عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الهروب الأخير

بوابة الوفد الإلكترونية

«جوزى اختفى بعد شهرين من جوازنا ومعرفش مكانه فين لحد دلوقتى، ولا أعلم ما السبب وراء هروبه المفاجئ»، بهذه الكلمات الممزوجة بالحزن والأسى بدأت «سمر» تروى مأساتها لقاضى محكمة الأسرة بعدما أقامت دعوى خلع ضد زوجها الذى تركها بعد فترة من زواجهما.

 

فى البداية تقول «سمر»: تقدم لخطبتى العديد من الأشخاص وكنت أرفضهم جميعًا لأننى لم أجد من بينهم الشخص المناسب، إلى أن وصلت لسن الثلاثين.. بدأت معاملة أسرتى لى تتغير، واعتبرت أننى «عانس»، تحملت نظراتهم التى كانت تقتلنى.. جعلونى أشعر بأننى مذنبة وكأن عليّ أن أوافق على أى شخص حتى لو لم يكن الشخص الذى أحلم به حتى لا أحصل على لقب «عانس»، إلى أن وصل بهم الحال أنهم يتجاهلون وجودى تمامًا، تحملت كل ذلك إلى أن أخبرنا أحد أقاربى أنه لديه عريس لى من عائلة معروفة وأنه شخص على خلق وسمعته طيبة وأسرته بين الناس، فوافقت حتى أتخلص من المأساة التى أعيشها مع أسرتى بسبب تأخر الزواج.

 

وتابعت «سمر»: وافقت عائلتى على ذلك الشخص دون تفكير أو حتى السؤال عنه وعن أهله، وخلال أشهر قليلة تمت مراسم الزفاف، لم أتمكن خلال تلك الفترة القصيرة من تجهيز كل شيء للفرح كأى عروس، فزوجى كان يريد إتمام الزواج فى أسرع وقت بحجة أنه ميسور الحال وجاهز وليس لديه ما يؤخر زواجنا.. فأخبرته أسرتى أنهم لم ينتهوا من شراء متطلبات الزواج، فأكد لهم أنه سيتولى مسؤولية شراء باقى احتياجاتى على نفقته الخاصة، مما أثار تعجبى وجعلنى أفكر ما السبب وراء رغبته فى إتمام الزواج بتلك السرعة، ولكنى لم أجد إجابة على تساؤلاتى، فوافقت على الزواج وبالفعل تم الزفاف سريعًا «مكنتش متخيلة إن فرحى سيكون بهذا الشكل، لم أشعر بالسعادة فى تلك الليلة كأى بنت.. حاجات كتير معرفتش أعملها زى ما كنت بتمنى ولكنى تغاضيت عن كل ذلك من أجل أسرتى».

 

وأضافت «سمر»: مر الأسبوع الأول من الزواج وكان زوجى شخصًا جيدًا، كان يعاملنى معاملة طيبة لم أر ما يجعلنى أخاف منه، لكننى لاحظت أنه دائمًا لا يتحدث معى وكثيرًا ما يجلس بمفرده كأننى لا أعيش معه، فى بادئ الأمر اعتقدت أن ما يحدث أمر طبيعى خاصة أن زواجنا جاء سريعًا، ولم نتعرف على بعض كأى زوجين، ولكن عندما استمر الوضع إلى ما يقرب من شهر، فكرت فى التحدث معه لمعرفة هل هذه عادته أم أن هناك أمرًا ما يخفيه عنى، خاصة بعد أن تملكنى شعور بأنه تزوجنى رغمًا عنه، وأنه لا

يشعر تجاهى بأى مشاعر، ولكن ترددت فى ذلك خوفًا من أن تصبح شكوكى حقيقة وتتحول حياتى لجحيم، وبعد تفكير طويل قررت مواجهته فسألته مرارًا وتكرارًا عن سبب ابتعاده عنى فكان يتهرب من الإجابة، حتى عاد إلى عمله بعد انتهاء إجازة الزواج، وبعدها بدأت الأمور تسوء أكثر، فكان يعود فى كل مساء يتناول العشاء ويجلس داخل غرفة النوم بمفرده، تحملت تصرفاته وكتمت كل ذلك بداخلى ولم أشكُ لأهلى أو أهله من تصرفاته، منعًا للمشاكل وحفاظًا على بيتى، خاصة وأنه لم يمر على زواجنا سوى أسابيع قليلة.

 

وأضافت «سمر»: بعد شهر والنصف تقريبًا خرج زوجى للعمل ولم يعد كعادته فى المساء.. بحثت عنه أنا وعائلتى فى كل مكان لكن دون جدوى فقد اختفى تمامًا «كأنه فص ملح وداب، وكأن الأرض انشقت وبلعته»، حتى الآن لا أعرف عنه شيئًا ولا أعلم مصيرى معه، هل أصابه مكروه أم تركنى وتزوج من أخرى؟!.

وفى نهاية المطاف طلبت منى أسرتى إقامة دعوى خلع، فى بداية الأمر رفضت، فأنا لم أر منه إلا كل الخير على الرغم من تصرفاته معى، ولكن مع فترة غيابه التى طالت قررت إقامة دعوى خلع ضده، فأنا أريد أن أعيش حياة طبيعية، ولكن الآن لا أعرف مصيرى.. هل أنا متزوجة أم أصبحت أرملة.

 

ووجهت حديثها لقاضى محكمة الأسرة: «ارحمنى سيدى القاضى من العذاب الذى أعيشه فأنا أريد الطلاق حتى أستطيع أن أعيش حياتى بشكل طبيعى».

واختتمت قائلة: «رغم إقامتى دعوى خلع إلا أن رحلة البحث عنه مستمرة.. أريد الوصول إليه حتى أعرف منه لماذا تزوجنى ولماذا تركنى، وما هى عيوبى، وكيف فعل بى ذلك وهو لم ير منى غير كل الخير؟.