رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الغرياني ومنال .. والثورة المضادة في «التأسيسية»

مع كل الاحترام والتقدير للمستشار حسام الغرياني رئيس الجمعية التأسيسية للدستور – رئيس مجلس القضاء الأعلى السابق ، فإن رد فعله العصبي والمتعصب على ما ورد  بخطاب استقالة الناشطة الدكتورة منال الطيبي من عضويتها بالجمعية لم يكن ابدا رد الفعل الذي يليق بشخصية وقورة كالمستشار الغرياني وهو أحد أبرز رموز تيار استقلال القضاء واول من نظم وقفة مناصرة لزميليه المستشارين هشام البسطويسي واحمد مكي عندما احالتهما للصلاحية في أعقاب الانتخابات البرلمانية عام 2005 وصاحب الحكم التاريخي ببطلان نتائج الانتخابات بدائرة الزيتون عام 2003 والتي كان الفائز فيها هو الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق..

هذه السيرة العطرة للمستشار الغرياني لا تعفيه من اللوم والمعاتبة والنقد على الطريقة التي تصرف بها حيال استقالة الناشطة منال الطيبي وهي «بنت» نوبية معجونة بكل بهارات الشخصية المصرية النبيلة والغيورة.. لقد مارس المستشار الغرياني نوعا من الاقصاء والتجاهل المقيت لحق منال الطيبي في أن تشرح أسباب استقالتها ونسي المستشار الغرياني او تناسي أو تجاهل أن من حق اعضاء الجمعية التأسيسية ومن حق الرأي العام ان يطلع الجميع على نص واسباب استقالة الطيبي ولكن مافعله الغرياني جاء صادما حين قال على الملأ أمام أعضاء الجمعية « لقد وصله خطاب الاستقالة من الناشطة منال الطيبي ولكنه لن يقرأه على أعضاء الجمعية لأنه رسالة طويلة ومليئة بالسخافات ولن يقرأها لأن بها ما لا يليق..
ومن المؤسف أن يكون هذا هو كلام الرجل الذي يرأس الجمعية التأسيسية تجاه عضوة مستقيلة مهما كانت الاسباب التي ضمنتها استقالتها .. وللناشطة منال الطيبي كل الحق والحرية في التعبير عن رأيها بأن تجربة مشاركتها بالجمعية التأسيسية أكدت لها أن تيارا معينا يهيمن على أعمالها ويدفع نحو دستور دولة دينية وان الأمور ستنتهي بغلبة فكر الثورة المضادة وترسيخ ركائز نظام قامت الثورة لاسقاطه وانها بالتجربة ترى أننا مقبلون على وضع دستور أسوأ من كل الدساتير المصرية السابقة، من خلال جمعية تأسيسية قامت فى تشكيلها على المغالبة العسكرية بقوة السلطة «آنذاك»، والإخوانية بالأغلبية البرلمانية للإخوان والسلفيين والوهابيين .
والسؤال الضروري للمستشار الغرياني .. ما الذي أزعجك وأغضبك فيما ورد بخطاب استقالة منال الطيبي وماهو غير اللائق فيما قالته؟ وان كان من وجهة نظرك أن بعض ماجاء باستقالتها غير لائق فلماذا تصادر حقي وحق غيرى في أن نطلع على مبررات استقالتها وقد نتفق معها في كثير مما قالت أو نختلف؟
ليست تلك هي القضية ولكن المخيف والمزعج وغير اللائق أن يكون هذا هو فهمك للشفافية وحرية تداول المعلومات والحق في المعرفة باعتباره حقا أصيلا من حقوق الانسان التي يجب أن يتضمنها الدستور.. أم أن ماجعلك تغضب وتتوتر بهذا الشكل أن منال الطيبي وصفت موقفها من الانتخابات الرئاسية التي قاطعتها بأنها وجدت نفسها بين كابوسين حقيقيين لرئاسة الجمهورية: رئيس لدولة استبدادية فاسدة للعسكر والمخابرات «أحمد شفيق» أو رئيس يضع أسس دولة دينية استبدادية فاسدة لما يسمى بالإسلام السياسى «محمد مرسى» والتى انتهت بفوز الأخير .. لتقل منال مايتراءي لها سيادة المستشار

ولتصف من يحكم أو من خرج من السباق بما تشاء، فالأمر من المفترض أنه لايعني رئيس الجمعية التأسيسية وله فقط أن يتيح للجميع داخل الجمعية وخارجها حق معرفة كل ملابسات استقالة الطيبي التي كانت عضواً ناشطاً بالجمعية التاسيسية لصياغة دستور مصر وليست عضواً في جمعية زراعية  .. وأذكر المستشار الغرياني إن كان قد نسي أو تناسي ماورد بكلمته يوم اختياره بالتزكية رئيسا للجمعية التأسيسية  «لقد جئت إليكم مجردا من كل انتماء إلا انتمائي لهذا الوطن وهذه اللجنة ولست هنا ممثلا للقضاء، فما هي إلا ايام معدودات وأترك منصبي في القضاء ولم أنتم يوما لحزب أو طائفة أو ناد فأرجوكم أن يخلع كل منكم انتماءه إلا لهذا الوطن وكفانا ما حدث منذ 25 يناير 2011 وحتى الأمس».
وقال الغرياني «هذه الثورة تعطلت كثيرا بأيدينا .. قام بها شباب واعد يريد أن يرى لبلده مستقبلا زاهرا مزدهرا فإذا بالشيوخ يصطرعون بينهم بالكلام العنتري وقد يكون منكم من ساهم في ألا تبلغ الثورة غايتها بأسرع ما يكون» وليسمح لي المستشار الغرياني بسؤاله – لقد استاءت منال الطيبي من تحزب أغلب اعضاء الجمعية التأسيسية وغلبة انتماءاتهم وولاءاتهم لجماعة أو حزب على وطنيتهم النقية .. فهل في ذلك عيب وانت الأعلم بأن ما قالته جزء من الحقيقة والفاجعة في الحقيقة الكاملة أن ابرز الفقهاء الدستوريين خارج الجمعية وعشرات الدراويش داخلها .. وهل أخطأت منال الطيبي عندما ابدت مخاوفها من أن دستوراً يعبر عن ثورة مضادة قد يكون هو المولود القادم وانت قلت وحذرت في كلمتك  من الانقلاب على الثورة وقلت بالحرف مخاطبا أعضاء الجمعية  « قد يكون منكم من ساهم في ألا تبلغ الثورة غايتها بأسرع ما يكون».. سيادة المستشار أنت أعلم الناس بأن هذه الجمعية لاترقى بتكوينها لمستوى ثورة يناير ولا ترقي بتمثيلها لقيمة دستور يوضع لمصر الجديدة وأعتقد أنكم مندفعون بهوى غير مريح لاستكمال مواد دستور ليس لمصر وعليك أن تصارحنا .. لمن هذا الدستور أم أن سؤالي غير لائق؟
[email protected]