عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كذبة العمر

سيدة حزينه
سيدة حزينه

جمعتهما  كلية الطب البشرى ٧ سنوات كاملة. كانت سارة خلالها مثالًا للأدب والأخلاق والرقة وايضا الدلال فهى ابنة لأسرة راقية وأب صاحب مركز مرموق فى المجتمع. لم تشغل دارسة الطب سارة عن شياكتها وارتداء الفساتين التى يتحاكى عنها كل زملائها ولا برفاناتها المستوردة. ورغم ذلك كانت من أوائل دفعتها طوال فترة الدراسة.

 

ونهجت خلال دراستها نهجًا بقيت عليه حتى نهاية تعليمها وهو وضع حدود لعلاقاتها بجميع زملائها.

 

رفضت السماح لأى أحد تجاوز حدوده معها، علاقة زمالة وفقط، رغم تهافت العشرات نحوها وطلب ودها، من كليتها أو باقى كليات الجامعة، فهى تعى تماما أنه لا يجوز لها إقامة علاقات مع أى أحد، وعائلتها لا تعترف سوى بزواج الصالونات.

 

انتهت من دراستها وبدأت الاستعداد للعمل والتكليف، وبدا والدها يفكر فى

 

إعداد العيادة الخاصة بها وكانت سعادته بها وأمها وأخوتها لا توصف. وفى ذات الاثناء فوجىء والدها بأحد معارفه يطلب زياته وأخبره أن عريسًا يريد التقدم للزواج من ابنته الطبيبة، وأخذ موعدا لحضور العريس واسرته واخبره انه حديث التخرج من كلية الطب وانه زميل سارة.

 

وعند عودة الاب الى المنزل اخبر ابنته بما حدث، ولم يصل خيالها لمن من زملائها يرغب فى الزواج منها وانه انتظر تخرجها لانه لم يستطع محادثتها فى الجامعة .

وجاء العريس واسرته، ايضا هو من اسرة عريقة لا يشق لها غبار ولا يرفض طلبه. واتت سارة وفوجئت انه علي زميلها فى الجامعة والسكشن. وكان دائما يطلب ودها ويظهر لها اهتمامه واعجابه بها، ولكن قرار سارة بعدم إقامة علاقات داخل اسوار الجامعة منعه من ذلك.

 

نال العريس واسرته القبول، وتم الحديث فى تفاصيل الزواج، كل طلبات العروس ووالدها مجابة. فالعريس من اسرة ميسورة الحال.

 

شبكة من افخر المحلات، وزفاف اسطورى فى افخم فنادق القاهرة، وشهر عسل فى جزيرة يقصدها الأثرياء. وعاد العروسان من شهر العسل وايضا الايام الأولى من عمر زواجهما كانت سلسلة من السعادة والتفاهم والود.

 

واقتربت عودة الزوج لعمله وبدأت العروس حديثها عن عملها ايضا وعيادتها التى جهزها لها والدها، ولكنها فوجئت بزوجها يطلب منها نسيان ان تعمل ويكفيها ان تكون زوجة وتنتظر ابنها القادم. ناقشته فى ذلك وانها كيف تضحى بعملها وهى طبيبة ومتفوقة وأفنت ٧ سنوات من عمرها فى الدراسة. اوهمها انه يخشى عليها من التوتر والمسئولية والضغط العصبى فى العمل. وبعد مناقشات مطولة رضخت الزوجة لطلب زوجها ومرت الأيام والسنون هادئة وانجبت الزوجة ابنها الاول والثانى والثالت، ومر ١٥ عاما على زواجها تغيرت مشاعر الزوج تجاه زوجته وبدا يعاملها بجفاء، كان دائما ما ينتقد تصرفاتها ومقارنتها بزميلاته الطبيبات فى العمل، وانهن يرتدين ملابس فاخرة ويضعن برفانات باريسية ويحتفظن بشبابهن وجمالهن.

 

كانت الزوجة تصاب بغصة كلما سمعت مدح زوجها فى زميلاته وقريباته ولكنها كانت تتحاشى الرد

عليه حتى لا تكدر جو المنزل ويؤثر هذا على مستقبل أطفالها، وكلها امل ان يراجع زوجها الطبيب زميل دراستها نفسه ويعرف انه يخطيء عندما يضع زوجته وزميلاته فى مقارنة.

 

ولمحت له كثيرا بما يرتكبه من اخطاء فى حقها ولكن الزوج لم يتعظ واستمر فى سلوكه السيىء. ووصلت الزوجة الى مرحلة اللاعودة، وبعد طول تفكير واصابتها بضغط نفسى وعصبى شديد وبدأت تفقد صحتها.

 

واتضح لها ان زوجها لن يغير سلوكه وانه اعتاد على اهانتها والتقليل منها امام اولادها.

 

وطلبت منه تحديد موعد لانها ترغب فى الحديث معه فى أمر هام، وجاء المساء وسألها ماذا تريد؟ ،جابته: أريد أن أعمل كطبيبة، أرى انك نسيت اننى طبيبة وزميلتك فى الجامعة، وحتى اصبح مثل زميلاتك اللاتى تقارننى بهن وتشعر بالحسرة لأننى لست مثلهن.. تغيرت ملامح الزوج وكأنها ألقت قنبلة فى وجهه وسكت الكلام على لسانه، وقال لها: ماذا تقولين، هل جننتِ؟.

 

وجاء ردها: جننت لاننى ارغب فى العمل؟ فرغ صبرى من تعاملك معى. ومقارنتك لى طوال الوقت بالآخريات. فاض الكيل ولم اعد اتحمل، هذا قرار نهائي.

حاول أن يثنيها عن قرارها بكل السبل واعتذر لها مرارا وتكرارا ولكنها اصرت على قرارها.

 

وخيرته بين عملها والانفصال، وتصور انه مجرد تهديد، ولكن فوجىء بإصرار زوجته على تنفيذ قرارتها، وابلغت والدها بقرارها وما عانته معه طوال ١٥ عاما.

 

وجاء قرار الزوج برفض رغبة زوجته فى العمل وتصحيح الوضع وانهاء مهزلة مقارنة زوجها لها بزميلاته وأيضا جاء رد الزوجة صادما.

 

وطلبت الطلاق، ورفض الزوج بشدة وأكملت فى حربها واتخذت قرارا بالتوجه الى محكمة الاسرة وطلبت الخلع.

 

وجاء فى أسبابها انه فرغ صبرها من اضطهاد زوجها وتنمره عليها ومقارنته لها بزميلاته وتفضيلهن عليها بسبب عملهن. ونسى انها ضحت بدراستها للطب بسببه وبناء على رغبته. حاولوا اقناعها بالعودة عن قرارها، رفضت، وقالت: سيدى، أبغض الحياة معه. وكفى.