الحب الزائف
وقفت «ليلى» صاحبة الـ30 عاما، أمام محكمة الأسرة بزنانيرى، وبدأت فى سرد تفاصيل قصتها قائلة: سبب مأساتى هو الحب الذى أحلم به منذ نعومة أظافرى، واقرأ عنه فى الروايات، بعد تخرجى في الجامعة، اشتغلت بإحدى الشركات، وبعد مرور أيام قليلة من استلامى للعمل تعرفت على شاب يعمل محاسبًا لدى الشركة.
كان يحاول دائما الاهتمام بى وإظهار نظرات الإعجاب، وبدأ يتواصل معى ويظهر اعجابه واهتمامه تجاهى، تبادلنا أطراف الحديث معا، وكثرت المكالمات الهاتفية بيننا، وتطورت علاقتنا ومقابلاتنا خارج العمل، فكان دائما مُبتسمًا وكلامه معسول جذبنى إليه، نشأت بيننا قصة حب كانت أروع وأجمل من الخيال، ومن كل قصص الحب التى قرأتها، فكان فارسا لأحلامى فهو شاب خلوق مُهذب وسيم مثقف، هذا ما كان دائما يظهره لى ولم يدر بخلدى أبدا انه يخدعنى وأنه يخفى وجه الشيطان خلف تلك المظاهر.
واستطردت الزوجة حديثها بعدما توقفت لحظات لتلتقط انفاسها قائلة: فى يوم طلب «مجدى» مقابلة والدى للتقدم لخطبتى، غمرت الفرحة قلبى، هرولت مسرعة للمنزل وأخبرت والدى بقصتى معه وحدد موعد اللقاء الأول، وبعدما تحدث مع أسرتى نال إعجابهم، وبسؤالهم عنه كما جرى فى العادات والتقاليد، تأكدوا أنه شاب مُحترم ومن عائلة كريمة، تمت خطبتنا واستمرت عامًا والنصف، كان خلالها هادئ الطباع مُهذبًا، لم يرتب به قلبى ابدا.
وتابعت «ليلى» حديثها: بعد زواجنا بفترة قليلة، بدأ يتعامل معى بأسلوب لم أعتده من قبل ويتشاجر بسبب وبدون، ويخبرنى أنه يشعر بالملل، ولا شئ يعجبه، فجأة تحول الشخص المهذب هادئ الطباع لشخص آخر لا أعرفه تلاشت نبرات صوته الحنونة الهادئة وكلماته المعسولة، التى اعتدت عليها وبدأ يسبنى ويضربنى، اختفى وجه الملائكة ليظهر وجه الشيطان، وليس ذلك فحسب بل وصل به الأمر للشك واتهامى بالخيانة، منعنى من مقابلة أصدقائى أو محادثتهم، وفى كل مرة أتحدث فى الهاتف يتأكد