رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

شياطين الإنس

مشاكل اسريه
مشاكل اسريه

على عتبات محكمة الأسرة وقفت الزوجة الثلاثينية تنتظر دخولها إلى مكتب فض المنازعات لعرض شكواها، ملامح الحزن تعلو وجهها، وزادها الهم والحزن أعمارًا فوق أعمارها، فشياطين الإنس دمروا حياتها وحرموها من حب حياتها.

 

وقفت الزوجة البائسة لا تريد ناقة ولا جملًا سوى حق طفلتها الصغيرة بعد أن طلقها زوجها دون ذنب جنته سوى وشاية شقيقته بها ووصمها بالخيانة، جاءت لمحكمة الاسرة لتضمن حياة آدمية كريمة لطفلتها وأن تنعم بمال والدها بدلا من العيش على الإحسان وانتظار الصدقات من أهل الخير.

 

بعد فترة قليلة دخلت الزوجة إلى القاعة، وراحت تسرد فى ألم وحزن تفاصيل مأساتها الزوجية وكيف وصل بها الحال حتى وصلت إلى ذلك الكرسى داخل محكمة الأسرة.

بثبات تحاول أن تحافظ عليه بدأت الزوجة تروى للقاضى حكايتها، قالت بأنها عاشت أفضل سنوات عمرها برفقة زوجها التى أحبته منذ نعومة أظافرها فقد عاشت أيامًا وليالي طوال تبادله نظرات الحب والإعجاب، لكنه لم يتلاعب بمشاعرها وفضل أن يدخل إليها من الباب كشيم الرجال التى تراعي الأصول حفاظا على بنات الناس.

 

أعجبت الفتاة فى ذلك الوقت بجرأة حبيبها وأنه تقدم لخطبتها، وبعد سؤال والدها عنه أجابت بأنها موافقة على الارتباط به، وطار الاثنان من السعادة بخطبتهما فكل منهما حقق حلمه بالارتباط من الآخر.

 

داخل منزل الفتاة كان هناك حالة من نوع آخر فابن عمها بعد علمه بخطبتها جن جنونه وأعلن أنه كان يحبها ويفكر فى الارتباط بها، جلس الأب يفكر فى وعده لخطيب ابنته وبين ابن شقيقه المتعلق بها، لكن انتهى تفكيره بإخبار ابن شقيقه بأن الزواج قسمة ونصيب، وامتثل الشاب لإرادة القدر وتمنى السعادة للزوجين.

 

انتهى العريس من تجهيز شقة الزوجية وتم زفاف العروسين فى حفل عائلى جميل وانتقلا إلى شقتهما، وعاشا 3 سنوات من الحب لم تعرف الخلافات طريقهما حتى رزقهما الله بابنتهما «هالة» كانت هى بسمة البيت واهتمام الأبوين، لكن سعادة الأسرة الصغيرة لم تدم طويلا وعصفت الغيرة بأحلام تلك الأسرة فى

لحظات.

 

بدأت شقيقة الزوج الأرملة فى التردد على شقة شقيقها كثيرا بعد وفاة زوجها، ورغم أنها كانت تُعامل أفضل معاملة لكنها كانت ناقمة على عيشة شقيقها وتشعر بالغيرة تجاه زوجته وكيف أنها تنعم فى تلك الحياة دون مشكلات وخلافات.

 

لكن شياطين الإنس «شقيقة الزوج وابن عم الزوجة» دبرا خطة شيطانية لا يُفكر بها سوى أبناء إبليس، اتصل قريب الزوجة بها فى حضور شقيقة الزوج، التى أقنعت شقيقها بأن زوجته تخونه مع ابن عمها وظلت تقنعه بتلك الفكرة حتى استجاب لها وراح يشك فى زوجته ولم تقبل الزوجة تلك الاتهامات من زوجها وطلبت منه أن يُطلقها فاستجاب لها وطلق زوجته.

 

نعم طلقها، كانت تظن أنه سوف يتمسك بها ويتذكر حبهما وينفى عن زوجته التي يعرفها اكثر من نفسه تهمة الخيانة البشعة ولكنه لم يفعل وصدق افتراءات شقيقته وأنهى حياته معها بوصمة عار.

 

وبعد أن استوعبت الزوجة صدمة الطلاق والتهمة الباطلة أسرعت للحفاظ على حق طفلتها وحضرت الزوجة المطلقة إلى محكمة الأسرة تطلب نفقة صغيرتها ومصاريف تعليمها وأجرة السكن بعد أن تناسى زوجها أن له طفلة وكانت كل حياته.

 

انتهت من سرد حكايتها المعلمة بدموع عينيها وغادرت قاعة المحكمة شاردة تحدث نفسها بكلام غير مسموع وضاعت وسط الزحام لتعد العدة لمتابعة قضيتها مع محامٍ للعيد حقوقها وطفلتها.