رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الطاعون يضرب مصر ..

تاريخيا .. المجتمعات البشرية اما أن تكون حاضنة في مجملها لقيم العلم والتسامح وبذلك تكون مؤهلة للتقدم والنمو أو تكون حاضنة للكراهية والتعصب وأنساق التخلف وبذلك تكون مدفوعة بقوة ذاتية مدمرة نحو تدمير نفسها ..

واذا كانت مصر الحديثة قد بنت نفسها خلال مئتي عام ويزيد ابتداء من قدوم الحملة الفرنسية 1798 وحتى 28 سبتمبر 1970 تاريخ وفاة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر من خلال استحداث ثقافة مغايرة انفتحت على العالم الآخر الذي قطع أشواطا كبيرة من التقدم العلمي والفكري والاجتماعي ، وتغير وجه مصر من مجتمع مريض تسيطر عليه أنساق الجهل والتخلف من بدايات القرن الرابع  عشر الميلادي  ويزداد الجهل والتدهور على يد الاتراك العثمانيين ابتداء من عام 1516 وحتى نزول بونابرت الى شواطي مصر ( 1798 ) – هذه المقدمة ضرورية لنعرف أن الجهل والعصبية والتخلف اذا استبدوا بأمة لخمسة قرون فإن انقاذ هذه الامة واعادتها للسير فوق قضبان التقدم يحتاج ربما لأكثر من خمسة قرون لكي تستعيد توازنها النفسي والثقافي وتجد نفسها قادرة على التفكير العلمي المنظم .. لقد كشفت ثورة 25 يناير 2011 عن أجمل مافي مصر من شباب ومن ثقافة جديدة ومن ارادة للتغيير عصفت باكثر النظم السياسية استبدادية في العالم ولكن سرعان ماتراجع الثوار واخلوا مواقعهم المتقدمة ليحتلها أعداء الحرية والانسانية وابسط قيم التسامح وباسم الدين والتدين يتسابقون لنشر سمومهم في عقل المجتمع المصري ويهددون فعليا سلامة هذا المجتمع وشخصيته الحضارية .. مصر ليست مهددة من انتشارمرض كالسرطان أو فيروس سي الكبدي لأن العلم كفيل بالبحث عن حلول علمية لمواجهة مخاطر هذه الأمراض ومايصيب الجسد بشكل عام لايعجز العقل – أما العقل اذا اتلفه  الجهل وحرقته العصبية فإن الجسد يصبح قوة شريرة مدفوعة للأذي والتدمير بلا كوابح من فكر أو علم .. هذا هو حال المتلفعين اليوم بالدين في مصر والذين باسم العقيدة الخالصة ومالايخالف شرع الله يدمرون كل جميل ومستقر في حياتنا من اسباب الاستنارة والتسامح وتراكمات الحضارة الانسانية واعتقد أن هؤلاء المخربين أخطر ألف مرة على مصر من السرطان والايدز والفيروس سي لأنهم يسعون بجهل وتضليل لتدمير مصر وتفكيك بنيانها الحضاري والانساني لصالح أفكار سوداء وجهالات قادمة من صحاري التخلف التي لم يعرف أهلها على مدى تاريخهم الا قسوة القلوب وجفاء العقول وغلظة الطبائع وثقافة الهدم

والتدمير والغدر .. ماذا نقول لرجل أبله ذات فكر اجرامي يقول بأن توصيل القساوسة للكنائس بسيارة سائق مسلم حرام – وموتور وجاهل آخر يقول بأن المشاركة في جنازة اللواء عمر سليمان حرام وثالث الأفاعي التي تنفث سمومها بعقل الوطن يقول المخابرات ملك للوطن.. ومن قادوا الحرب على الإسلام يختفون ، ويقر هذا الممتليء بالأحقاد وتلال الكراهية بينه وبين نفسه بأن عمر سليمان كان ممن قادوا الحرب على الاسلام ولم يقل لنا ماهي الحرب المقدسة التي تتبناها جماعات الاسلام السياسي من اخوان وسلفيين منذ عشرات السنين .. هل هي التحالف مع الامريكيين لقتل المسلمين في افغانستان تحت مسمي الحرب على الشيوعيه .. هل الحرب المقدسة عند قبيلة الجهل والتخلف تتمثل في قتل رجل مثل انور السادات قاد حربا تاريخية ضد اسرائيل .. هل الحرب المقدسة ليست إلا قتل شاب كلية الهندسة بالسويس وهدم الكنائس وتفجيرها .. هل الحرب المقدسة ليست إلا قتل المئات من اخواننا ضباط وجنود الأمن على يد تنظيمات تسمي نفسها بالجهادية .. هل الحرب المقدسة في غش الناس وخداعهم والكذب عليهم وتضليهم من فوق منابر المساجد والزوايا الضيقة لدفعهم للتصويت لهذا ضد ذاك
باسم الدين والفوز بالجنة والنجاة من النار .. النار الحقيقية هي التي تحترق بها مصر على يد جماعات الكراهية والجهل والتخلف .. أفيقوا أيها المصريون .. الحرب المقدسة الحقيقة هي
التي يجب أن نعلى راياتها ضد الجهل والعصبية وجيوش الظلام القادمة من مجاهل التاريخ الفاشل والتي تسعى ببربرية لاطفاء أنوار مصر والعودة بها لعصور القبح والبغاء ..
[email protected]