رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المشهد الأخير فى حياة مُدرسة الهرم

بوابة الوفد الإلكترونية

كعادتها كانت تجلس صاحبة الـ29 عاماً برفقة طفليها داخل شقتهما فى منطقة ترسا بالهرم، تستأنس بهما من الوحدة التى تعانيها بعد أن غدر بها رفيق الدرب

فى منتصف الطريق وترك لها مسئولية طفلين فى بداية حياتهما.

 

راحت الأم تمسك بيد طفليها تلفهما حول عنقها لتستشعر منهما الدفء والحنان اللذين تفتقدهما، لكن ثمة طارقاً على باب شقة يقطع عليها لحظات الأنس مع طفليها «آسر 7 سنوات، وآيسل 5 سنوات»، وتتحرك الأم بخطوات ثقيلة تجاه الباب لتفتحه وكأن قلبها يشعر بشىء ما يصعب عليها تفسيره.

 

بضع لحظات مرت بعد طرق الباب، وتم فتحه لتجد طليقها أمامها، يطلب منها رؤية طفليه وأخذهما معه، استرجعت الزوجة شريط حياتها الزوجية سريعا بعد أن مر أمامها وكأنه شريط عرض سينمائى، وتذكرت لحظات الألم والحزن على يد ذلك الزوج، فدخل الاثنان فى شجار عنيف دفعها خلاله للداخل وأغلق الباب خلفه.

 

بنظرات يملؤها الخوف والرعب كان الطفلان ينظران لوالدهما وكأنهما أول مرة يشاهدانه فيها، بعد أن تجسد أمامهما على هيئة شيطان، راح يكيل الضربات لطليقته وأطبق بيديه على عنقها حتى خارت قواها، وسقطت جثة هامدة أمام أعين الصغيرين فى مشهد لن ينسياه مدى حياتهما.

بعد أن أنهى الزوج جريمته، اصطحب طفليه إلى والدته بمكان آخر ليعود ويكمل الفصل الأخير فى حكايته مع زوجته، مُدرسة الهرم.

عاد الرجل بعد أن أوصل الطفلين لشقة والدته لكيلا يشاهدا ما سيحدث لوالدتها، فقد دخل الشقة وأغلق الباب خلفه، ونظر إلى الجثة التى أصبحت غير قادرة على الوقوف أمامه والتصدى له، كما أنه كان عاجزاً عن التخلص منها وإخفاء جريمته، وجلس بجوارها أكثر من ساعتين فى انتظار خلو الشارع من المارة.

نظر الزوج من خلف إحدى النوافذ يستطلع الشارع ليختار الوقت المناسب لتنفيذ مهمة الخلاص من الجثة، وعندما حان الوقت، لف جثمان أم طفليه فى سجادة،

وبينما كان يطويها فكان يطوى معها الذكريات وتفاصيل 9 سنوات زواج.

حمل الجثة على كتفه وكأنه يحمل شوالاً لا يكترث لما بداخله، حتى وصل بها إلى منطقة صحراوية ألقى بها وعاد إلى منزله وكأنه لم يرتكب شيئاً معتقداً بأن جريمته لن يتم اكتشافها.

عدة اتصالات أجرتها والدة الضحية بها تريد الاطمئنان عليها بعد أن شعرت بغصة فى قلبها، لكنها لم تجد رداً من ابنتها، فتوجهت إلى شقتها لتقتل الشكوك التى تعصف بعقلها وتتزاحم فى رأسها، لكنها بعد أن وصلت ودخلت الشقة بدأت تلك الشكوك تتحول إلى حقيقة، ولم تجد ابنتها أو طفليها، فتوجهت الأم إلى قسم شرطة الهرم وحررت محضراً باختفاء ابنتها.

انطلقت قوة من المباحث عاينت شقة الضحية سجلت ملاحظاتها فى محضر الشرطة، لكن كاميرات المراقبة المحيطة بالمنطقة سجلت لحظة نزول طليق ابنتها حاملاً فوق كتفه سجادة، ما جعل الشك يدور حوله، خاصة أن الطفلين فى منزل والدته ولم يختفيا مع والدتهما.

تم استدعاء الزوج المتهم، واعترف أمام رجال المباحث بجريمته بعد مشادة كلامية مع الضحية أثناء ذهابه لرؤية طفليه، وباستدعاء الطفلين لسماع شهادتهما اعترفا بتفاصيل ما حدث لوالدتهما، وأرشد المتهم عن مكان إلقاء الجثة، وتم استخراج تصريح بالدفن وحبس المتهم.