رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مأساة 7 سنوات زواج

فتاة حزينه
فتاة حزينه

وقفت تنظر إلى الحضور بذهن شارد تنتظر دورها فى الدخول إلى قاضى المنازعات بمحكمة الأسرة لتعرض شكواها عليه وتشرح سبب حضورها، لم تتوقع تلك الفتاة يوما أن تكون محكمة الأسرة هى الحل الأخير وصاحبة كلمة النهاية فى حكايتها مع زوجها.

 

فى أقل من ثانية مر شريط الذكريات أمام عينها يُذكرها بلحظات حلمت بها وحققتها وأخرى خاب فيها أملها، بعد أن تبدلت الأحوال وساءت علاقتها بزوجها دون سبب، وكانت الضحية أطفالهما الذين عانوا البخل والحرمان رغم امتلاك والدهم المال لإسعادهم.

 

بعد مرور نصف الساعة تقريبا سمح حاجب المحكمة للسيدة التى كانت تركن ظهرها إلى الحائط وجوارها أطفالها، بالدخول للقاعة، بعدما جاء دورها، فى حزن واضح على ملامحها أمسكت السيدة يد ابنها الصغير وضمتها إلى صدرها وكأنها تستمد منها قوة هى فى أمس الحاجة إليها بعد أن تخلى عنها الزوج وأصبح عدوًا لها.

 

بدأت السيدة فى شرح مأساتها قائلة إنها تزوجت قبل 7 سنوات من أحد الشباب، وراحت تسرد قصة زواجهما بأن خالة زوجها كانت تسكن بالقرب من منزل أسرتها وتشاركهم فى المناسبات الاجتماعية المختلفة وتعتبرها والدتها بمثابة أخت لها لكرمها وحسن أدبها.

 

وروت السيدة أنها لم تتمكن من إتمام مراحل تعليمها المختلفة وتوقفت عند المرحلة الثانوية وفضلت مساعدة والدتها فى أمور المنزل خاصة وأنها لا تحب التعليم، ووجدت مشاركة أمها فى أعمال المنزل بديلا جيدا خاصة أن شقيقتها الأخرى تزوجت وانتقلت إلى منزل زوجها، وشجعتها أسرتها على تلك الفكرة لمعرفتهم بقدراتها التعليمية.

 

وواصلت الزوجة حديثها فى أسى وألم يعتصران قلبها قائلة إن خالة زوجها كانت تتحدث عنه كثيرا فى وجودها معهم، وكأنها كانت تمهد له الطريق دون أن تُفصح، وبعد فترة من الوقت أخبرت والدتها أنها تريد أن تزوج ابن شقيقتها وطلبت يدها، وعرض والدها عليها الأمر وترك لها حرية الاختيار.

 

عدة أيام مرت على طلب الزواج وبعد تفكير طويل وقرار استندت إليه على حكاوى جارتهم السابقة التى كانت عبارة عن مديح فى أخلاقه واجتهاده فى عمله، وأبلغت والدها بموافقتها على الارتباط به، وبالفعل تم الاتفاق على ميعاد الخطوبة، وتم عقدها فى جو عائلى بهيج.

 

10 أشهر كانت مدة الخطوبة كانت بمثابة أيام من الجنة، يحرص فيها العريس الجديد على تلبية طلبات خطيبته وكأنها أوامر، مما جعلها تعتقد بأنها مُقبلة على أيام تخلو من الهم والحزن وأن الدنيا ابتسمت لها بتلك الزيجة، ولم تكن تعلم أنها أيام معدودة وستنكشف الحقيقة جلية.

 

بعد انتهاء فترة الخطبة تم عقد القران وزفاف العريسين إلى عش الزوجية، كل منهما لا يشعر بنفسه من فرط السعادة ونشوة الحب التى تغمرهما، ومرت أيامهما الأولى فى سعادة وحب شعر

به الجميع وتمنى المقربون منهما أن يصيبهما شيء من ذلك الحب.

 

3 سنوات مرت بين الزوجين كان عنوانهما الاهتمام ومراعاة مشاعرهما، وأنجبا طفلا كان هو بسمتهما وجاء ليشاركهما فرحة الحب وحلاوة الأيام، لكن لم تستمر الحياة على ذلك المنوال طويلا وتبدلت أحوال الزوج وأصبح مهملا فى معاملة زوجته، والتمست له العذر بسبب انشغاله فى عمله لكنه لم يعد كسابق عهده.

 

ازداد جفاء الزوج حتى وصلت الأمور إلى ذروتها وأصبح يرفض الإنفاق على المنزل إلا القليل ويمنحها مصروفا لا يكفى طلبات المنزل مما يشعرها بالضيق والغضب، وزادت احتياجات أسرتها خاصة بعد إنجابهما 3 أطفال على مدار 7 سنوات، لكنه لم يتغير وظل يضيق عليها وعلى أطفاله رغم قدرته على الإنفاق لعمله فى إحدى الجهات الحكومية التى تعطى راتبا كبيرا.

 

لم يقف والد الزوجة مكتوف الأيدى أمام ما يشاهده من صعوبة فى عيشة ابنته وكان يمنحها المال لتنفق على أطفالها وترعاهم، حتى اعتاد الزوج على ذلك ومنع عنها أى أموال نهائيا، وترك حماه يتولى تلك المهمة عوضا عنه، وأصبح لا يشعر بخزى من تلك التصرفات بل كان يحثها على طلب المزيد من والدها دون أدنى رجولة أو نخوة.

 

عجزت الزوجة عن إصلاح زوجها لكن الشيطان وسوس لها بأنه متزوج من أخرى ويعطيها أمواله، ورأت أنه تفسير منطقي لتصرفات زوجها، وبدأت فى البحث وراءه لتكتشف سره، لكنها لم تعثر على أى دليل يثبت زواجه عليها من أخرى، وأن ما يفعله نتيجة بخل فى الإنفاق على أسرته، ويكتفى بالصرف على متطلباته الشخصية فقط. 

 

وأنهت الزوجة حديثها بأنها لم تجد مفرًّا من التوجه لمحكمة الأسرة لرفع دعوى ضد زوجها وطلب نفقة زوجية ونفقة لأطفالهما، لوضع حد لتلك المأساة التى تعيشها يوميا مع ذلك الزوج البخيل.