة ماسة لأن نتعامل مع أعداء الحياة بجسارة تستحقها الحياة وتستحقها مصر التي نحبها ونعشقها وليست مصر التي يريدها المتسكعون على أرصفة الأديان.


[email protected]