رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هانم ماسبيرو

الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام حالة خاصة يجب النظر إليها بموضوعية – فهى أول سيدة تشغل هذا المنصب فى تاريخ هذه الوزارة – وهى أيضا أول وزير للإعلام يأتى من داخل ماسبيرو، وحسب المعلن من قبل الإدارة السياسية للبلاد الآن فستكون درية شرف الدين آخر وزيرة للإعلام بعد أن تلغى هذه الوزارة بنهاية المرحلة الانتقالية.. ولا أعرف تحديدا ما هو خطاب التكليف الذى قبلت على أساسه منصبها وما المهمات المحددة التى عليها إنجازها خلال وقت قصير قد لا يتجاوز نصف العام.

وفى كل الأحوال أقول لسيدة ماسبيرو الأولى أو لهانم ماسبيرو التى أعتقد أن مكونها الاجتماعى والعلمى والإعلامى والثقافى يجعلها أقرب لهوانم الزمن الجميل اللاتى كن يجمعن بين أناقة المرأة وثقافتها العالية ونوع من الشموخ المستحق.. أقول للدكتورة درية التى عملت قريبا منها لفترة قصيرة بقطاع الأخبار إن مصيبة ماسبيرو منذ ثلاثين عاما ويزيد أنه من المفترض فى الإعلام أن تكون معايير اختيار قياداته تحكمها الكفاءة المهنية العالية والمهارات الإبداعية الخاصة وليس الأقدميات الوظيفية التى فرخت لاتحاد الإذاعة والتليفزيون قيادات فى معظمها فاشلة ومحدودة الإمكانيات وربما معظم هذه القيادات خلال ثلاثين سنة مضت لم تترك بصمة واحدة –اللهم- بصماتهم على صفحات الفساد والجهل وانعدام الكفاءة.
والمصيبة الثانية أن حنفية التعيينات لكل ذى محسوبية وواسطة لم تغلق أبدا وظلت لثلاثة عقود مفتوحة بلا أى ضوابط إلا الخضوع لمنطق الفساد والمفسدين ومن بين ممن التحقوا بالعمل الإعلامى من أرباب المحسوبيات والفساد قيادات تربعت على قمة القنوات والقطاعات ولايزال بعضها يستعد لنيل نصيبه من تلك التورتة الفاسدة.. المصيبة الثالثة يا معالى الوزيرة تكمن فى تخلف كثير من القيادات التى تعاقبت ولا تزال على المواقع القيادية باتحاد الإذاعة والتليفزيون عن كثير من المستجدات التى طرأت على قواعد العمل الإعلامى فى السنوات الأخيرة والتى جعلت مفهوم الخبرة مرتبطاً بنوع المهارات المكتسبة وليس برصيد الشخص من سنوات عمره وأصبحنا نعرف رؤساء شبكات تليفزيونية

وإذاعية ضخمة لم يتجاوزوا الأربعين عاما فى الوقت الذى يدمى القلب أن هناك قيادات عليا مثلا فى قطاع الأخبار ليس باستطاعة كثير منهم صياغة خبر أو كتابة تقرير إخبارى.
وليس من منطلق النصيحة التى لم تطلبها وزيرة الإعلام دكتورة درية شرف الدين ولكن من بواعث الأمل فى مستقبل أفضل أرى أن تهتم معالى الوزيرة بتأسيس قواعد جديدة للعمل والترقى يبنى عليها فى المستقبل وأن تتخذ قرارات جريئة بوقف أى تعيينات جديدة لمدة خمس سنوات يمكن مدها فيما بعد وأن يتم اختيار القيادات العليا خاصة رؤساء القطاعات والقنوات ورؤساء الإدارات المركزية وفق أعلى معايير الكفاءة والمهنية والثقافة العامة وليس التراتب الوظيفى الممل ولا المسابقات التى يتم اختيار المرشحين قبل إجرائها فى الغرف المغلقة.
ومن الأمور المهمة يا سيدتى أن تعظيم موارد اتحاد الإذاعة والتليفزيون ليس بالأمر المستحيل ومن الممكن جداً أن يتحقق ذلك شريطة أن يكون هناك تكامل تام بين جهات الإنتاج والإعلان والتسويق وأن يكون القائمون على هذه المحاور الثلاثة أكفاء ومهرة ومتخصصين إلى أبعد مدى وليس فاسدين سابقين أو رجال أمن سابقين.. وأخيرا يا سيدتى تعلمين أن الغباء يحدث عندما يكرر المرء الخطأ نفسه مرتين ويتوقع نتيجة مختلفة فى المرة الثانية، وأعتقد أن الدكتورة درية شرف الدين أذكى من أن تسمح بذلك.


[email protected]