رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فتحك يا عبدالفتاح

لو استمر الإخوان في الحكم عاماً آخر – لا قدر الله – لقام الرئيس المعزول محمد مرسي بعزل قادة الجيش وعلى رأسهم الفريق السيسي واعتقل معظم معارضيه من السياسيين والإعلاميين وشكل حكومة جديدة من أغلبية إخوانية وأقلية سلفية أصولية وأجرى أكبر حركة تغيير وتبديل لسفرائنا في الخارج في مسعى لأخونة الخطاب السياسي بعد أن يكون قد انتهى من أخونة الخطابين الديني والإعلامي بالسيطرة على الإعلام والأزهر.

أما أكبر الكوارث فكانت حلم الإخوان بالسيطرة التامة على الأجهزة الأمنية والمعلوماتية من أمن وطني ومخابرات حربية ومخابرات عامة وبذلك يستريح بديع والشاطر على قمة هرم الخراب بأن مصر محمد على وعبدالناصر ونجيب محفوظ وأم كلثوم قد ماتت ولن تقوم لها قائمة وهاهي مصر محمد بن عبدالوهاب ومحمد بديع ومحمد مرسي.. فليفخر بها الإخوان وأتباعهم أما شعب مصر غير الإخواني فهم جميعا مسلمين ومسيحيين أهل ذمة قبلوا العيش الذليل تحت مظلة دولة الجماعة والعشيرة كان بها وإن لم يطب لهم العيش فـ «طظ» فيهم وفي مصرهم التي يحلمون بها كما قال عاكف الشر قبل ذلك.
الأرض بتتكلم مصري ولا ترتاح.. واصل كالسيل المجتاح.. فتحك يا عبدالفتاح، غنيت كلام فؤاد حداد يوم 3 يوليو 2013 عندما خرج المصري الأصيل والجميل والذكي والشجاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي ليبشر الأمة التي خرجت بملايينها يوم الثلاثين من يونية صارخة بالتغيير وبإسقاط نظام البؤس والإرهاب والخراب والتقسيم والخيانة وقال الرجل كلمته متحملا المسئولية أمام الله والعالم والتاريخ أن مصر ستظل وطنا لكل المصريين ولتسقط اي جماعة او عشيرة أو قبيلة تريد أن تحكم وتتحكم في بلد علم الدنيا كيف تنشأ الدول وكيف يكون الحكم.
لقد وهبنا الله العقل والوعي وبأيدينا نعلى من النعم وبأيدينا يتعطل العقل ويغيب الوعي وقد أبي الشعب المصري وفي مقدمته ابن بار من أبنائه هو عبدالفتاح السيسي أن يتعطل عقلنا أو يموت وعينا وفتح الله علينا وعلى عبدالفتاح السيسي وسقط حكم الطغيان والغباوة والبلادة والإرهاب والخيانة والتنطع الديني والتجارة الفاسدة بكلمات السماء الطاهرة.. في ألمانيا وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية وهزيمة هتلر تم حل الحزب النازي وتم حظر تأسيس أي أحزاب تقترب من أي مفهوم عرقي أو عقائدي أو عنصري لأن النازية بدت للألمان والعالم حركة عنصرية متطرفة ومدمرة لقيم الانسانية المعاصرة ولمكتسبات الحضارة الحديثة، وفي مصر وبعد سقوط الإخوان كجماعة وانكشاف الإخوان كتنظيم عالمي مدمر وعدو حقيقي لأبسط القيم والمبادئ الانسانية يجب حل جماعة الاخوان المسلمين وحظر أي نشاط لها لأنها تاريخياً جماعة عدوة لفكرة الدولة الوطنية وتنفر من الثقافة والفنون وكل ألوان الإبداع اللهم إلا إذا كان الإبداع إبداعاً في الكذب والقتل وتمزيق الأوطان وتفريق العباد.
جماعة الإخوان تأسست عام 1928 عقب انهيار دولة الخلافة الإسلامية في محاولة لإحياء الفكرة التي ظلت مريضة ومتخلفة وجاهلية الرؤي من مطلع القرن السادس عشر على يد العثمانيين وحتى 3 مارس 1924 تاريخ إعلان سقوط الخلافة الإسلامية على يد زعيم جمعية الاتحاد والترقي كمال اتاتورك وإعلان دولة

علمانية تركية.. وعلى ما يبدو أن متعوس تركيا أردوغان قد تألم لسقوط خائب الرجى مرسي مصر ليس حزنا عليه ولا تقديرا لدور عظيم كان سيحمله على كاهله، ولكن غضب أردوغان الحقيقي أنه لن يجد حاكما لمصر في ضعف الرئيس المعزول الذي كان سيحقق لتركيا خروقات استراتيجية هائلة ودوراً إقليمياً متعاظماً فوق جثة مصر الهامدة الممزقة.. أما أمريكا بلد الحريات والفنون فإن موقفها من ثورة ملايين المصريين على التخلف والجهل والطغيان موقف يدعو أبسط الناس للسخرية من الغباء الأمريكي ومن الدجل السياسي أو الدعارة السياسية الأمريكية لأن البيت الأبيض والـ «سي آي إيه» والـ «إف بي آي» يعرفون جيدا من هم الإخوان وتحالفا من قبل في أفغانستان والصومال وفي سوريا وحتى في الشيشان وتعرف أمريكا جيداً أن جماعة الإخوان هي الأم الشرعية لكل جماعات وتيارات العنف والإرهاب باسم الدين في العالم وأن بن لادن والظواهري وغيرهما تخرجوا من أكاديميات الإخوان الإرهابية المتخلفة وأن من قتلوا السادات 1981 من خريجي حضانات الإرهاب الإخوانية وأن من دمروا برجي التجارة 11 سبتمبر 2001 وقتلوا آلاف الأمريكيين من تلاميذ الإخوان.. ومع ذلك يكذب أوباما وتتبجح باترسون في مشهد «مقرف» أقرب مايكون لـ «التخنث السياسي».
مشهد مسيء لأمريكا كبلد كبير وعظيم ومهين للشعب الأمريكي المخلص لقيم الحرية والديمقراطية.. وبعيداً عن كل ذلك ستعبر مصر محنة العام الإخواني الأسود وقد بدأت مسيرة الخروج لنور العصر والفكر والآداب والفنون والروح المصرية العبقرية.. علينا جميعاً أن نعتذر لرواد التنوير – الطهطاوي ومحمد عبده ولطفي السيد وطه حسين والعقاد وعبدالرحمن بدوى ونجيب محفوظ ومحمد عبدالوهاب - ومبدعين كثر جداً نقول لهم عذرا غفونا لحظة فسرق الإخوان وطناً عزيزاً وثرنا لحظة فالتقط الشعلة مبدع مصري برتبة فريق أول تأكد لنا من سلوكه أن الوطنية إبداع وعشق التراب إبداع وحب البشر إبداع وجرأة القرار إبداع والحب لما يدق باب الأمل ويشق ظلمة الليل بضي القلوب ويزق.. يبقي إحنا في مصر وفتحك يا عبدالفتاح ياسيسي.
[email protected]