عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كذب الاخوان ولو صدقوا ..

جماعة الاخوان المسلمين مارست الكذب المباشر والمتعمد وخدعت مع سبق الاصرار ملايين الناخبين الذين منحوا أعضاء "الحرية والعدالة " اصواتهم وفق مايمكن اعتباره خريطة مباديء سياسية  تنكرت لها الجماعة وانقلبت عليها بالكامل بداية من نسبة التمثيل بمجلس الشعب

التي قطعت بها ثم تنكرت لها وبانتهازية كريهة انقضت على الجميع ، وبعدها لعبت على كل الحبال ولبست الف وجه للخداع والسير بسيناريو ابتلاع  كل شيء في كل وقت ( شعب وشورى  ونقابات واتحادات طلابية وجمعية تأسيسية  ثم رئاسة ) وفات الدكتور بديع ورفاقه انهم لم يبتلعوا وحدهم ديك رومي من فوق مائدة يتحلق حولها متنافسون ولكنهم في الحقيقة ابتلعوا مصر وصادروا مستقبلها  وخطفوا فرحتها وثورتها وخدعوا الغالبية العظمى من شعبها من أجل مصالح  تعبر عن شراهة  نفوس امتلأت بالعقد والضغائن ضد أنظمة حكمت مصر حتى 11 فبراير ، ومن سوء حظ المصريين المعاصريين أنهم دفعوا من حاضرهم ومستقبلهم ثمنا باهظا تكفيرا عن ذنب لم يرتكبوه  ، ولافرق اطلاقا بين اخوان بدلا من أن يطالبوا بالقصاص من حكام نكلوا بهم انتقموا من مصر وابتزوا باسم الدين جموع المصريين الذين باعوا لهم وهم الفضيلة والسير بهم في طريق الجنة  - وبين الصهيونية التي بدلا من القصاص من النازية التي نكلت بهم سرقوا فلسطين بمباركة اوروبية وفي حالىة الاخوان الذين خطفوا مصر فقد بدا جليا أن الخطف  يتم بمباركة خليجية وهابية  وتغافل مريب من قوى  بالداخل كانت ولاتزال تملك القدرة على ضبط الايقاع  المنفلت ..
من حق المصريين جميعا الذين صوتوا لنواب الحرية والعدالة – النافذة السياسية لجماعة الاخوان - والذين لم يصوتوا - أن يعترف المرشد العام الدكتور محمد بديع أن الجماعة ممثلة في قياداتها الفوقية قد كذبت على جموع المصريين وتنكرت لكل الوعود التي قطعتها على نفسها عامدة متعمدة وأن أي تبرير أو تسويغ لهذا الكذب هو اصرار على استمرار جرم سياسي وأخلاقي – كذلك من حق جميع المصريين الذين قبلوا قواعد اللعبة السياسية شرط أن تستمر قواعدها الحاكمة لصالح مصر أن يعلن المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين الدكتور محمد بديع مراجعة سياسية وأخلاقية يعترف بموجبها أن جماعته قد تنكرت لكثير من الثوابت الفكرية والسياسية  والأخلاقية  لكثير من المبادي التي نادي بها المؤسس الشيخ حسن البنا والأمر هنا شديد الأهمية وقد يقول البعض أن المراجعة عملية تخص الجماعة ومؤسساتها المختلفة – والرد على هذا التصور أن الجماعة اليوم تتصدر المشهد السياسي والعام في مصر وليست فرقة تعمل تحت الأرض أو تصرخ داخل السجون والمعتقلات ..
إخوان بديع يعلنون تمسكهم بالحياة الحزبية والنيابية والشيخ المؤسس حسن البنا كتب في مجلة النذير مقالا بعنوان " الدستور والقرآن " يسجل في مقدمته تأييده للحكم النيابي ثم يستدرك " الذي نعترض عليه ونطالب بالتحرر منه هذه الشكليات الفارغة التقليدية التي جربناها عشرين سنه فلم نجن منها الا الفرقة والخلاف والشوك والحسك والعلقم "
ويكتب الشيخ حسن البنا للملك فاروق " ان مصر الناهضة في حاجه للوحدة والاستقرار حتى تتفرغ للاصلاح الضروري في كل مظاهر حياتها ولكن الحزبية السياسية التي

تفشت بين الناس فرقت الكلمة ومزقت الوحدة " ومن أبلغ العبارات التي تشرح عقلية حسن البنا وقناعاته عندما كتب في مجلة النذير " ليس في تعاليم الاسلام أن مالقيصر لقيصر ومالله لله – في الاسلام أن قيصر ومالقيصر لله الواحد القهار " .. وفي رسائل الشيخ حسن البنا " الحكومة ركن من أركان الاسلام " وبذلك تصبح أركان الاسلام سته اركان وليس خمسه –وفي مذكرات الدعوة والداعي للشيخ البنا يقول معرفا الجماعة " إنها دعوة سلفية ، وطريقة سنية ، وحقيقة صوفية ، وهيئة سياسية ، وجماعة رياضية ، ورابطة علمية ثقافية ، وشركة اقتصادية وفكرة اجتماعية " ويظهر التعريف ان الاخوان هيئة سياسية وأن ايديولوجيا الجماعة تشمل المجتمع والدولة والاقتصاد والسياسة والاخلاق ..
نكتفي بهذا الاستشهاد الموجز من كلام الشيخ حسن البنا الذي يوضح الى أي مدى لم يكن الرجل مؤمنا على الاطلاق بالحياة النيابية والحزبية وظل جل ايمانه وسعية أن تصل الجماعة يوما الى حالة من الابتلاع الكلى لكل المعطيات المادية والسياسية والتاريخية ، وعلى الدكتور بديع أن يعتلى منبر الصراحة والصدق مع النفس ومع المصريين ويعترف أن جماعته ليست أسيرة أفكار حسن البنا وأن مابنى عليه دعوته ليس بالأمر المقدس وأن الجماعة قد خرجت على أفكار ومعتقدات المؤسس ، ومن حقنا كمصريين أن يقنعنا المرشد العام بأبعاد التحول والتغير في مواقف الجماعة من الأسس التي بنيت عليها منذ أكثر من ثمانية عقود مضت .. ماذا بقي وماذا ذهب .. ولعل بعض الحقوقيين يتحركون برفع دعوة قضائية ضد الجماعة كشخصية اعتبارية  مارست بشكل منظم وممنهج نوعا من الكذب العام على جمهور عام بالتنصل من مواقف معلنه اطمأن لها هذا الجمهور وتحرك وفق مااطمأن اليه ومالبثت الجماعة أن انقلبت على هذه المواقف بانتهازية مفرطة من أجل مكاسب حزبية  تهدد في مضمونها هوية ومستقبل مصر بأكملها أرضا وشعبا وتاريخا .. ويبقى الفارق بين اخوان 1954 واخوان 2012 – اخوان 54 حاولوا اغتيال جمال عبد الناصر واخوان 2012 يحاولون اغتيال مصر .
[email protected]